الخميس، 16 أغسطس 2018

زهرة التوليب (21) الاخيره



(21)

_ و"طارق"..؟
_ طارق كويس جدا ..كفايه انا معاه ..؟
_ فعلا .. يعني هو بخير ..
 _ طبعا هيكون بخير طول ما خطيبته معاه..
اتفاجئت "غدير": خطيبته ,, خطيبته مين ؟
رفعت "هدير" ايديها وكانت لابسه خاتم يشيه خواتم الزواج كان "طارق" اشتراه ليها فى خروجه وعجبها واشتراه هديه  :
_ انا .. انا و"طارق" مخطوبين ...!
اتفاجئت "غدير": اتخطبوا ..
ضحكت "هدير": ايوه اتخطبنا وفيها ايه عادي الناس بتتخطب وتتجوز ..!
_لا مقصدش ..اقصد من امتي ..قريب ؟
_ لا مش مده طويله اممم عارفه الوقت اللى كنتي فيه فى مصر مش لما حالتك اتحسنت لا قبلها كان "طارق" نزل مصر وكان فى كلام كده واتفاق ع كل حاجه وكان هيسافر وهيرجع نتخطب رسمى لكن لما قابلك وانشغل معاكي ف أجلنا كل حاجه ولما سافرتي تمت الخطوبه هى عائلي يعني ..!
_ اهاا ..دا حب من زمان ..؟
_ جدااا علاقتي انا و"طارق" محدش يقدر يتخيلها ,, ربنا يقدرني واسعده زى ماهو بيعمل المستحيل علشاني ..
_ ربنا يكملكم ع خير . لكن "طارق" مقاليش ولا مره ..؟
_ "طارق" عموما مبيحبش يتكلم فى اموره الشخصية مع اى حد ,, وانشغل معاكي  وكان تركيزه انك تتحسني ,,هو "طارق" كده لما يكون معاه حاله بيهتم بيها لدرجه ان ممكن الحاله تتوهم ان فى مشاعر اتجاهها منه ,, لكن دا اهتمامه علشان تتحسن بسرعه ,,!
كلام "هدير" ضايق"غدير" لكن مبينتش واتعاملت عادي ,,:
_ قوليلي بقي اخبارك انتي و "رامي" ايه .. اعتقد مفيش سعاده احلي من انك تعيشي مع انسان بيحبك ..
_ ومفيش اسوء من انك تعيشي مع انسان مبيحبكيش بنفس القدر ..بيبقي عذاب للطرفين ..
 سكتت "هدير" للحظه وكملت : ها فرحينا كده فى حاجه فى الطريق ؟
فهمت "غدير" انها بتلمح ع الحمل :
_ كله بأمر الله ..
_ اها .. بس بيقولوا جميل احساس انك تبقي ماما فى سن صغير ابنك ولا بنتك بتكبر معاكي وبتكونو قريبين من بعض .. ف شدي حيلك كده عاوزين نفرح ب بيبي كده ..
ابتسمت "غدير" وبصت "هدير" ع الساعه :
_ طيب أستاذن انا لان فى مشوار عاوزه اعمله ؟
_ هو "طارق" هنا معاكي ..؟
 سكتت لحظه "هدير": "طارق" لا الايام دى مسافر اكيد هبلغه سلامك لان لما هتسفري هيكون موعد رجوعه ومش هتلحقي تسلمي عليه بنفسك يا خساره ..
اتعمدت "هدير" تفقد امل "غدير" من انها تقابل "طارق":
_ المهم انه بخير وبلغيه سلامي ..
 يوصل ..
خرجت "هدير" من غرفه "غدير " وشعرت  بخنقه من تصرفها لكن انكرت احساسها ومشيت ,, فى الغرفه "غدير" اتغيرت ملامحها وشعرت ان اللى كانت عايشه به وحساه كان حب من طرف واحد وبيتخيل ليها انه متبادل وان حبها من صغرهم مازال مستمر بعد ما كبرو .. اتصلت بيها "نادين" فيديو كول :
_ ازيك يا "نادو" ..؟
_ الحمد الله ..انتي عامله ايه ؟
_ الحمد الله .. طمنيني "بسام" عامل ايه منتظم فى العلاج والجلسات ..
_ ايوه الحمد الله ,, الدكتور اللى رشحه دكتور "طارق" ممتاز جداا وفى استجابه باينه ل "بسام" ..
_ طيب الحمد الله ..
_ مالك يا "غدير"..فى حاجه حصلت ؟
سكتت لحظات: "طارق" خطب ..؟
اتفاجئت "نادين": "طارق"...؟ وعرفتي منين ؟
_ من خطيبته اللى كانت قاعده معايا من شويا ..
_ ومين دى وعرفتيها ازاى ..؟
_ دكتوره "هدير"..
_ ايه ..؟
_ كان متفق ع الخطوبه وكل حاجه لما نزل مصر وكانت هتم الخطوبه لكن لما ظهرت وعرف حالتي انشغل معايا وبعد ما سافرت خطبها رسمي ,,,
_ لا بجد ..؟
_ انا مش قادره اصدق ان اللى حسيته معاه كان وهم مني ,, معقول لدرجه دى كنت مريضه واتوهمت بحبه ,, بس هى صح ,, لان لو فى حاجه كان هو اتكلم مسكتش كده ..هى صح ..!
_ اهدي يا "غدير" مش يمكن ..
_ يمكن ايه بقولك خطيبها ,, خلاص يعني المفروض انهم قريب هيتجوزو ..
_ وانتي  هتعملي ايه اللى كنتى مخططاله مش هيحصل كده ,, انك لما تنفصلي هتسافري ل "طارق" ..
_ اللى مخططاله هيحصل مش هقدر اكمل مع "رامي" وانا حاسه انى مجبره اعيش معاه وعمري وعمره بيضيع فى الفاضي ,,
_ ما تديله فرصه تانيه بما ان باب "طارق" اتقفل ,,"رامي" بيحبك ومستعد يعملك اى حاجه ..!
_احنا اطلقنا فعلا من مده وحاليا مع بعض لغايه ما العقد المشروع  يتكتب.. ولو فضلت معاه   انا كده ظلماه معايا ,, ازاى يعيش مع انسانه مبتحبوش لمجرد بس هو بيحبها ,, دى مش حياه دا عذاب ,, لما ننفصل هيقدر يقابل ناس ويقابل اللى بيحبها وبتحبه ويعيش فى سعاده ,, مينفعش طرف يفضل يحب والطرف التاني لا,, لا عايش ولا مقدر اللى معاه ,, "رامي" يستحق احسن من كده ..!
_ يعني برغم معرفتك بخطوبه "طارق" مش هترجعي ل "رامي" ..؟
_ ايوه طبعا .. هعيش حياتي وهحاول اعوض الايام اللى فاتت لو لوحدي ,,
|_ عموما دى حياتك وانتي حره ,,
_سلميلي ع ماما و"بسام" والنونو ...
_ يوصل ان شاء الله ,, سلام ,,,

 تاني يوم كانت "غدير" قاعده فى كافيه هى و"رامي" وكانت بتسمع اغاني من الهاند فري وحصل مطر ,, سمعت صوت "طارق" وبصت وكان قدامها :
_ انتي هتفضلي قاعده كده والمطر بره ,,
_ يعني ..؟
مد ايده : يعني يلا بينا نتطنطط ونرقص وخلى المطر يغرقنا
ابتسمت "غدير" وهتقوم فجاءه انتهبت ان اللى واقف "رامي" وفجاءه بصت حواليها :
_ فى ايه يا "غدير"؟
_ ها ,, لا مفيش .. مفيش
_يلا نمشي ..؟
_ يلا ..
 ونزلت دموع "غدير" لانها كانت بتتخيل "طارق" انه موجود ولاحظ "رامي" دموعها ,,ومتكلمش ,,!
 
 فى مصر فى شرم الشيخ كان "ياسين" قاعد مع "صبا" وكانت سمعت ريكورد ع الواتس من "ماجد" وبتضحك عليه :
_ ضحكيني معاكي ..
_ دا "ميجو" لاسع خلاص من مراته ,, بيقولي بيتكلمو مع بعض  وفى حاجه هى غلطت  فبيفهمها غلطها فبتتخانق معاه هو ,, بيقولي هو نزل كتالوج جديد لستات علشان يفهمها  ..
ضحكك"ياسين":ليه ميسمعهاش للاخر ولما تهدي يعرفها الغلط ..؟
_ ماهى ممكن تقاوح وتقوله مقولتش ليه فى الاول ,, احنا كبنات حواء لوقتنا هذا مش عارفين احنا عاوزين ايه بالظبط ..
ضحكك : طيب علشان يتجنب المواقف دي قوليله ان اى واحده لما تزعل او تضايق اخر حاجه بتدور عليها من اللى بتحبه حلول يعنى يبعد عن المنطق والعقلانيه لانه مش وقته وهى مش هتتقبل كده ,, هى فى اللحظه دى محتاجه قلبه مش عقله ,, محتاجه تتسمع اكتر من انها تسمع كلامه ,, محتاجه احتواء اكتر من عتاب ..وقتها هتروق وبعدها هتعترف بنفسهاانها غلطت ومش بعيد تقول انها كانت سبب احداث 11 سيتمبر
ضحكت "صبا": يضحك عليها يعني ..؟
_ لا مش ضحك ,, انتم محتاجين كده ,, بنات حواء كلهم مهما كابرو وقالوا احنا مش محتاجين حد  فهما محتاجين شخص يحبهم ويهتم ويحتويهم فى ازمتهم ويكون مكان هروبهم من مشكله تقابلهم ,, بسيطه حب يعنى احتواء ..!
_ الله عليك يا بشمهندس ,,
_ اصل العند والعافيه مبيعملش معاكم مفعول انتوا ممكن فى غضب تخربوا الدنيا وتقعدوا بعدها حاطين رجل ع رجل وتشاورو ع الراجل انه هو السبب ,, ف الراجل الذكي اللى بيحب مراته يلحق بذكاء قبل ما توصل لكده ,, انتم لما بتشغلوا عقلكم  كوارث بتحصل  براكين وزلازيل وانخفاض جوي الدنيا بتقلب وانتم هاديين ,, صدق اللى قال كيد النسا مين قده ان مال ع حيطه ..
ضحكت"صبا": هده ... بس والله احنا غلابه انتم اللى بتوصلونا لكده ..
_ ما علشان كده بقولك فهميه انه كتالوج واحد الموجود ل كيف تتعامل مع المرأه وهو الاحتواء ان وجد كله بيهون وبيعدى ,,,
_ هبقي اقوله ..

مر 5 ايام ع مقابله "هدير" ل "غدير"  وكان يوم  قبل الفلانتين داي  ,, قاعده "هدير" مع دكتور عثمان" وطارق" ع الغدا وكانت "هدير" متغيره من وقتها واغلب الوقت كانت بتبص ع "طارق" طول الوقت مراقبه تصرفاته وكلامه اكتر من الاول ,,, خلصوا الغدا :
_ مأكلتيش ليه يا "هدير" ..؟
_ معانها كانت بتزن عاوزه بيتزا .بيتزا ..
_ معدتي وجعاني واضح انك يا "طارق" بصيتلي فيها علشان تاكلها لوحدك
 _ انا .. حرام عليكى
  ركزت "هدير" فى ابتسامه "طارق" ولاحظها :
_ مالك يا "هدير" ,,انتي تعبانه بجد نروح مستشفي ..؟
_ لالا انا كويسه هرتاح شويا وهبقي كويسه ..
_ يعني مش هتخرجي علشان تشتري هديتك بكره الفلانتين  اهو انتي اللى الحجج من عندك وانا فاضي
_ ع بليل اكون كويسه ..
_ طيب انا هنزل مشوار هقابل صديق ليا وهكلمك تجهزى
_ تمام
_ خلى بالك منها يا دكتور عثمان ..؟
_ فى عنيا هو انا عندى اغلي منها ..
ابتسمت "هدير" وخرج "طارق" واتجه دكتور "عثمان" للمطبخ وعمل ليها مشروب ساخن ورجع قعد بجوارها :
_ شكرا يا دكتور
_ اشربيه وهو دافي هيريح معدتك ولو لسه تعبانه ننزل المستشفي ..
_ لا هبقي كويسه ..
 مر نص ساعه ثم ساعه ودكتور "عثمان" و"هدير" ساكتين بيستمعوا ل فيروز ..
_عامله ايه دلواقتي ..؟
_ احسن الحمد الله
_ الحمد الله ..
_ دكتور "عثمان" هو ينفع اسألك سؤال شخصي ..؟
_ اتفضلي اكيد ..
_ انا بابا حكالي من زمان قصه حبك مع والده "طارق" ,, واللى مريت به واللى حصل لغايه ما قابلتها تاني واتوفت وبعد وفاتها ولوقتنا هذا انك لسه بتحبها ,,دا صح ..؟
 ابتسم "عثمان": ايوه ..
_ حتى وهى مش موجوده ولا بتشوفها ولا تكلمها
_ حتى وهى مش موجوده ولا بشوفها ولا بكلمها ..
_ لما انفصلتوا اول مره وانتم فى الجامعه منستهاش ..؟
_ لا ..
سكتت "هدير"واستكمل دكتور "عثمان": "هدير" مشاعرنا مش ريموت كنترول بضغطه تشتغل وتفصل ,, دا شي بيحصل مفاجئ زى المطر وتغيير الجو والزلزال والبراكين ,, احساس رباني وهدية من ربنا لعباده والهدايا الربانيه لنقائها بتعيش عمرها ما بتموت حتي لو الشخص اختفي حتى لو انكرنا لانها مشاعر حقيقيه لمست روحنا واتعلقت  ,, انا حبيتها وقولت هى الحياه ليا حتى لو مش معايا طول ماهي عايشه انا عايش مش مهم فين ولا اشوفها المهم انها بخير ,, معرفتش ادخل حد تاني او ممكن تقولي مفكرتش ,,ورضيت بحياتي وفى صلاتي بدعيلها بالسعاده والخير وكنت واثق ان ربنا هيراضي قلبي  ,, ولما قابلتها تاني عرفت ان دى هديه القدر ,, وشاكر للقدر انها لما ماتت ,,ماتت وهى فى حضني ,, هى سابتنا ومشيت ؟! لا محصلش انا قلبي عاش بيها وعايش بيها و"طارق" هديتها اللى قوتني ,,!
_ كنت بتتألم لما بعدت عنها ..؟
_ اممم ,, اكيد ,, لكن مكنش فى حلول هى بدأت حياتها وانا لا اجرو اني اسبب ليها اى أذي ,,!
_ و"طارق" فراق "غدير" فارق معاه ولا اتعود .؟
_ هو انتي كنتي عارفه ..؟
_ كنت عارفه وكدبت نفسي ,,لكن افعال "طارق" محيراني ,, فعلا عدي الالم وتقبل الواقع.. ياتري بيتألم زيك  ..؟
_ "هدير" لكل الالم مرار خاص به ,,مينفعش نقارن بين ألم شخص وبين ألم شخص تاني حتي لو مرو بنفس التجربه ,,فى شخص قادر يستحمل ومكمل رغم معاناته وفى شخص بيعاني ومش قادر يستحمل ,, زى السعاده مختلفه من شخص ل تاني هى نسب متفاوته حتى لو الخبطه كانت واحده ,, فى ناس بتعيش عمرها بتتألم فى سكوت وصمت والظاهر ابتسامه وضحك يديكي ايحاء ويقين ان الازمة مرت لكن هى فى الحقيقه بتقطع روحه وقلبه بيبكي من الوجع ودول اقوي الشخصيات اللى ممكن تقابليها لا تشتكي ولا تعلن ألمها للعالم فى انتظار تعاطف ممكن يوجع اكتر من انه يطيب .. الناس دى قررت تعاند قدرها وتكمل وتتألم لوحدها فى سكوت وصمت الا لو القدر حب يصالحها ويبعتلها اللى يلمس الجرح ويداويه لكن الجرح هيسيب علامه ومع ذلك هيكمل حياته  !
_ يعنى "طارق" بيتوجع بس مبيتكلمش ..؟
_ "طارق" لوقتنا هذا متكلمش ولا قال كلمه ولا حكي ,, تقبل الواقع  وتقبل حقيقه انه جبان وهرب ..!
_ انا مبعملش مقارنه بس ايه المميز فيها علشان مش قادر يتخطاها ؟
_ المميز فيها انها اول دقه قلب حسها ,, او لمسه هزت مشاعره وهو جاهل اللى بيحصل . اول ابتسامه تحسسه ان الدنيا جميله .. اول صوت يسمعه اختزل احلى الاصوات فى الكون .. مش الاول فى انه اول بالترتيب .. لا الاول اللى حرك مشاعره ولعمر منساش ولما قابلها مبدأش من الاول لكن كمل عند النقطه اللى وقف عندها .!
_ يعنى ممكن يرجعوا لبعض ..؟
_ الله اعلم .. القدر هو اللى هيقرر ,, قدرهم مع بعض ولا فعلا قدرهم البعد ..!
سكتت "هدير" لحظات : انا ..
_ انتي ايه ..؟
_ انا عملت حاجه بس مش عارفه صح ولا غلط ؟
_ احكيلى ..
_ "طارق" ميعرفش ولا عاوزاه يعرف ..؟
_ تمام ..
_ انا الاسبوع اللى فات قابلت "غدير" هنا فى لندن وقعدت واتكلمت معاها وقولتلها .
_ قولتي ايه ..؟
 بملامح مضطربه: قولت انا و"طارق" اتخطبنا ..
اتفاجئ "دكتور عثمان" : ليه .؟
بغضب : مقدرتش اتحكم فى نفسي لما قابلتها وشوفتها عايشه مبسوطه ومرتاحه مع "رامي" ولا باين عليها حزن وانا شايفه "طارق" بيحاول يتخطاها ومش عارف ,, مستحملتش اشوفها مرتاحه و..
_ و ايه ..؟
_ مش عارفه ..؟
_ وتقطعي عندها اى امل ان "طارق" بيفكر فيها ,, بتقفلي الابواب بينهم ..!
_ انا مش عاوزه "طارق" يشوفها ويتعب تاني ..
_ انتي بتحبيه ..؟
_ طبعا دا صديقي الوحيد و ..
_ ولو صديقك دا اتقدم يخطبك هتوافقي .
سكتت "هدير" ..:
_ "هدير" لو اتوجدت الانانيه بيهرب الحب لان الحب بعيد كل البعد عن الانانيه ,, سواء حب صداقه او اخوه او احباب ,, افكر فى نفسي وازاى امتلك الشخص دا من غير ما افكر فيه ولا سعادته وان ممكن دا يأذيه دا بيموت العلاقه ,,, انتى اتصرفتي ب أنانيه وواضح انك حسيتي بغلطتك لكنك بتقاوحي انك صح ..
_ انا مش عاوزه "طارق" يتأذي ..
_ انتي مش عاوزه "طارق" يروح ل اى حد تاني مش "غدير" بس ,, انتي رافضه فكره ان يبقي فى حياته انسانه تانيه وتاخد مكانك عنده ,,
_ دكتور "عثمان" ...
_مكانك عنده محفوظ ,, كل انسان بيختار مكانته فى حياه اللى بيحبهم ومفيش حد بياخد مكان حد الا اذا سمح بمده ,, انتي سيبتي مشاعرك تتحكم فيكي وفى افعالك وتصرفاتك ومش قادره تحددي انتي عاوزه ايه ,,عاوزه تكوني صديقه ولا  حبيبه,, ف طمعتي فى الاتنين بما ان المكان فاضي ,, ولكن صاحب بالين كداب ,, مش كل الاحباب بينفع يكونو اصدقاء ولا كل الاصدقاء يكونو احباب ,,, فى ناس لما بيحافظوا ع مكانهم بدون طمع ولا انانيه بيكونو ارقي واقيم وأثمن وبيعيشوا اطول فى قلوب بعض  ,,,!
_ اعمل ايه دلواقتي ...؟
_ "طارق" لو قدره يقابل "غدير" تاني لو الدنيا اجتمعت علشان تمنع اللقاء دا هيحصل لانه مكتوب .. حاولي تصارحيه باللى حصل والقرار قراره يقابلها ولا لا ,, يمكن انتي لما قابلتها وعرفتي انها هنا فى لندن تكون أشاره ل "طارق" ...!
سكتت "هدير " ...!


 كان "طارق" اتفق انه يقابل صديقه فى كافيه
saint aymes  وهو كافيه من مميزاته انه مزين بكل انواع الزهور ,, ف وصل قبل صديقه ودخل واقترب من ركن التوليب وبيبحث عن ترابيزه يقعد ينتظره وجد امامه "غدير" امامها كوب عصير البرتقال و سماعات الهاند فري فى ودنها وبتنظر خارج الكافيه ع الطريق وسرحانه ,,,, اقترب منها خطوه وتردد خطوه ورجع وتشجع واقترب ببطئ اتجاهها وهى ملاحظتش وقوفه بجوارها ,, وقف "طارق" يستوعب المفاجاءه وللحظه وقعت سماعه الهاند فري ع الارض ووطي يمسكها ولاحظت "غدير" وجود شخص وبترفع راسها علشان تشكره :
_ شكرا ,,
اتفاجئت ب "طارق" واقف امامها :
_ طارق ..؟
_ ازيك يا "غدير" ..
اتوترت "غدير" من المفاجاءه : انت "طارق "بجد ..
 مد ايده وسلم :
_ واقف ليه اتفضل ..
_ هسبللك اى ازعاج ..انا دخلت وكنت بشبه وطلع انتي بجد ..
_ انا قاعده لوحدى اساسا ..ااتفضل ..
قعد "طارق" وب ابتسامه :
_ عامله ايه ؟ ( وفى سره قال وحشتيني )
ابتسمت "غدير": الحمد الله ( قالت فى سرها وحشتني )
_ اخبارك ايه منتظمه ع العلاج ( انا حاسس انى بحلم وانتي قدامي )
_ اها والحمد الله اتحسنت ( انت بجد اللى قدامي مش حد تاني وبيتهيألي )
بص اتجاه الشباك ورجع بصلها : و "رامي " عامل ايه ..؟
_ الحمد الله .. و"هدير" عامله ايه ..؟
_ "هدير" .. كويسه ..
لاحظت "غدير" مفيش دبله خطوبه  واستغربت لكن اعتقدت انه من الاشخاص اللى مبيحبوش موضوع الدبل ..سكتوا لحظات وهما باصين لبعض من غير كلام :
_ تشرب ايه ..؟
_ لا مفيش داعي انا منتظر صديق قرب يوصل .. انا مبسوط انى شوفتك وانك بخير ..
_ وانا كمان مبسوطه انا شوفتك وانك بخير ..
_ انتى هنا زياره ..؟
_ لا "رامي" عنده شغل وجيت معاه
_ اهااا .. "رامي"
_ دا هيفرح اوى لما يعرف انى قابلتك وانك هنا فى لندن ..
_  طيب كويس ..
_ ايه رايك نتعشي سوا ..انت و"هدير" و"رامي " وانا ..
اتفاجئ "طارق": هشوف .. هشوف ..
 طلعت ورقه  وكتبت رقمها :
_ دا رقمي انا قاعده هنا ل اسبوع ,,اتمني اشوفك ..  واشوف اكيد "هدير" مش هى هنا فى لندن
_ ايوه ..
رن موبيل "طارق": انا هقوم لانه وصل ..
_ "طارق" انا هستني اتصالك ...
_ ان شاء الله ..
خرج طارق" وماسك الورقه اللى مكتوب فيها الرقم وقرب من سله المهملات ورماها وبعد ااقل من دقيقه رجع بسرعه اخدها تاني ,,لحظه تردد وخاف يضعف ولكن فعلا ضعف .. قابل صديقه ورجع ع البيت وكان سرحان ونسي يسئل عن "هدير" واتحضر العشا وكان ساكت :
_ خير يا "طارق" ايه اللى شاغل تفكيرك كده ,, ؟
_ لا مفيش .
_ فى حاجه حصلت مع صديقك ..موضوع البحث فيه مشكله ..؟
 كان موطى راسه اخد نفس جامد ورفع راسه : انا قابلت "غدير" ..!
اتفاجئت "هدير" وبصت لدكتور "عثمان" :
_ بجد وهى عامله ايه ؟
_ الواضح انها بخير جدااا ..
اتكلم "عثمان": وانت ..؟
_ مش عارف .. انا هقوم انام علشان مصدع  ..عن اذنكم .
 قام "طارق" ووجهت "هدير"  كلامها لدكتور "عثمان": هى ممكن تكون قالتله وعلشان كده هو متغير ..؟
_ احتمال .. لكن الاكيد ان فى لغبطه بيمر بيها ..
مر ساعتين وخبط دكتور عثمان" ع غرفه "طارق" ودخل وكان صاحي قاعد ع المكتب وحاطط الورقه الى مكتوب فيها  الرقم امامه وباصصله ولما حس بدخول دكتور "عثمان" شال الورقه فى الدرج :
_ عامل ايه دلواقتي الصداع اختفي ؟
_ الحمد الله ..
 شاور دكتور "عثمان" اتجاه قلب "طارق": وهنا عامل ايه لما قابل "غدير" ؟
اتفاجئ "طارق": مش فاهم ..؟
ضحكك"دكتور "عثمان": عارف يا طارق اللى بيضحك ان الكل عارف وصاحب الموضوع بيبقي فاكره سر من اسرار الحرب ,, "طارق" الحب صعب تخبيه ,,الحب اتوجد علشان يظهر ويقول انا اهو ..
_ بابا ..
_ انا اول مره شوفتك وحكتلي حكايه السلسله وعرفت ان الحب اتملكك وانت مش عارف ولما قابلت "غدير" قولت ممكن تكون اتغيرت لكن كنت معاها زى ما كنت بتحكيلي ,, بطل مقاوحه انت بتحبها .
سكت "طارق":
_ انت بتحبها .. وبتتألم لكن مش مبين دا .. بعدك عنها سنه من غير ما تعرف اى حاجه دا مش دليل يؤكد انك نسيتها ,, مش شرط تقابل اللى بتحبه علشان تتاكد انك بتحبه لسه ,, الحب موجود فى قلوبنا ,, لما بشوفهم ونسمع اصواتهم ونسلم عليهم دا مش تاكيد ع حبنا لكن حاجه جميله ولو الظروف بعدتهم عن عيونها فهما فى قلوبنا ,, الحب الحقيقي اللى مهما بعدت وطالت سنين لا يتغير ولا يقل لكن يحافظ ع مكانه ويكبر لدرجه انك تتخيل وجود الشخص دا معاك وبيغنيك عن كل الناس .. !
انت كررت غلط انا غلطته زمان وهو الجبن .. انا كنت جبان ل اعترافي ل "صفاء" قبل ما يظهر والدك فى حياتها ,يمكن لو كنت اعترفت كان الوضع اتغير حتى لو مكملناش ع الاقل وقتها كنت اعرف مشاعرها  ايه وعرفت مشاعري  ايه ,, انت خوفت ومصارحتش ودا السبب اللى وصلك انك متعرفش سبب تصرفاتها الاخيره ,, خوفت واتسرعت وهربت واتوجعت هو دا اللى حصل ...
_  هى دلواقتي عايشه حياتها وانا فعلا اطمنت عليها انها بخير .. طلبت مني نتعشي  فى يوم مع بعض لكن طبعا مش هيحصل .؟
_ بس من توترك وهز رجلك ونبره صوتك انك عاوز تشوفها تاني ..؟
_ بابا انا ..
_ اللى اقدر اقولهولك استغل اى فرصه القدر بعتهالك ممكن تعرف حاجه كنت جاهلها ,, لكن من غير ما تأذي نفسك ولا تأذي اللى بتحبهم .. عاوز تقابلها روح قابلها لانها طلبت تقابلك ..!
سكت "طارق" وخرج عثمان" وعين "طارق" ع الدرج ..!

يوم الفلانتين فى مصر كان "ياسر" و"ماجد" عاملين احتفال فى المطعم وموجودين "اميره" و"منه " لكن "صبا" مقدرتش تنزل  علشان مش موعد اجازتها ,, فكانوا معيشنها معاهم الموقف لايف وقعدت تتابع معاهم :
_ كلمها "ماجد": صبارتي الهلس دا كان ناقصك ..
اتكلمت "منه": الاكل كتير مش لقيين حد ياكلو ؟
 اتكم "ياسر": يعني فى المواقف دى تختفي كده ؟!
ردت "صبا": والله كان نفسي بس معرفتش
رد "ماجد" : يابنتي تعالى ولو اطردتي هوظفك عندى فى المطبخ
_ ايه هتخليني ادوق الاكل قبل ما يخرج ؟!
_ وهو انتي لو دوقتيه هيبقي فى انه يخرج
ضحكوا : والله وحشتوني يا اوغاد .. هابي فلانتين عليكم ويعود عليكم يا مرتبطين باليمن والبركات
 ضحكوا واتكلم "ماجد": ناقص تقوليلنا هاتوا عيديه
_ بصراحه واجب كل واحد مرتبط يتبرع ل اخوه السينجل يعنى ميبقاش سينجل وبائس

_انتي فى نعمه وراحه بال لا بتفكري فى هدايا ولا اى بتنجان
_ وانتوا ماشاء الله لميتو هدايا ,,
_ متقريش ..
_ ماهى الدنيا كده شويا سينجلز بيحسدوا المرتبطين ع الهدايا وشوية مرتبطين بيحسدوا السينجلز ع راحه البال ,, لا كده مرتاحين ولا كده ساكتين ,,
_ ضحكوا واتكلموا وموابيلها فصل وقرب منها "ياسين" بعلبه بيتزا :
_ معاك شاحن موبيلى فصل ..
_ ثواني كده .. اتفضلي
_ تعالي اتفرج ع الهلس اللى فى القاهره بما انك بائس زى حالاتي ..
_ مش هتفتحي علبه البيتزا ..
_ هفتحها ,,بس احنا لسه واكلين ,,بيتزا ايه دى ؟
_ لنقنقه ..
_ نقنقه ماشي .. يلا ننقنق ..
 فتحت العلبه وكان موجود بورد مكتوب فيها " لو هتوافقي دا حاجه هتفرحني وتسعدني لكن لو هترفضي انا هستني موريش حاجه ؟
_ ايه دا ..مش فاهمه .. اوافق ع ايه ؟
_  توافقي اننا ناكل بيتزا مع بعض طول الوقت ومش بيتزابس لا وشاورما وحواوشي وفاهيتا وتاتس نغرق فى التاتس ونشرب بيبيسي دايت او شاى اخضر محاوله اصلاح ما ااافسده العك ..
 ضحكت "صبا" ع طريقه كلامه : مااحنا يعتبر يوميا بناكل مع بعض ..
_ لا انا اقصد الباقي من عمرك بعندك بمقاوحتك بلسانك الدبش بتفاهتك بجنانك .. اكون معاكي فى كل لحظه فيها ...
 اتفاجئت "صبا": "ياسين"...؟
_ بصي انا اترددت كتير خوفا من رد فعلك ,, لكن انا وصلت لحل وهو يعتمد ع موافقتك ,, مترديش دلواقتي وخدى وقت اللى عاوزاه شهر اتنين سنه .. انا قاعد هنا ومستنيكي ومعاكي ,,
كل دا والفيديو شغال رد "ماجد":
 يا "ياسين" دى متكلمهاش بهداوه كده  الطريقه دى اللى تخليها تتدلع ,,دلع بنات مرق
ردت "صبا": يعنى عاوزه يديني قلمين ..؟
رد "ماجد" : اربط ايديها ورجليها وعينيها وبوقها علشان صوتها عالي وبصمها ع توكيل جواز وتعالي احنا نجوزهالك وتريحنا ..
_ بقره انا ..
_ لا متقوليش ع نفسك كده انتي جميله متزعليش البقره مننا
 الفيديو فصل :
 وبصت "صبا" ل "ياسين":
_ بص يا "ياسين ..
 قام وقف بسرعه "ياسين": نسيت كان لازم ابعت ميل ضروري .. باى دلواقتى واشوفك كمان شويا معاهم ,,
مشي بسرعه قبل ما يسمع ردها وضحكت "صبا" ع طريقه مشيه وانه جري قبل ما ترد ,, فتحت العلبه وقرت الجمله تاني وبصت للبحر وسكت ..!

فى لندن اتفق "طارق" يقابل "غدير" و"رامي " ومعاها "هدير" وكانت متوتره خايفه من رد فعل "طارق" لما يعرف كلامها ,, اتقابلوا فى مطعم وقعدوا :
_ فرصه سعيد يا "طارق"
_ انا الاسعد يا "رامي " ..
_ لما قالتلي "غدير" انك موجود هنا وشافتك فرحت جدا
 كان "طارق" مستغرب من تصرفات "رامي" اتجاه "غدير" مش اتنين متجوزين بيتعاملوا برسميه و"رامي" بيتعامل بكل احترام زى ما كان بيتعامل معاها وهما مخطوبين ... استأذن "رامي" بسبب مكالمه تليفون وقامت "هدير" للحمام.. وقعد " طارق" مع "غدير" وكانوا ساكتين ولاحظ "طارق" توترها :
_ "غدير" انتي كويسه ؟
_ الحمد الله ..ليه ؟
_ يعني  انتى و "رامي" حاسس ان فى حاجه .. فى مشكله ولا حاجه ؟
_ لا ابدا ..
_ متاكده ..؟
_ ايوه..
 سكتت "غدير" و"طارق" كان بيراقب ها ... كان المكالمه من والد "رامي" وعرف موضوع الطلاق وكلمه وكان فى خروج"هدير" من الحمام وسمعت :
_ بابا ..دى حياتي وانا حر فيها .. انا و"غدير" اتفقنا ع كل حاجه ومينفعش اكمل مع انسانه غصب عنها مجبره تكمل حتى لو بحبها ,, احنا خلصنا اجراءات الطلاق من شهريين  ولما هنرجع كل واحد هيشوف حياته وبينا كل الاحترام وارجوك متتدخلش لان اى اذيه ليها انا مش هقف ساكت ..
 قفل "رامي" وهو متعصب واتفاجئت "هدير" ووقفت مكانها وشافها "رامي":
_ "هدير "..؟
_  اللى سمعته دا بجد .. انتم اتطلقتوا خلاص ..؟
_ ايوه ..
_ هو انت مبتحبهاش ..؟
_ بالعكس علشان بحبها اتطلقنا ,, مش مهم انا بحبها  الاهم انها تحبني علشان علاقتنا تكمل .. و"غدير" بتحب شخص تاني وكانت معايا صريحه من اول يوم بعد ما كتبنا الكتاب وصارحتني بكل اللى حساه ,, اه اتفاجئت لكن اللى اتعرضتله هو اللى دفعها لكده ووقتها مكنش ب ايدي اساعدها .. ووعدتها ان بعد سنه هننفصل ومرت سنه ..
_من اول يوم ..؟
_ احترمت فيها انها محبتش تعيش معايا مجامله او تخدعني بمشاعر مش حقيقيه ,,علشان كده مقربتلهاش ولا مره ,, وكملت علاجها واتحسنت جدا زى ماانتي شايفه ..
_ انت ازاى متقبل الموضوع عادي كده ..
_ لان دى الحقيقيه هى مبتحبنيش وبتحب شخص تاني وهى تستحق تعيش حياه سعيده مع شخص اللى تختاره مش تجبر عليه .. هتدخلي ولا ..
_ بعديك ...
 وقفت "هدير" مستغربه تصرف "رامي" وان "غدير" متكلمتش .. رجعت قعدت ع الترابيزه وبتبص ل "غدير" وبتتعجب من تصرفاتها ,,خلصوا العشا وسلموا ع بعض وكان يومين وهتسافر "غدير" ..
عاشت "هدير" فى تردد بين انها تعرف "طارق" ولا لا وتسيب "غدير" تسافر ,, كانت ملاحظه سرحان "طارق" الواضح ,, فى يوم سفر "غدير"  دخلت "هدير" المكتب ل "طارق" ومعاها دكتور "عثمان" طلبت منه يكون معاها ..:
_ "طارق" انت فاضي شويا .."هدير" عاوزه تقولك حاجه ..
ضحكك"طارق" : وهى حاجه صعبه اوى كده  ,,جايباك حمايه ولا ايه ؟
_اسمع منها للاخر وانت هتعرف .. لكن اسمع ؟
_فى ايه ..؟
ابتدت دموع تنزل من عين "هدير" واندهش "طارق": فى ايه يا "هدير " :
_ انا اسفه يا "طارق" .. مقدرتش اتحكم فى مشاعري ولا نفسي
_ مش فاهم..
_  انا قابلت "غدير " ..
_ ماانا عارف يوم العشا ..
_ لا قبلتها قبل اليوم دا ..روحتلها الفندق وقعدت معاها وقولتلها ..
_ قولتي ايه ؟
بدموع نازله ب انهيار : قولتلها اننا مخطوبين بعد ما سافرت فرنسا ..
اتفاجئ"طارق": ايه .. مخطوبين ؟
_ والله يا "طارق" مش عارفه ايه حصلي لكن كان عندي رغبه انتقملك منها لانها وجعتك
_  تنتقميلي ,, انا طلبت انتقام  ,, انا هتمني أذى ل "غدير" .."هدير" انا مش مصدق ..
_ ويوم العزومه عرفت انها هى و "رامي "..
_ ايه ..؟
_ انهم اطلقوا من شهريين  يعنى مبقتش ع ذمه رامي . وانه كان عارف انها بتحبك ولولا ظروف مكنش كمل معاها واتفقوا انه سنه وينفصلوا وحصل ..
_ بتقولي ايه ؟
_ انا اسفه يا "طارق" اسفه بجد ..
 ملامح مفاجئه ودهشه اترسمت ع وجهه "طارق" ,,تدخل دكتور "عثمان":
_ دلواقتي القرار لك هتروح تلحقها قبل ما تسافر ولا هتفضل هربان وبتتألم ..؟
_ هى طيارتها امتي ..؟
_ كمان ساعتين ,, يلا روح الحقها ..
 من غير تفكير نزل "طارق" :
_ هيسامحني يا انكل .. هيسامحني
_ "طارق" قلبه طيب هيسامحك لكن لو ملحقش "غدير" مش هيسامح نفسه .
بسرعه وصل المطار وكانت "غدير" مع "رامي"فى المطار متجهيين ل الطياره ,, لف "طارق" وبيدور عليها وقرب ولاحظها وبصوت عالى :
_ غديرررررر
 انتبهت "غدير" وبصت : "طارق"
 قرب منها وهو بيحاول يتنفس وبينهج  : متسافريش ..
_ انت هنا بتعمل ايه ..؟
 ركع ع الارض : متسافريش ...
مسكت ايده وبتقومه من ع الارض : قوم يا "طارق" ايه دا ؟
 مسكها من ايديها :  انا اسف .. اسف انى سبتك من غير ما اقولك انا بحبك
 اتفاجئت "غدير" و"رامي" والناس بيتفرجو عليهم : "طارق"
_ من ايام ما كنا صغيرين لما كنتي بتيجى تقعدى عندنا وكنا بنذاكر سوا وبناكل سوا وبنخرج سوا وكل حاجه مع بعض , كانت حياتي كامله و لما سافرت وبعدت حسيت بفراغ فى حياتي مكنتش فاهم ليه ,, درست واشتغلتت وبقي ليا اصحاب ومكانك فاضي ,, لما شوفتك وقابلتك الفراغ اتملي وحسيت ان كل حاجه كامله بوجودك ,, لما  بتبتسمي بحس انى سافرت للسما ,, لما ببص فى عينك بغرق ومبحسش بالزمن ,, لما بمسك ايدك بحس ان الدنيا كلها ملكي . مكنتش عارف ان دا حب ,, مكنتش فاهم اللغبطه اللى عيشتها ,, خوفت وهربت ,, لكن المرادي مش هسيبك تبعدي .. مش هسيبك تسافري ..
_ طارق انا ..
_ انا عرفت كل حاجه وانك انفصلتي  انتي ورامي مش عاوزه اعرف الاسباب للى فات  انا عاوزك معايا لل ايام والسنين الجايه تكوني معايا ,, تقبلي تتجوزيني ,,
 اتفاجئت "غدير" ,, وقرب منها "رامي" وابتسم:
_ وافقي يا "غدير" وانا هسافر فرنسا هبلغهم انك خلاص هتستقري فى لندن مع الانسان الوحيد اللى حبتيه ومعرفتيش تحبي غيره ,,,
 مشى "رامي" و"طارق" اتكلم : اقول ان السكوت علامه رضا
ابتسمت "غدير" شدها لحضنه وسط الناس ..

 رجع "طارق" مع "غدير للبيت وكان دكتور "عثمان" و"هدير" قاعدين منتظريين اى خبر ,,, دخل "طارق" الاول :
_ طارق.
 مد ايده ودخلت معاه "غدير" : احب اعرفكم ع مدام "طارق وفيق " "غدير"
 فرح دكتور "عثمان" وحضن "طارق":
_ هو دا "طارق" ابني ..مفيش حاجه اى حاجه تمنعه ..
_ نورتي بيتك يا "غدير" ..
كانت "هدير" واقفه بعيد قرب منه دكتور "عثمان":
_ "هدير" غلطت وعرفت غلطتها واتأسفت .
 اتجهه ليها "طارق" وملامح غاضبه : "هدير"
 بدموع من عينيها : انا اسفه يا "طارق" ..
_ هقبل اعتذارك بشرط .. تروحي تسلمي ع "غدير" ولو محتاجه حاجه خليكي معاها هى ملهاش حد هنا غيرنا ..
 مسحت دموعها : حاضر ..
 اتجهت ل "غدير" : انا اسفه يا "غدير "
_ متتأسفيش يا "هدير" انتى خوفك ع "طارق" هو اللى دفعك للتصرف دا ,, انا لو مكانك هعمل اكتر من كده ..
_ يعني سامحتينى ..
_ سامحتك ..
 مسك اللاب : تعالو نفاجي اللى فى مصر ,,
 اتصوروا فيديو وارسله ع جروب  وشافوها وكلهم اتفاجئوا وفرحوا ,, وبلغهم "طارق" انه هينزل مصر قريب  وهيتم زواجه معاهم ووسطهم  ومعاه دكتور "عثمان" و "غدير " ..

نزلوا القاهره وكان فى ندوه لدكتور "عثمان" عن الطب النفسي  وحضروها كلهم :
_ ناس كتير بتستهون ب اى حد لما يقول انا تعبان نفسيا ,, بيتريقوا وبيقولوا بهزار روح موت ترتاح ,, ميعرفوش ان الكلمه دى ممكن فعلا تكون سبب موته او تشجيعه ,, المرض النفسي اصعب واعمق من المرض العضوي ,, رغم ال 27 سنه فى مهنه الطب النفسي ورغم معايشتي  لالاف المرضي ,,ف انا مع كل حاجه بتفاجئ وبندهش وبنصدم ,, يا سبحان الله .. ازاى ؟! وليه؟! الشخص دا اختلف عن غيره من خلق الله ,, ايه اللى اصاب تفكيره ,, ايه اللى اصاب  عواطف واحاسيسه ,, ايه اللى حصل واصاب كمياء مخه وخلاياه ,, وازاى ..؟ وازاى حصلتله الاصابه دى ..؟ دا قدر مكتوب ..؟قدره هو بالذات لكن ليه هو بذات ..؟ نفسها نفس الحيره اللى بحسها لما بشوف طفل   اصابه مرض شلل الاطفال ,,وهى نفس الحيرة اللى بحسها لما اقرا فى الحوادث ان فى انسان  وقع ع راسه حجر من مبني شخص تاني رماه ب استهتار ف اصابه بالعجز او بيفقد حياته .. ..
 برجع ل مراجعي والابحاث لقرأتها للمرة المائه بعد الالف ,, وفى معظم الاحيان لا تشفي غليلي ولا بتهدا حيرتي ,, والغريب والعجيب  انا لا اجد فيها كل الاعراض اللى شوفتها فى مرضاي ,, فكل حاله اعايشها فريدة من نوعها ,, فريدة فى بعض اعراضها ,, فريدة فى البيئة اللى عاشت فيها ,, فريدة فى الضغوط اللى اتعرضت لها ,,نادرا ما يوجد تطابق مريضين يعاينان من نفس الحالة ..
مع كل حالة بحاول استوعب قدر الالم اللى بيعانيه المريض .. بحاول اوصل لداخلها لعواطفها ومشاعرها علشان اشوف بنفسي قدر انصهاره من الداخل واوقات بتأذى من البركان الداخلي .. لكن مستحيل احس ب ألم زى ماهو حاسس ببركان من الالام ,,
 ودلواقتي البركان فى الاعماق  ومن الصعب الاقتراب ,, حتى صاحب المشكله اللى محتفظ بالبركان داخله مش عارف هو عنده ايه ولا يقدر يتوقع فى اى وقت الحمم هتنطلق ,, هو بس ثابت مكانه بيحترق وبيتعذب ولكن ليه ؟! والى امتى .؟! ميعرفش ,,,!
بيسمونه العقل الباطن او الا شعور والوصول اليه صعب وصعب ,, هو يحتوي ع الرغبات المكبوته والدوافع المرفوضة والمشاعر الغاضبة والاحتياجات اللى محصلهاش استجابة ومتعملتش ,, كلها بتفضل مدفونة ولكنها تغلي وتزأر , كالجمرات اللى مبتنطفيش وبتفضل حاميه تحت التراب ,,
وفجاءه تهب رياح غير طيبه فتفك قيود الكبت وتكتسح التراب من فوق القمرات .. فتبتدي كرات النار بتطير الى العقل الواعي بتكويه ,, يعنى بتظهر اعراض المرض ,, فبيحس برغبه قهرية انه يسرق حاجه تافهه مش محتاجها ويقدر يشتريها بفلوسه ..او يحب انسان ميعرفش عنه حاجه ولا تربطه صله من الاساس ويعتقد ع يقين انه بيبادله الحب ,,او يشوف نفسه مشوهه او يتعمد ايذاء نفسه وتحطيمها ,, فيمتنع عن الطعمام او ياكل كتير او يبتدى يشد شعر راسه او يجرح وجهه ,,
بتقفز كرات النار من العقل الباطن الى العقل الواعي فتحطم احساس الانسان بذاته ,, فبيندهش لها وينكرها تماما وتصبح مش موجوده ,, او يتم تشويه اداركه  بالعالم الخارجي ليشعر انه عالم غريب معزول عنه بتفكيره ومشاعره ,, او تزيف له العالم فيعتقد ان اقرب الناس اليه خائن او يعتقد ان اقرب الناس اليها قد استبدل ب انسان تاني ,,
يا لها من اعراض ..
اى احتياجات ورغبات ومشاعر اللى اتحرم منها ومااخدش حقه من الارضاء فوئدت وكبتت ولكنها ظلت كالاسد السجين اللى اتاخدت منه حريته ففضل يدور ع مخرج حتى قدر يحطم قضبان السجن ب انيابه .. حتى لما بيخرج بيغرس انيابه فى جسد سجانه ..
الكل بيسأل ايه الاحتياجات والرغبات والمشاعر اللى تاثر كده فى الانسان ..؟
انه الاحتياج للحب المفقود والرغبه فى الحصول ع اعتراف الاخرين اللى دارو ظهورهم عنه وانكروه ,, فتكونت لديه مشاعر الكراهية والغضب وعدم الثقه ,, وتولدت عنده مشاعر العدوان وما ينتج عنها من مشاعر الاحساس بالذنب ,,خليط عجيب من المتناقضات والصراعات بتظل تغلي فى موقد العقل الباطن اللى بيمنعها من الظهور حتى تأتي لحظة ضعف فبينكسر الاناء او بينزاح الغطاء بقوه الدفع  تماما زى البركان ..
علشان كده دايما بنسأل المريض عن طفولته لان اغلب الحالات المعاناه بتبدء من هناك وبتكبر داخله مع تقدمه فى العمر حتى يحدث الانفجار وبيتفاجئو اهل المريض بمرضه ,, اطفالنا هديه من الرحمن وتكوين نفسيتهم رسالتنا فى الحياه علشان يطلعوا اشخاص اسوياء  يقدرو يعيشو ويتعايشو فى الحياه ويواجهو مشاكلها بتعقل بدون خوف وضعف ,, علاقتنا مع اطفالنا تتم عن طريق التفهم والاحتواء والحوار ,, تبدء العلاقه بعلاقه صداقه اكتر من انها علاج اهل ب ابنهم ,, يزرعو الامان ويحتضنوه يطمنوه يقربوه منهم مش يبعدوه بمشاكلهم وضربهم وزعيقهم ,,, كده بيدمرو حياه انسان بيعاني وهيعاني لوحده من الضغوطات والوحده والعزله والحرمان ...
وهل يمكن اصلاح ما افسده الدهر ..؟!
انا لما بتجيلي حاله فى ا اولا  واخيرا الامل فى رحمه الله بعباده ,, رحمه الله بمرضانا ورحمه الله اللى بتنزل فى قلوب اللى حوالين المريض ,, لان لما بترق القلوب وتتملئ رحمة بتصبح العقول قادرة ع التفهم ,, ولما بنفهم مريضنا وبنحس به ف دا بنبعث فى نفسه بعض الطمانينة .. فبنساعده وننتشله من عزلته .. نمنحه الحب اللى فقده والاعتراف اللى اتحرم منه ..  ولما دا بيحصل بيبقى نص العلاج تم والنص التاني هو الادويه والعلاج النفسي ,,!

تم كتب كتاب "طارق" و"غدير" وفى يوم اجتمعوا فى بيت "ماجد" علشان عيد ميلاد ابن "ماجد" "يوسف " وكان الجميع موجودين لكن انقسموا فريقين ,, فريق رجالي وفريق سيدات ,,وعملوا تحدي مين هيعمل احلى تورته ,,والاتنين عملوها وكان فاضل اختيار "يوسف " للفريق الفائز ل اختيار التورته ويطفي الشمع :
اتكلم "ماجد": يوسف هيسمع كلامى انا ابوه انا سبب انه جه للدنيا
 ردت "اميره": وهو انت جبته لوحدك ,,انا شيلته فى بطني 9 شهور
 اتكلم "ياسر": "جو" هيختار تورته الشباب ,"مين" يا "جو" على طول بشريله ايس كريم
ردت "منه": بتشريله ايس كريم وبيتعب بعدها انت بت أذيه ,, لكن "جو" هيختار البنات لان انا عملته تورته بالفرواله اللى بيحبها ..
 اتكلم" طارق": "يوسف" كبر خلاص وبقي راجل ,, مينفعش معاه الاغراءات بتاعه الاطفال دى ,, مش انت قولتلي عاوز تروح جيم هنروح مع بعض وعد ,,اختار تورته الشباب ..
 ردت "غدير": جيم , طفل عمره 7 سنين عاوز تدخله جيم حرام عليك ,,"جو" حبيبي انت عارف انا بحبك ازاى انا اللى زينت التورته زى ما بتحبها كده ..
 اتكلم "ياسين": "جو" راجل وهينضم للرجاله اكيد
ردت "صبا": ودا من ايه ع اساس انكم اخر رجال العالم
دخلت من باب الشقه "جهاد" وماسكه تورته ومعاها بناتها :
_ يوسف هيختار تورته "جوجو" اكيد ..
اتفاجئوا بوجود "جهاد":
_ يا بنت الايه ,,جيتي امتي ولا قولتي حتى ..؟
_ حبيت اعملهالكم مفاجاءه وعرفت من "فونا" انكم مجتمعين علشان عيد ميلاد "يوسف" فقولت مفيش احلى من كده مفاجاءه ..
 بصت "جهاد" ع "غدير" واتجهت وحضنتها :
_ طول عمرك زى القمر وطول عمري كنت بغير من شعرك ,, هو انتي بتستعملي شامبو ولا زيت ايه ؟
ضحكوا وقربت "صبا": خلاص يا ست امينه شلبايه فقره الاعتناء بالبشره والشعر مش دلواقتي ..
_ بس يا رخمه
_ بس وحشتك صح ..؟
_ اوووى ..كل ما اكل اقول فين صبار كانت بتشجع
غمزتلها: متقلقيش فى سفره انا مظبطاها هنقضي عليها انهارده :
اتكلم طارق": كده "يوسف اختار التورته ,,تورته "جهاد" ..
_ وهنعمل ايه فى الاتنين دول ..
 اتكلم "ماجد" : هاتهم نعرضهم فى المطعم اهو اعوض خسارتي
حطتت صوباعها "صبا" فى تورته الشباب وبوظت شكلها :
_ ايه دا مفيش سكر ..
 مسك "ماجد" كريمه وحطها ع وشها :
_ كده بقي في صح ..
 بعد "ماجد" ومسكت كريمه وحطتها ع وش "طارق" :
_ انا عملتلك ايه ؟
_ انت صاحبه يبقي تسد مكانه وانت اقربلي من "ياسر" ,,"ياسر" واقف بعيد ..
مسك "طارق" كريمه" وحطها ع وشها "صبا" :
_ ايه دا ..؟
_ انتى اللى قدامي و"غدير" بعيده "
رد "ماجد": ماهو لو فى حد يلمها انما مفيش
مسك "ياسين" كريمه من تورته البنات :
_ انت بتقول حاجه يا "ميجو"
اتلحوس "ماجد" اوى : شكرا بس الكريمه كانت عاوزه نتضرب كويس دا تعليقي
 وابتدوا يلحوسوا وشوشهم بالكريمه ..
خلصوا وابتدوا يلموا مكان ما بهدلوا الشقه والشباب كان فوق السطح بيرتبوه والبنات فى الشقه بيجهزوا الاكل :
سالت "جهاد" : صبارتنا يا اخر صبرنا مش ناوي تفرحيني بيكي كده واشمت فيكي زى ماانتم بتشمتوا فيا
_ هو انا باكل وبمسح فيكم
 _ ايه يابت اتكلمي عدل ..
_ هو دا انا يا بنت المدارس الفرنسيه ..
_ ياام لسانك ..
 ضحكت "صبا": تستاهلي .. خلينا بقي ففى نجمه الحفله "غدير" وسؤال نفسي اسألهولك ؟
_ ايه هو ..؟
_ انتي ازاى عرفتي ان "طارق" هو الموعود .. يعنى مثلا مع "رامي" ورغم معاملته الكويسه جدا لكن كان "طارق" اللى فى قلبك .. اتاكدتي ازاى ..؟
_ الاحتياج..
_ ايه ..؟
 _ الاحتياج يعني قدامك 100 شخص فيهم كل المواصفات والمميزات الجميله ويكون شخص واحد بينهم انتي شيفاه بس ,, الشخص دا الوحيد اللى محتاجاه يمسك ايدك ويضمها يطمنك ,, هو الشخص الوحيد اللى تكوني محتاجه تترمي فى حضنه ويضمك ع صدره .. من الاخر محتاجه حضنه علشان تستخبي من وجع الدنيا ,, حضنه المكان الوحيد اللى بحتاجه وقت ما بكون متشتته لما بكون متكسره واتوه من نفسي للحظه  بيتبدل الخوف والقلق ل دفئ وسكينة والمتكسر مني بيكون سليم فى لحظه ضمه ليا فى حضنه ..!
البنات ابتسموا و"صبا": تيرررارارارارارر .. ايه الكلام العميق دا الله عليكي ..
_ متكسيفهاش بقي .. ربا يخليكوا لبعض ..
_ طيب يلا بقي نطلعلهم ونكمل سهرتنا فوق ...
 كان "ماجد" واقف مع ياسين":
_ لسه مردتش عليك ..؟
_ لا لسه وبصراحه قلقان فبتجنب اسالها ,,
_ بس احب اطمنك ,, مدام عزمتك تقضى ليله تهلس معانا فى البيت يبقي كده هى ابتدت تميل ,, اعمل نفسك من المريخ بقي وسيبها تاخد وقتها لان اللى عاشته "صبا" مش سهل ,,
قربت "صبا": بتتكلمو عني صح اعترفوا ..
 اتكلم "ماجد": كنت بقوله من خبرتي مع الصبار انه من بره يشوك لكن من جوه بيلظ
_ لا بجد .
_ هى "اميره" فين ..
ضحكوا ع "ماجد" ... طلعوا ع الروف وكان كلهم موجودين "ماجد" و"اميره" و"ياسر" و"منه" و"طارق" و"غدير" و"عثمان" و"فونا" و"ياسين" و"صبا" و"جهاد" وزوجها   وكانوا مجهزيين القاعده زى المره اللى فاتت وضحكوا واتكلموا واكلو...!
صبا" مسكت الموبيل وشغلت اغنيه الف ليله وليله : يلا نعيد ذكرياتنا واغنيتنا المفضله واحنا كلنا مع بعض كده ,,,,
 وابتدت الاغنيه وغنوا واندمجوا وحركوا اجسامهم واتسلطنوا وغنوا ( والحب عمره ما جرح ,,عمره عمره ما جرح ,, ولا عمر بستانه طرح ,, غير الهما وغير الفرح )
 منظرهم كان مبهج بتجمعهم كلهم مع بعض نظرت ليهم "فونا" وهما فرحانين وقالت وهى بتبص عليهم ( يارب يديم جمعتكم مع بعض ولا يفرقكم عن بعض ,,انتم ملكمش غير بعض والحياه مهما اخدتكم ترجعكم لبعض اصحاب واخوات واهل .. ربنا يحرسكم ويحفظكم ) وختموا الاغنيه ب اخر مقطع :
 يارب تفضل حلاوه سلام اول لقا فى ايدينا
وفرح اول معاد منقاد شموع حوالينا
ويفوت علينا الزمان يفرش امانه علينا
يارب ,, لا عمر كاس الفراق المر يسقينا
ولا يعرف الحزن مطرحنا ولا يجينا
وغير شموع الفرح ما تشوف ليالينا
ليالينا يا حبيبي ,, يلا نعيش فى عيون الليل ونقول للشمس تعالي تعالي بعد سنه مش قبل سنه ,, دى ليله حلوة بالف ليله وليله ..بكل العمر هو العمر ايه غير ليله زى الليله ..

تمت بحمد الله
 زهرة التوليب (مقتبسه من قصص واقعيه )
_______________________
زهره التوليب
 بالظبط سنه بجهزها بجمع فيها معلومات وبحث وقراءه علشان اقدر اوصل معلومه لكم ودمجت المواقف والشخصيات اللى اغلبهم مفيش تفاصيل لكن الفكره نفسها موجوده ..
 ابطال "زهرة التوليب "
 اكتر حاجه حبيتها ان انا مركزتش ع بطل وبطله لكن كل اللى فى الرواية ابطال لان كل واحد له قصه ومعاها نصيحه  بتتقدم من خلال تجربته ..
الشخصيات انا جمعتهم من حواليا بمعني :
 دكتور عثمان : دا كان والد صديقه ليا وكنت بحبه اوى وشخصيته علقت معايا
ماجد: صديقي  وزى ماانا كتبته بالظبط بالشهاده منه
طارق: فعلا طبيب نفسي لكن انا معرفوش شخصيا
غدير: صديقتي ومن اقرب اصدقائي اللى بحبهم وتجربتها وقصتها فعلا دا اللى حصلها مع تفاصيل انا حطيتها والحمد الله كانوا فى محلهم ..
ياسر ومنه : اتنين كنت اعرفهم
جهاد: شخصيه اعرفها من بعيد
فونا: مامت ماجد اعرفها
صبا: صبار ,, الطاقه الايجابيه اللى فى الروايه ,, انا كتير قالولى انها انا وانا بكتب عنها ,, بصراحه فرحت جداا واتمنيت فعلا كده ,,
شخصيه "صبا"  انا كنت اعرفها لفتره وبعدها سافرت ومعرفش عنها حاجه غير قريب انها اتجوزت ومعاها تؤام  + ماجد له انتيمه جارته فيها مواصفات "صبا" فكتبتها انها صديقته ومقربه + انا ضيفت ليها حاجات من عندى من لان بحب الشخصيات دى جدا ...
هدير: قريبه "طارق"
"رامي": فعلا كان  زوج "غدير" الاول ..
بسام : فعلا كان مريض
كل دول ميعرفوش بعض لكن انا اعرف مجموعه اصحاب من وهما فى حضانه وتركيبه شخصياتهم مختلفه فجمعت الشخصيات وشكلت المجموعه دى ...!

الروايه احداثها مقتبسه من قصص حقيقيه مع اضافاتي والدمج ,, يعني الاشخاص دول موجودين حوالينا مش من خيالي ,,اى شخصيه بكتبها مش خياليه موجوده  فين الله اعلم ..
انا بجد ربنا يعلم بحالى كنت عامله ازاى فى تحضيرها وكتابتها هروح لدكتور ههههه
اعتقد كده عرفتكم ع الشخصيات ومواقعهم الحقيقيه ايه وجمعتهم مع بعض ازاى ..
__________________
بمناسبه لغبطه الاسماء اللى فى الاول
انا كنت محتاره انزل اسماء الحقيقيه ولا اسماء تانيه فكنت بتلغبط بين الاتنين فقررت اكتب الاسماء الحقيقيه وناسف ع اللغبطه اللى عيشتوها ,,<3
___________________
 بشكر جدااا جداا كل شخص تابعها فصل فصل وعلق ع الاحداث او نقد نقد محترم ,, وشكر خاص ل 20 اللى تابعوها ههههه بجد كانوا عاملين روح للرواية وكلامكم كان بيديني طاقه ايجابيه فظيعه ,, بجد انا كنت خايفه من الخطوه ان اكتب حاجه عن الطب النفسي وخوفت افشل لكن جازفت والحمد الله قدرت اوصلكم معلومات تقدر تفيدكم فى حياتكم بعدين ,, وفادتني معاكم ..!

 انا فى ناس محبهاش وزهقو منها وقالولي ممله وانا مزعلتش لان المتابعه اختياريه ..
 فى ناس قالولي انى رغايه وبكتب تفاصيل كتير ملهاش لازمه وخصوصا فى الامراض وفى بيقولولي احنا كنا مهتمين ب احداث الشخصيات وبنجري الحالات النفسيه لانه كلام كتير ,, وفى كلام محبط سمعته ان المتابعه قليله يعنى دا دليل ع فشل كتابتك لكن فى المقابل لما كنت بشوف الكومنتس بحس ببهجه وحافز اكتب الفصل اللى بعده وهكذا ...
<3
انا كتبت  وبكتب اللى مقتنعه به ولمسني ولو 2 بس تابعوها انا موافقه  والرغي الكتير بيبقي طريقه لتبسيط اللكلام علشان اللى بيتابعو لو مفهموش يلاقوا توضيح يساعدهم ..
________________________________________________

 انا مش هقول مغزي القصه لانه كان واضح جدااا فى الفصول انا كنت عاوزه اقول ايه  وكتير منكم وصلهم معنى الصداقه والحب والعيله والحزن والفرح والخوف والفشل والنجاح ,, والمرض النفسي
انا الروايه دى معتمدش ع بطل وبطله انا قصدت انقل تجارب حوالينا ,, حبيت اتكلم عن العلاقات ب اشكالها المختلفه وتاثيرها فينا وحوالينا ,, حبيت اتكلم عن المرض النفسي وتأثيره فى تربيه الاطفال ولما بيكبرو ,, اتكلمت عن امراض فى ناس شايفنها عادي لكن هى مش عادي مرض نفسي ومحتاج مساعده واتعمدت اختار امراض بعيد عن المعروف ,,, الجانب النفسي هو الحصن الانسان من ضغوط الحياه ان ضعف الحصن الانسان بيضعف ,,
"زهره التوليب " انا كتبتها ليا وليكم , استفاد وافيدكم ويارب اكون قدرت اعمل كده
<3
______________________

  نلتقي قريبا معرفش امتي مع حدوته جديده ان شاء الله من غير عقد :
D
هتوحشوني وهفتقدكم ربنا يحفظكم ليا  فى امان الله وحفظه 
<3___________
هستني رايكم النهائي بمنتهي الصراحه والنقد
عاوزه بوست الفصل يبقى قنبله كومنتس منتظراكم <3




الأربعاء، 15 أغسطس 2018

زهرة التوليب (20)


(20)

مر مده و"طارق" فى مكتبه فى المستشفي  الباب خبط :
_ اتفضل ..
_ فاضي يا دكتور لكشف مستعجل ..؟
_ هدير ,, انتي جيتي امتي ؟
_ انهارده الفجر دخلت فى غيبوبه نوم مصحتش غير من ساعتين وكنت متوقعه تكون الاقيك لان انهاردة اجازتك ولما سألت عليك دكتور "عثمان" قالى انك نزلت المستشفي ,, يادوب غيرت هدومي وجيتلك ..
_حمد الله ع السلامه ,,ايه الاخبار .. ؟
_ الحمد الله كله تمام ,, بفكر استقر هنا معاكم وابقي ع قلبك فى البيت وفى الشغل ايه رأيك
ضحك"طارق": دا يوم الهنا
 _ يا كداب تلاقي بتقول  يارب ما توافق يارب ما توافق
ضحكك"طارق" مقدرش وانتي عارفه اننا بكون سعيد بوجودك ازاى تخيلي مقدار السعاده لو كنتي معايا ع طول ياااه هنفجر من السعاده
_ لا هصدق ولو صدقت هلزق  وع فكره انا لو وافق ع عرض المستشفي هيكون مش بسببك ع فكره اطلاقا هيكون بسبب خطيبي دكتور "عثمان"  مش انت ها ..
ضحك"طارق": قولي بقي انا  كوبري ليكم ,, اتاريه كل شويا اقوله بتكلم مين يقولي "هدير" ,, هتتعشي فين يقولي مع "هدير".. مبقاش يقعد معايا زى زمان والوقت كله ليكي ,.
ضحكت "هدير":  غيره دى ولا ايه؟! من وقت ما اشتغلت فى المستشفي الجديده دى وانت مشغول طول اليوم اكتر من الاول انا مبلحقش اتلم عليك يا فى المستشفي يا فى العياده يا استشارات خارجيه وغير الندوات والمحاضرات ,, انت بعت نفسك للطب النفسي يا دكتور ,, ونسيتنا ..؟
_ لا مقدرش طبعا  وانتي عارفة انتي ايه عندي ..
_ اديني اماره ..؟
_ زى ايه ؟
_ امممم .. امممم تسمحلي اخطفك زى كل مره ونتغدي مع بعض وننم عن الناس ..؟
 ابتسم "طارق":
_ موافق ,,انا كنت عاوز اشرب قهوه ونسيت نفسي وانا براجع التقارير ..
_ شوفت بقي انا ربنا باعتني لك علشان اظبط الاعوجاج اللى انت فيه دا ,, مش عارفه من غيرى كنت هتعمل ايه فى الدنيا ...؟
ضحكك"طارق": بجد دايما بقول  احمدك واشكرك يارب ..
_ يلا بينا ...
اتحركوا وخرجوا بره المستشفي وقعدوا فى مطعم :
_ ها ايه الاخبرات عملت ايه فى الاسبوعين اللى سافرت وسيبتك ..اكيد توهت صح وقعدت تقول فينك يا "هدير" ..اعترف الانكار مش هيفيدك ..؟
ضحكك"طارق": حسيت بفرااااغ وهدوووووء مكنتش حسه قبل كده ,, مبقاش فى حد يدخل عليا المكتب هجم ويرغي يرغي ,, ولا يشدنى ويجرجرني بره وياكلني عافيه ويشربني ع هواه ..
_ ماهو انا لو معملتش كده مين هيعمل ,, وانت من وقت رجوعك مصر وانت بقيت ممل ,,
_ انا ..؟
_ ايوه حياتك بقي كلها شغل فى شغل ,, ان لنفسك عليك حق يا دكتور
_ اعمل ايه انا قعدت فتره من الشغل واتنقلت جديد للمستشفي دى ومحتاج مجهود علشان اثبت مكاني وقدراتي ..
_ يا "طارق" انت دكتور ممتاز ولو مكنتش كده مكنوش كلموك كذا مره تيجي هنا انت ودكتور "عثمان" ,,دا دليل ع انك دكتور ممتاز وسمعتك سبقاك فى اى مكان مش محتاج تعمل المجهود الجبار دا ..
_ مينفعش اعيش ع سمعه عملتها فى الماضي الزمن بيتغيير وكل وقت لازم اثبت نفسي انى استحق المكانه اللى انا فيها وتقدير الناس ليا ,, النجاح ملوش اخر وملوش صوره معينه ,, عاوز انجح اجتهد وابذل اقصي ما عندي  وبعدين انا بساعد الناس مش شغال شغل تجاري ..
_ وانت بقي مين يساعدك لما تنسي نفسك كده اكل ونوم قليل .. لولا الايام اللى بقعدها معاكم اعتقد دكتور "عثمان" لازم يحدد موعد الاول علشان يقابلك ..
_ ع فكره دكتور "عثمان" عارف كل حاجه بعملها وبيساندني وبعدين انتي اهو زى انهارده خرجتيني واكلتيني اخدتي ثواب ..
_ بحس اني سايبه ابني لما بسافر ..؟
_ ممكن نطلب بقى القهره يا ماما ..
_ ماما فى عينك ..
طلبوا القهوه :
_ اخبار اللى فى مصر ايه "ماجد واميره" و"ياسر ومنه" وجهاد وفونا ..؟
_ بكلمهم يوميا ع النت وكويسين جدااا الحمد الله  ,,"ماجد" اموره اتحسنت مع "اميره" يارب يديمهم و"ياسر" مازال يحاول مع "منه" و"جهاد" مرتاحه مع جوزها و"صبا" زالفل فى شغلها وباين وجود "ياسين" معاها حاجه كويسه ..!
بنبره متوتره : و"غدير"..؟
اتنهد و ابتسم "طارق":  معرفش عنها حاجه ولا هما كمان يعرفوا من وقت ما سافرت فرنسا  ..؟
_ قطعت مع الكل تاني ..؟
_ هى اكيد كويسه وبخيرفى المكان اللى هى فيه  لان "رامي" انسان كويس وبيحبها ومش هيسمح يحصل لها اى أذي ودا المهم ..
_ طمني عليك  انت كويس ؟
 ب ابتسامه :  زى الفل ... يلا بينا بقي نمر ع دكتور "عثمان" يقعد ينم معانا ..
_ يلا بينا وحاسب يلا انا عازماك ع حسابك
ضحكك"طارق": يلا يا مفلساني ...

فى القاهره فى المطعم قاعد "ياسر" و"ماجد" و"صبا" و"ماجد" كان بيتكلم فيديو كول مع "اميره ":
_ صدقتي ان انا فى المطعم ..؟
_ فين "ياسر" و"صبا"..؟
_ اهم "صبا" قاعده تلغ و"ياسر" متحول لمدخنه .. يلا طيري خليني اشوفهم  واحده هتلفسنا من كتر الاكل اللى بتاكله والتاني بيضيع فلوسنا ع الدخان
قفل "ماجد" واتكلمت "صبا":
_ هى رجعت واتحولت ولا ايه ؟! سنه مرت اهو وكنتم تمام ,,انت اشتقت ل العوجان ولا ايه ..؟
_ هى سيباني اتنفس كل خطوه زى ماانتي شايفه تشوف مبقتش تعتمد ع السمع ..لتكون اطرشت ومش عاوزه تقولي ,,؟
ضحكت "صبا":  والله عجباني "اميره" عرفت تقفش صح المرادي ..
_ ماهو انا قولتلها نكد وسبانخ وكوسه لا ,, نتكلم زى البنادمين الطبيعيين ونعترف ب اخطاءنا مش عيب  ونعاتب ونتفاهم ان شاء الله نضرب بعض لكن منكتمش ولا نركن حاجه لان الركن انا اللى بشيله فى الاخر  ,,
_ برافو يا "ميجو" ,, وكبرت وعقلت ماشاء الله ,,
_ وانتى مش ناويه تكبري .؟
_ ازاى حد قالك نموي وقف مش لسه الشهر اللى فات قولت هوف وانت اكلت الكريز يا طفس ..
_  هو "ياسين" دا للايجار بس مش لتمليك ؟
_ مش فاهمه ..؟
_ مش فاهمه ايه احنا كلنا فاهمين .. هو هيقضيها كلام وحواديت مفيش فعل ابدا ..؟!
_ اهاااا  فهمت ..
_ مبروك ..
_ هو انا اشتكيت  ..انا مش عاوزه اتجوززززز .. مش عاوزه اتجوووووززززززز
 لاحظ "ماجد" صوتها علي والناس بتبص عليهم ,,:
_ بس يا مصيبه انا لحظت انه مختلف يعني وعيونه بتقول حكايات وكده
_  ما انا يا "ميجو" عنيا بتقول حكايات ..
_ حكايات ايه بقي ..؟
_ بصي كويس كده ..
قرب "ماجد" وبيبص : اهو ..
_ شاف الحكايات  محتاره احلى ب تارت ولا تشيز كيك ,,حكايات ولا مش حكايات دى يا متعلم
 رجع مكانه :  مفيش فايدة الله يكون فى عونه لو ناوي ع حاجه ,, انا غلطان انى عاوزك تنضمي لنادى انا حاجزلك مكانه الطلب شديد عليه  جنب الشباك يا بت ..
_ بتغريني علشان بحب اقعد جنب الشباك ,,؟
_ ها .. ايه رايك
_  لا مش عاوزه خليهولك  
_ والله انتي هبله ,, هحتفظ بالكرسي ل "جاسمين" (بص اتجاه "ياسر")لان فى ناس بتتقطع ولا هتدخل النادي ولا نيله ومن الدخان دا هتدخل النار وحبت تتدخلنا معانا اصله باكدج  ؟
ياسر" كان سرحان :
_ انت ياعم ..؟
_ فى ايه ؟
_روحت فين .. ؟
_ منه ..؟
_ يووووه .. مالها مرجانه ؟
_ مش عارف اعمل ايه ولا ادخلها منين لغايه دلواقتي كل ماافتح معاه موضوع الرجوع تقفله ,,هى عاوزاني ولا لا ؟ انتم شايفين ايه ؟
 بصت "صبا" ل "ماجد" : انا شايفه انها عاوزاك
رد "ماجد": وانا شايف لا
ردت "صبا": يبقي مش عاوزاك
 رد "ماجد": لكن هى عاوزاك
"ياسر" بصوت عالي : بااااااااس منك ليها هو انا ناقص توهان ولغبطه
رد "ماجد": احسن تستاهل علشان سبت "داليا" اللى متتعوضش شياكه وحاجه اخر مزمزه
 خبطته فى رجله "صبا": ومالها "منه" زى القمر وكتير بيزحفوا وراها علشان تقولهم ازيكم بس ..
_ بيزحفوا ليه  قوارض هاهاهاهاه
_ تحب اقورضك فى عينك  وتبقي ابو قارضه راح ابقو قارضه جه  هاهاهاها
_ لالا انتي من القوارض المفترسه قرضتك  مازالو يبحثو عن علاجها
_ علشان اللى زيك يتقرضو .. لكن نزلت ابتديت تحب تجرب
"ياسر": انتو بجد .. مبتفصلوش انا بكلمكم فى موضوع مهم وانتم ع طول نقار
_ هو اللى بدا يا "ياسر" الله
_ وهو انا قولت بيزحفوا برضه ..
_ انتو عارفين ان بيتقدملها كتير لكن هى بترفض وحقها طبعا زى القمر وتتنك براحتها  ..
|_ مين يشهد للعروسه .. اكيد هتحامي لصديقتك ,,ماهو انتي عدم ارتباطك دا مخليها شايفاكي طلعت حرب واخداكي مثال وقدوه ليها  كده ل الاسترونج انتبيدت وومن وهى اصلا من جوه تلاقيها لما النور بيقطع بتخاف ..
ضحكت"صبا": والله عندك حق  اخر مره النور قطع مخرجتش من الاوضه وفضلت تنده عليا وانا كنت جنبها ..بس  انا عارفه بعمل ايه انما هى بتلطش ..
_ روح ياابني واتجوز غيرها والحق عمرك اللى ضايع وراها ..
_ مش هكرر الغلطه تاني .. علشان انساها ارتبط بغيرها ملهاش ذنب اللى هرتبط بيها دى ,,
_ طيب هتعمل ايه ؟
ردت "صبا": اقولك تعمل ايه ؟
بصلها ماجد: اوعى تقوليله يعمل خط ويمشي عليه ؟
ردت "صبا": لا طبعا هقوله يعمل واحد بانيه  هاهاهاها
 رد "ماجد": انتى بتستهبلي صح ..  لا طبعا يروح يلعب بليه
_ لا يا ميجو .. يروح يتعلم الامباليه
ضحكو الاتنين وبصلهم "ياسر": اه يا ولاد الايه .. انتو بتهزرو  انا مش هتكلم معاكم تاني فى حاجه ؟
ملامح دهشه "صبا": دجاجه فى التلاجه ؟
رد "ماجد": وجنبها زجاجه
 ضحكوا الاتنين وقام "ياسر" : انا سيبلكم المكان لعمل فى حاجه ..
مسك ايد "ماجد" : يابنى بنهزر .. قولي يا "صبا" اقتراحك بس من غير الش
_ ليه
_ اصلي لسه متعشي هاهاهاهاهاها
اتنرفز "ياسر" : خلاص بجد هقول ..
_ قولي يا اينشاتين ..
_ عندى فكره هى عبيطه موووووت واتهرست فى الافلام العربي الابيض والاسود والالوان والاجنبي ومتدخلش ع عيل صغير  بس عندى احساس ويقين انها هتعمل مع "منه" شغل جامد و نتيجه علشان مش هتتوقع تتعمل  لانها فاكره نفسها عبقرينو فاهمه كل حاجه وهى قله اصلا ....
غمزلها "ماجد": انا سجلت اعترافك وغلطك ع صاحبتك .. وهبعتهولها
_اعملها وانا ابعتلها اللى قولته من يومين انها وحشه وبلا بلا بلا
_قولتي الفكره ايه ..؟
 بملامح جد : "ياسر" تخبطه عربيه او يقع من ع سطح عماره .. او واحد يشق بطنه
اتفاجئوا : ايه ياسفاح القاهره في ايه ؟
_ ياعيال اسمعوني ... احنا نختار حادثه ونشتغل عليها ونرتب الظروف ,, مش انت عاوز ترسي هى عاوزاك ولا لا..او معنى اصح بتحبك لسه ولا لا ؟
_ ايوه..
_ يبقي تسمعوا مني ,,
هنظبط الحكايه وكله تمثيل هنعمل مكياج جروح قريب جدا لحقيقي والكل هيتعاون معاك ايه رايك تجرب ..؟
 اتشجع "ماجد": تصدق فكره اهو نتسلي ونشوف ..انا اصلا كان نفسي ابقي ممثل اوى ..
سكت لحظات : وانا موافق  ..
 بملامح حاده:  يلا اختار تتلطش بعربيه ولا تتحدف من ع السطح العماره ولا حد يشقلك بطنك ؟
ملامح اشمئزاز ع وجوه "ماجد" و"ياسر": ايه يابنتي انتي ليه بتنسي انك بنت ,, ايه الالفاظ دى انا حاسس انى قاعد مع رئيسه  مشرحه زينهم
 بنبره خشنه : ايهيا عبد العال ..ايه يا حسب الله  ميبقاش قلبكم رهيف كدهوز ..
 رد "ماجد" بنبره خشنه:  ماشي يا"ريا" اختارى انتي الحادثه وانا عليا التنفيذ وهريح الزبون .. اشطاااه
 غمزتله "صبا": تسلملي يا حسب الله يا غالي
 بصلهم "ياسر": انتو بتتكلموا جد ولا هزار انا قلقت
 بصوله الاتنين بنظره  شريره : مكنش يومك يا غالي ,,,
_ انا ابديت اخاف منكم ...
ضحكوا كلهم ع تصرفاتهم واتكلمت "صبا":
_ الله يباركلكم كده تركزو وتظبطوها علشان لو اتقفشنا "منه" مش هترحمني مش بعيد تلبسنى تهمه وتبلغ عني ومش هروح لوحدى هاخدكم معايا بتهمه التحريض اى كانت التهمه ..
رد "ماجد": اصيله والله .. دا فعلا الصداقه فى الوحشه والاوحش

ابتدو يخططوا الخطه ,, ان "ياسر" خارج من المطعم وقفه شخص وطلب منه المحفظه ولما رفض ضربه بسكينه وجري ,, وقتها اتفقوا مع زبون للمطعم عنده مستشفي اجرو غرفه  واقنعوه "ماجد" و"صبا" انه مشهد تمثيلى ل "صبا" علشان بتدرس سينما واقتنع ووافق ,, وقتها "فونا" كانت مع "ياسر" فى المستشفي ومعاهم "ماجد" و"صبا" تكون مع "منه" لما تستقبل المكالمه ,, كانت "صبا" قاعده مع "منه" فى البيت :
_ "صبا" ؟
_ ايون ..؟
_ ا تيجى ننزل نتمشي بدل قاعده البيت دى ..؟
_ لالا رجلي وجعاني مش قادره ..
_ هعزمك ع حواوشي وبيتزا اكسترا جبنه وتاتس
حست "صبا" باغراء الاكل وفاقت : لالا انا لسه واكله .. خلينا قاعدين هنا فى البيت مع بعضينا كده
_ انتى ليه غريبه كده داانتى اللى كنتى بتزقيني انزل واقولك لا ..؟
 بتبص ع موابيلها وبتتمني يرن لانهم اتاخرو عن الميعاد المحدد : بقولك رجلي وجعاني بمشي اعرج ,,حتى بصي ..
قامت ومشيت قدامها وعرجت انها تعبانه
_ ومن ايه دا ؟
_ السن يا بنتي السن راحت خلاص عليا ..
_ طيب تعالي نروح لدكتور ؟
_ لا انا هتبع طريقه تيتا وهحط مرهم والفها تدفي تخف هما بيعملو كده وبتبقي تمام ..
_ طيب معاكي ولا انزل اجبلك ..؟
_ معايا واترزعي بقي انتي مالك مطلوقه ع النزول ليه خيلتيني
وفجاءه الموبيل رن واتجهت بسرعه اتجاهه :
_ براحه يا بنتي ع رجلك ..
مسكت الموبيل وابتدت تمثل :
_ ايه .. حصل امتي ..طيب هو عامل ايه ؟
لاحظت "منه" ملامح "صبا" المتغيره :
_ فى ايه ..؟
_"ياسر "...
اتغيرت ملامح "منه" لخوف : ماله "ياسر " ..؟
_ "ماجد" بيقولي ..
_ بيقولك ايه ..؟
 اتجهت للغرفه "صبا" وبتطلع ملابسها : انا هنزل دلواقتي ..
 مسكتها "منه" من دراعها وبعنف: ماله "ياسر" .. فى ايه ؟
_ "ماجد" بيقولي ان "ياسر" .. ان "ياسر " ..!
_ ماله ..؟
_ حصلتله حادثه فى واحد طلع فى طريقه وقفه وكان عاوز محفظته و"ياسر" رفض فراح شق بطنه بسكينه قرب من الكليه والكبده والريان الرئيسي للحياه  وسابه سايح فى دمه فى الشارع واتنقل للمستشفي و..
 لسه هتكمل "صبا" كلاهما ولاحظت ان "منه" مركزتش فى الكلام الغير منطقي  اللى قالته ,,فتحت "منه" الدولاب وطلعت ملابسها وغيرت اسرع من "صبا" وكانت يعتبر بتجر فى "صبا" و"صبا" جواها بتدعي تكمل للاخر لان لو اتعرفت "منه" مش هتسكت ..!
 وصلو المستشفي ودخلو الغرفه وكان "ياسر" نايم ع السرير و"ماجد" حزين وبيمسح دموعه و"فونا" قاعده زعلانه وبتعيط :
_ فى ايه يا جماعه ؟
رد "ماجد": الدكتور قال ان حالته خطيره علشان نزف كتير وفصيله دمه مكنتش متوفره فيعتبر دخل فى كومه ..يا خسارتك يا صاحبي ..!
ملامحهم الحزينه وكلامهم اثر فى "منه" وشكل "ياسر" ع السرير وحواليه الاجهزه وجهاز التنفس وجع قلبها ودموعها نزلت ,,قرب من "ياسر" ..
اتكلمت "فونا": ادعيله يا "منه" يقوم منها كلام الدكتور مطمنأش .. ولو فى كلام عاوزه تقوليه قوليه لان ياعالم الصبح جى ولا ...
بدموع نازله من عينيها  مسكت ايده : "ياسر" .. لا متسبنيش وتبعد يا "ياسر" .. انت اقوى من كده ,, انا مش قادره اتخيل حياتي من غيرك ,, رغم اللى عملته انا اتوجعت مع كل مره كنت بوجعك فيها ,, عاقبت نفسي معاك ,, انت قدامك حياه كبيره تعيشها ,, اعمل ايه يا ربي علشان تقوم ..؟
 راح "ياسر" مسك جامد ايد "منه" هى اتخضت :
_  نتجوز ..
 اتفاجئت "منه" : ايه ..؟
شال جهاز التنفس : نتجوز .. كفايه بقي اللى فات دا كله ارحميني ,,
_ انت مش كنت فى كومه و ..
اتكلم "ماجد": سبحان الله ..سبحان الله كان هيموت واتردت فيه الروح سبحان الله رب المعجزات
 اتكلمت "صبا": ايدك يا "منه" ايد سحريه .. فاق ..سبحان الله .. بركاتك
شدت ايديها ووقفت : فى حاجه غلط ..؟
وقف ياسر وزقها للحيطه ومسكها من ايديها الاتنين :
_ بصي ماهو انا زهقت واكتفيت ..بدل عند ومكابره بقي وخلينا نلحق كام سنه نلحق نجيب عيل فيه انا بشحر من الجري وراكي ,, اتعلمت وبعتذرلك واسف اسف اسف اااااااااااسف ..
 ضحكت "صبا" و"ماجد" و"فونا " ...
اتكلمت "فونا": ما خلاص يا "منه" ,,الواد بيحبك وانتى بتحبيه ,, انتى متعرفيش دفع اد ايه علشان الاوضه دى وعمل ايه مع "صبا" وماجد علشان يحصل كل دا ..
بصت "منه" ل "ياسر": كنت بتمثل عليا ومتفق معاهم ..
بص "ماجد" ل اصحابه: انا قولتلكم بلاش "فونا" البير بتاعها فاتح ع العمومي ..هو باب الخروج منين ..؟!
 بصت "منه" ل "صبا" : صبا
 بصت "صبا": ل "ماجد": "ميجو" عاوزاك فى موضوع حيوي جدا جدا
_ هتكتبي وصيتك ؟
_ نكتب وصيتنا سوا ..يلا يا "فونا" ومكافاه ع التلبيسة دى انا هبات عندك انهارده
خرجوا كلهم و"منه" و"ياسر" فضلوا فى الغرفه مسكت مخده وقعدت تضرب فيه .. و"ماجد" و"صبا" بيتصنتو فجرب "ماجد" يفتح فحدفته"منه" بمخده وضحكت "صبا" وفونا" عليه ...!

اتكلموا مع "طارق" وعرفوه ان "منه" و"ياسر" اتصالحو خلاص وحددو موعد فرحهم ول انشغال "طارق" مش هيقدر يحضر لكن "هدير" هتحضر نيابه عنه ,, فنزل مع "هدير" يشترو  هديه لعرايس :
_ انت مش ملاحظ انك بتستغلني ..
 انزل اشتري الهدايا واسافر بيها واروح احضر الفرح مكانك ,, انتي جايه اشتغلي ايه هنا ..؟!
_ سووواقه ..
ضحكت "هدير": ما تحاول بجد انزل معايا يومين بالكتير وارجع مش هقولك فتره طويله ..؟
_ مش هقدر بجد ملتزم بشغل كتير وصعب اسيبه .انا اصلا اتفقت معاهم  انا هظبط اجازه وهنزل مصر ..
_ ماشي .. بس كده الهدايا دى بس ؟
_ ايوه .. ولا اجيب تاني ..؟
_ لا تمام اوى كده ... كنت عاوزاك فى استشاره طبيه يا دكتور ممكن ؟
_ اتفضلي ..ماهو انا مبطلبش منك حاجه غير لما يكون قصادها طلب ..
_لو مش عاجبك قولي لا ..؟
_ مقدرش وانتي عارفه ..عاوزه ايه ..؟
_اعزمني ع حاجه حلوه ونقعد نتكلم ..
_ تمام .. يلا
 اتجهوا وقعدوا فى كافيه وطلعت "جواب من شنطتها :
_ اقرا كده الجواب دا :
مسك الجواب وابتدا يقراه "حين احببتك شعرت لهذا الحب يحط فى قلبي ,,وادركت ان الحب مكانه القلوب وقلت لك انني احبك من كل قلبي وبكل قلبي ,, لم يكن كلاما معهودا معادل ,, واكنني اشعر به بشكل ملموس يحس ,, احسست بتغير فى نبض قلبي ,,كان نبضا هادئا وقويا ,, هدوء الواثق وقوى المطمئن ,, احسست انني احتويك بقلبي ,,لم تكن فراغات قلبي تحتوي على دمائي فقط ,, ولكتك انت بداخله وبين سغافه ,, ولذا لم تكن مشاعري نحوك حبا فقط وانما كانت عشقا وشغفا ,,كان قلبي معبدا لك ,,وكنت انت معبودته ,,ولذا كنت اعى معني قولي لك انني اعبدك ,,وحين كان قلبي يضخ الدماء فى شراييني ,,كان دمي ينطلق الى خلايا جسدي معطرا من انفاسك ,,كنت اشمك بكل خلايا جسدي ..كنت اشعر بك فى اصابعي وعيوني ومخي وكل مكان تصل له الدماء فى جسدى ..
والفضل فى ذلك كله يرجع الى قلبي ..
 واليوم اكتب لك لانسحب من حياتك ,فقد فقدت قلبي ولذا لم اعد اصلح للحب ,لم اعد استحق حبك ,, اصبحت انسانا بلا قلب ,,اصبح مكانه فراغا ..اضع يدي ع صدري لاتحسسه فأشعر بملمس الموت ,, لم يعد هناك اى نبض ,, وتوقف سريان الدماء فى شراييني ,,واني لاعجب كيف تستمر حياتي حتى الان ,, فتوقف القلب معناه الموت ,, فما بالك بقلب غير موجود على الاطلاق .. ان حالتي شاذه وغريبه .. حاله انسان حي بالرغم من اختفاء قلبه "
انهى "طارق" الجواب واتكلمت "هدير":
_ دا جواب خطيب صديقه ليا قصه حب لمده 3 سنين وخطوبه سنه ونص فجاءه وبدون مقدمات بعتلها الجواب دا .. لما استلمته بسرعه راحتله البيت وهى منهاره ,,كلامه قال انه خلاص مبقاش يحبها لكن لما قابلته وسألته عن السبب كان رده ان قلبه مش موجود ,, مش حاسس بوجوده قلقت وراحو لدكتور قلب والفحوصات اكدت ان قلبه سليم ولكن اكد قدام الدكتور ان  قلبه مش موجود ومفيش نبض ,, لدرجه انه مسك ايد الدكتور وحطها ع صدره وطلب منه يتاكد انه مفيش نبض  وقاله انه رافض يقول الحقيقه ان قلبه مش موجود وقالهم ان دا حظه انه يعيش من غير قلب وحظه التعيش ان قلبه يختفي اللى كان محسسه بالحب ,, وردد لصديقتي ان قلبه مات ومبقاش قادر يحبها ,, والدكتور اتفاجئ من تصرفاته وقالها انه بحاجه لطيبي نفسي ,,,
_ وهو فين ..؟
_ فى البيت  تحب تشوفه ..؟
_ اكيد ..
_ يلا بينا ...
 اتجهوا لبيت خطيب صديقتها وكانت فى انتظارهم وهو كان موجود لكن كان نايم فى غرفته والقي نظره عليه وع البيت واتكلمت خطيبته :
_ حاله كده من شهر ,, الناس بتنام وتصحي لكن هو عايش فى ظلام .. بتداهمه افكار سودا فى الليل .. فبيمسك الغطا ويغطي راسه علشان نور الصبح ميدخلش ولا يشوفه وكأنه قرر انه يعيش فى ظلام دائم ,, فى ليله استيقظ صحى الساعه 4 بعد منتصف الليل وقرر انه يقوم من ع السرير .. كان فى تردد يقوم ولا لا وبص ع الشباك وكان فى ضوء بسيط ,, وسمع اول صوت عصافير اتاكد ان الصبح قرب ,,قام وفتح الشباك واخد نفس وكان طبيعي انا قولت كبداية كويسه انه هيخف من اكتئاب اللى استمر معاه شهر برغم انه كان بياخد حبوب ,,
فقرر يخرج فى الشارع يستقبل جسمه النور ,, فخرج ع الطريق .. مشي ساعه وساعتين وثلاثه وكل شويا يبص ع الساعه وشايفها بتتقدم لكن حال الكون زى ماهو ,, افتكر انه لسه نايم  فرجع الى البيت بسرعه بص ع كل الساعات فلاحظ انها بتتقدم زى ساعته وحس ان الساعه بتتقدم رغم توقف الزمن .. حس ان الزمان مش بيحرك رفض يتحرك .. وتوقف الزمان يعني توقف حركه الكون .. حس ان العمر هيتوقف عند اللحظة دى وان ظل متوقفا سنوات او قرونا هيفضل متوقفا عند اللحظه دى من عمره .. شايف كل حاجه قدامه ثابت مبيتحركش لان الحركه معناها الزمن ومستحيل تحصل حركه من غير زمن يتحرك ع مداره ..قوقفت حركه الكون .. توقف الزمن ,, توقفت حركه الاشياء من حولى ..
سكت "طارق" لحظات وراقب حالته ليومين وقعد مع خطيبته و"هدير":
_ خطيبه عنده حاله غريبه وقاسية اسمها "العدمية" او ضلالات العدم  .. المريض بيحس ان قلبه اتوقف او اختفي مبيحسش بوجوده خالص ,, او ان مخه ذاب او معدته مش موجوده .. بيحس ان شرايينه مفيهاش دم اوعظامه اتفتت وانها غير صالحه ,, او يشعر انه هو نفسه انتهى وملوش وجود .. واصبح بلا جسد .. ويشعر ان الزمن توقف وان كل حاجه فى الحياه اتوقفت ,, بيحس انه ميت فعليا
 _ وبتحصل من ايه الحاله دى ..؟
_ الاكتئاب .. هو السبب الى بيوصل ل"العدميه" والاكتئاب هو تفريغ للحياه من محتواها واجهاض لمعناها ,, الاكتئاب قنبلة اللى بتنفجر فى وجه الحياه تقضيع كل نور فبيتحول كل حاجه الى ظلام وعدم ,,
فى البدايه تعتم النفس ويشعر المريض بعتمه داخليه فيتخبط ثم يتوقف .. بتكون نفسه عاجزه عن متابعه حركه الحياه .. ولما بتتوقف النفس بيكون الجسد بلا معني .. هنا يا ينكره بالكامل او ينكر عضو من اعضاءه المهمه اللى بتكون سبب انه عايش ,,
والاحساس بالتوقف بيعكسه على الخارج ,, فبيشوف العالم توقف من حوله التوقف معناه لا حياه ولا روح ,, وبكده الزمن ملوش معني ,, الاحياء فقط هما اللى بيهتمو بالزمن ,, اما الموتي فى القبور فلا حساب للزمن عندهم ولا معني له .. الزمن توقف او اتحرك ملوش معني عندهم ,, علشان كده مريض الاكتئاب بيحس ان الزمن توقف ,,مريض الاكتئاب بيحس ان الالم الحاد بيمر الوقت ببطء او مبيتحركش اصلا ,, كأن الزمن رافض الالم يبعد عنه ..الدقيقه بتكون عمر ,, ولما بيكون وحيد الوقت بيكون بطئ جداا .. والمقابل فى لحظات السعاده الوقت بيمر بسرعه ...
 الانسان بيحس بالوقت والزمن بمشاعره وعواطفه ,, فاحساسه هى اللى بيحرك عقارب الزمن .. لو حزين عقارب الساعه بتتوقف لكن لو سعيد بتجري بسرعه ,,
متقلقيش مع العلاج ومسانده اللى حواليه معاه هيتحسن مع الوقت ..!

 مشيت صديقه "هدير" :
_ الاكتئاب دا سئ جداا  ؟
_ الاكتئاب دا وحش بيفترس الروح لدرجه تفتيتها الانسان بيفقد التعرف ع نفسه ,,واعراض الاكتئاب الحاد الاحساس ب انعدام الامل ونوبات بكاء بدون اى سبب ظاهر واضطرابات فى النوم وصعوبه فى التركيز وصعوبه فى اتخاذ القرارات وزياده او نقصان فى الوزن وفقدان الرغبه فى ممارسه الفعاليات اليوميه وطبعا العزله ,, الاعراض دى ممكن معالجتها فى الاول لكن الاكتئاب الحاد اصعب اعراضه اصعب وقاتله ,,ان الانسان بيفقد الشعور ب قلبه او اى جزء منه وبيفضل عايش فى ظلام بيفترس فيه ,,  كتير حالات انتحار بسبب الاكتئاب الحاد  لان المريض بيحس انه ملوش لازمه او وجوده ضروري وموجود زى مش موجود والضغوط بتكون اقوي وروحه بتتضعف بتتضعف لغايه ما بتتهمش وتختفي  ,, يا يهرب بنوم ويستمر فيها او انتحار ..!
_ ياساتر يارب ..
_ لكن اطمنك انه هيتحسن هيحتاج وقت انه يستوعب نفسه وهيتحسن ان شاء الله ..
_ ان شاء الله ماهو معاه احسن طبيب نفسي بعد الدكتور "عثمان" فى لندن
_ يا رافعه من معنوياتي ..
_ اى خدومه ..
_ يلا نلحق دكتور "عثمان" ..
_ يلا ....
اتجهوا لمطعم وكان منتظرهم دكتور "عثمان" ودكتور "عزت" :
_ اهلا ب الدكاتره ..
_ اهلا بكم ..
 اتكلم "عثمان": انا طلبت الغدا وهيوصل حالا ..
نظر "عزت" ل "طارق": انت عامل ايه يا دكتور ..
_ الحمد الله
_ ومبسوط فى المستشفي الجديده ؟
_ اها الحمد الله
 اتكلمت "هدير": كنا بنتكلم فى الموضوع دا وكان بيقنعني اقبل عرض المستشفي واكون هنا معاه
ضحكك"عزت": عملتها يا "عثمان" خطفت مني "هدير" ..
_ اعملك ايه جاذبيتي لا تقاوم ..
ضحكوا وقامو "هدير" و"طارق" يحضرو السلطات :
_ "طارق" عامل ايه ..انا شايفه كويس جداا غير ما كنت متوقع ..
نظر "عثمان" : "طارق بيهرب .. فى الشغل ومع "هدير" ,,بيتعمد ميكنش لوحده علشان التفكير ,, انا كتير بشوفه قاعد سرحان ,, لما بشوفه كده بحس انا شايف نفسي زمان لما كنت فى عمره .. بس "طارق" محظوظ ان فى حياته "هدير" ,,
_ انا كمان ملاحظ تحسن فى نفسيه "هدير" بقربها من "طارق" ..
_ بجد "هدير" هديه ربنا بعتها ل "طارق"
_ انا لسه عند طلبي يا "عثمان" ,,وبطلب القرب منك اننا نقرب من بعض اكتر
_ حقيقي اتمني كده لكن مش انا اللى اقرر يا "عزت" ."طارق" اللى يقرر..
_ انا متفائل خير ,,"طارق" قرب اكتر من الاول ومتوقع اسمع خبر قريب يفرحنا
_ يفرحهم لانهم لما يفرحوا هنفرح احنا كمان ..
كانت "هدير" قريب منهم وسمعت الحوار والكلام فرحها ..!

 فى القاهره اتجه "ياسر" مع "منه" لمحل فساتين الزفاف لشراء فستان :
خرجت "منه" من غرفه تبديل الملابس بفستان الزفاف :
_ ايه رايك ؟
نظر "ياسر" اليها فى حاله صمت  تام :
_ افهم من سكوتك دا الفستان عجبك ولا لا ,..؟
سكوته زاد من توترها : يبقي مش حلو صح ,, قول بقي حاجه  ,,خلاص هغيره ..
 لفت خطوه اتقدم "ياسر" خطوه ومسك دراعها وقرب منها وب ابتسامه :
_ استني ..؟
_ ايه هروح اغيره ..مع اني كنت فاكره انه هيعجبك كنت حابه اعملك مفاجئه واشوف رد فعلك ,,بس مكنتش اتوقع انه وحش لدرجه دى ,,مقولتش كلمه ..!
_ قد ايه انا غبي .!
_ايه ..؟
_ قد ايه انا غبي لاني حرمت عيني منك وودني تسمع صوتك واغرق فى ابتسامتك ,, قد ايه انا غبي لاني بعدت عنك ب اعذار غير منطقية وانتي كنتي بتعديها وانا اتماديت فى الغياب والبعد عنك ,, قد ايه انا غبي اضيع الاحساس اللى حاسة قلبي ودقاته اللى عمري ما حسيت به غير معاكي ,, قد ايه انا غبي لاني كنت سبب زعلك وحزنك لسنين ..
_ بلاش الكلام دا احنا اتفقنا منتكلمش ع اللى فات خلاص وهنبدء من جديد ,, دلواقتي قولى ايه رايك فى الفستان اللى اختارته حلو ولا ..؟
بعد عنها خطوتين وتمعن النظر للفستان من اول ل اخره :
_اقولك ع راي بصراحه ؟
_اكيد ..!
_ الفستان نفسه انا شايفه عادي عباره عن قطعه قماش مطرزه مفيهوش روح ولا نبض عادي
اتغيرت ملامحها واستكمل "ياسر" كلامه :
_ لكن لو ابصلك انتي ف الفستان احلى فستان شافته عنيا ,, عارفه ليه ..؟
_ ليه ..؟
_ لان الفستان مش مهم اللى هتلبسه هى اللى بتديله اهميه ,,لان  انتي  اللى اختارتيه عن كل الموجودين وبقي مميز ب اختيارك وادتيله روح ,, الفستان دا اكتر فستان محظوظ فى المحل دا ..لانك اختارتيه وعينك شافته وايديك لمسته ولمس جسمك ,,
ابتسمت "منه" بخجل وكسوف :
_ قوليلي انتي حاسه ب ايه دلواقتي ..؟
اتنهدت : حاسه ان دعواتي فى صلاتي ل سنين اتحققت ,, دعيت انا لو مش هلبس الفستان علشانك ملبسوش لغيرك ,, وان ربنا يصلح اتجاهاتك فى الدنيا ل اتجاهي لان انا حبيتك انت وبس وحبك اكتر حاجه حقيقيه فى حياتي مقدرتش انساه لسنين ..!
_ ازاى مرجعش ليكي وانتي اللى جيتي لدنيا ومعاكي مفاتيح قلبي اللى مهما بعدت عنك ومهما قابلت من بنات حواء مكنتش بشوف غير صورتك فى وشوشهم وصوتك فى كلامهم ..
 بخجل : بلاش مبالغه بقي وكلامك دا ..!
مسك ايديها وقرب منها ونظر فى عينيها :
_ عارفه من وقت ما افترقنا وشاء القدر واجتمعنا وانا بستني اللحظه اللى هنتجمع  برابط ابدي من غير فراق تاني ,, فى بعدك عرفت انك نصي التاني المكتوبه ليا فى الدنيا ,, لكن كنت غبي وبعدت عنك ,,
 سكتت " منه" واستكمل " ياسر ": وفى بعدي عنك شغل تفكيري سؤال ؟
_ ايه هو ..؟
_ ازاى الواحد بيقرر انه يرتبط ب واحده وقلبه مع واحده تانيه وهو ب ايده القرار انه يكمل مع اللى بيحبها ؟ ازاى بيكمل حساته ويسيب واحده ماضيها كان هو ويتجوز غيرها ؟ نصيب ... مش كل الحالات نصيب لو فى ايده انه يقدر يحافظ عليها ,, ايه حياه اللى العقل بيسيطر فيها وقرر بغباء يموت القلب ..؟
_ووصلت ل اجابه ؟
_ وصلت ان الرجل الحقيقي اللى لما يقول بحبك يكون اد الكلمه يا ميقولهاش لانها مش كلمه لكن بتكون حياه اللى بتحبه بتعيش بيها ,, الرجل الحقيقي انه يكون قد مسؤؤليه الكلمه ويتحمل نتيجتها ويعيش يحافظ عليها ,, والمحظوظ اللى بيتمسك بحب واحد حبيته واستحملت وصبرت والخسران اللى بيبيع حب دا لانه هيعيش فى ندم حتى لو عاش مع مين .. غربه القلب عن حبيبه ملهاش وصف ولا دواء غير اللقا ,, وانا كنت بعاني ومش عايش فى بعدك واستحقيت العقاب ..
_ نقفل بقي ع اللى فات واحنا فى دلواقتي ,,وفى الفستان ولا عاوز تقول حاجه ؟
_ عاوز اقولك اعاهدك واللى جمعنا مع بعغعض تاني شاهد ع كلامي اني مبعدش عنك ولا اسيب ايدك واكون ليكي السند والامان ونمشي مع بعض فى طريق الحياه وتخبيطاتها مهما كانت ,, انا وانتي هنكون الليل والنهار ,, هنكون الشمس والقمر هنكون ادم وحواء ل اخر العمر .. بحبك ..!
_ بحبك ..!

فى شرم "صبا" ماسكه الموبيل وبتتفرج ع الصور الفستان وصور "منه" مع "ياسر" ومبتسمه ,,قرب منها "ياسين" :
_ فرحيني معاكي ..
_ "منه" اشترت الفستان اللى اختارناه وعجب "ياسر " اووى واتصورو  به صور سيديهات همسكها عليهم واذلهم واذل عيالهم مستقبلا ..
 ضحك" ياسين": بس هما هيعملوا فرح تاني ..؟
_ "ياسر" عاوز يبدء مع "منه" من الاول,, مش عاوز يكمل ع اللى انتهوا عنده ,, ف هيتعاملوا انهم عرايس جداد وكدهوز ..
_ اها .. عقبالك ..!
_ لا متشكره منجلكش فى حاجه وحشه ..!
ضحكك" ياسين": انتي ليه رافضه الجواز حد عقدك ..؟
_ لا مش الفكره عقد لانى مقتنعه ان كل ارتباط  اى كان مسماه له تجربته الخاصه المختلفه عن غيرها ,,
_ اومال ايه وجهه نظر الفليسوفه ..؟
مثلت انها بتلبس نظاره : بصي يا ابني الحكايه ان انا اللى محتاجاه يكون صديق اكتر من انه يكون حبيب .. ليه .. قولى ليه ؟
_ ليه ..؟
_ لان صديق راكز احسن بكتير من حبيب متلخبط ,, بمعني انه يكون صديق ليا ومحدد مشاعره افضل من انه يرتبط بيا وهو لسه مش مقرر ولا فاهم هو عايزني ولا لا ,, عموما البنت مبتحبش الرجل المتلخبط وبتشوفه ضعيف وهفا ,, وغالبا هى بتخسره بيبقي وقتها  احسن من وجودها مع حد تايه ,, داخل علاقه علشان هدايا ومكالمات وخروج ومسك ايد اكتر من كده مبيفكرش ,, الصديق رزانه كده والشخص الوحيد اللى تكون ع طبيعتك من غير تجميل ولا مجامله لانه قابلك زى ماانت وانت قابله زى ماهو ... بس كده .. انت مرتبطتش ليه بقي ؟
_ كل انسان فى الدنيا عايش بيدور وبيتمني حاجه بسيطة فى الشخص اللى هيرتبط به..؟
_ ايه هى ..؟
_ يكون نص حبيب ونص صديق وجزء من الاهل وبحجم السما استقرار وامان .. !
_ فعلا
_فهو دا اللى بدور عليه ,,
_ يعني افكارنا متقاربه اهو
_ ايوه فبسيطه  ان صديق يتحول لحب ..؟
_ لا مش بسيطه لان مش كل الصداقه تنفع تتحول ل حب ,, فى صداقه تفضل طول عمرها صداقه ولو اتحولت لحب الدنيا بتتعك ,, علشان  كده التسرع فى الحكم ع المشاعر والتوهم انها حب  بيخسر علاقات كتيركانت افضل وهما اصدقاء ,,الحبيب بيروح وبيجي لكن الصديق الحبيب  عمله نادره محتاجه صبر وعدم استعجال ,,!
_افادكم الله ..
_ ابقي تعالي كل يوم هستناك
ضحكك"ياسين": تاكلي بيتزا ..؟
_ اكسترا جبنه ومعاه رغيف حواوشي وتاتس مشطشطه الله .
_ يا شيخه انتى جوعتيني اكتر قوم قدامي ..
_ انا هجري قدامك دا اكل مش اى حد ..
 جريت "صبا" وجري وراها "ياسين للمطعم ..!

بليل  قعدت "صبا" ع الشاطي لوحدها وباصه اتجاه البحر ومغمضه عينيها ..
_ دايما تغطسي كده مش كنت سايبك هناك معاهم ..
_ لا مخلصنا رغي وحبيت ساعه هدوء ..
_امشي ..؟
_ لو قعدت مش هيضايقني لكن لو عاوز تمشي براحتك
_ ايه الرد الدبلوماسي الدبشي
_ صبا مسعود ..
قعد بجانبها ع الشاطي ..:كنت ي سرحانه فى ايه ..؟
_ مفيش كنت بفتكر زمان وايام زمان واشتقت ليها  ..
_ زى ايه كده ..؟
اتنهد "صبا" وبصت للبحر :
_ اشتقت اللوقت اللى كنت فيه طفله متعرفش يعني ايه حزن ولا فقدان ,, مبيجلهاش صداع من كتر التفكير ,, متعرفش يعنى ايه الخوف من اللى جي ..باكو بسكوت كان بيفرحني لما بابا يشتريه او اخويا وهو راجع يجبلي معاه حاجه حلوه بحس ان دى احلى حاجه فى الدنيا .. لما ماما كانت بتعمل لينا مكرونه بشاميل او محشي ونقعد كلنا ناكل ونضحكك  ,,كانت دى الحياه بالنسبالي واسعد لحظه و بليل اخد عروستي اللى بابا اشترهالي فى حضنى وانام بسلام واغرق  فى الاحلام مش الالام ووجع الحياه ..!
لمح قدامه كاب كيك وفيها شمعه ..
_ بتحتفلي بعيد ميلاد مين لوحدك كده
_ انهارده عيد ميلاد اخويا ,,وحشني جداا ..؟
_ الله يرحمه ..اعتقد انك كنتي طفله مشاغبه وهو كمان صح ولا نسيتي  ..؟
_ امممم طفولتي معاه فكراها لحظه لحظه .. حنيته عليا وطبطبته ,, مكنش بيحب يزعلني رغم خناقتنا ,,كنت بناقر فيه لكن هو كان قلبه طيب وبيسامحني وبينسي لانه كان عارف انا مقصدش ازعله وانا دبش ,,كان دايما بيدافع عني لما ماما تزعقلي او بابا ,,كان دايما شريكي فى جرايم اكل الليل من ورا بابا وماما ,, لما حد يتريق عليا كان بيزعقله وفى نفس الوقت ينصحني وبليل يجبلي اكل وهو راجع من بره ,, كان السند ليا ,,عمري ما خفت من الدنيا فى وجوده ,, عارف مش حكايه ماده وفلوس لكن انك تعيش مع انسان حنين وبيحبك من غير مقابل ويخاف عليك من ااقل حاجه مش هتلاقيه غير مع الاخ ,, فقدان الاخ بيوجع اوى لان حته منك راحت  ومكانها بيوجعك كل لحظه حتى لو مرت سنين الاحساس بيتجدد الوجع بيزيد,, احنا  بنتناسي لكن عمرنا ما بننسي فراق غالي  ..!
لاحظ "ياسين" دموع "صبا" وبسرعه اتنهدت وبصت ل السما وتمالكت نفسها وابتسمت :
_ الحاجه الوحيده اللى مطمناني انه فى مكان احسن بكتير ,, يمكن لو كان عاش كان تعب وعاني ومكنش هيستحمل  وربنا رحمه واخده لمكان احسن ,, اهو انا بدعي فى اخر رحلتي اكون معاه ومع بابا وماما ارجعلهم .. كتير بحسدهم انهم مع بعض وانا لوحدي ...لكن اجلا ام عاجلا هقابلهم هيروحو مني فين ..
 ابتسمت " صبا" واتكلم " ياسين ":
_ انتي عارفه يا "صبا" ..
_ ها ..
_ فى نوع شخصية من البشر فى الغالب محدش فاهمه رغم انه بسيط وواضح بيتفهم تصرفاته انه عشوائي لكن هو عارف بيعمل ايه ورافض يكن نسخه بيحب يكون مختلف لنفسه  ,, ااقل كلمه تأثر فيه لكن مبيبينش .. في كلام ومواقف من طفولته مش بينساها وبيفضل فاكرها ,, دايما بيبتسم فى وشوش الناس وبيضحك وبيعملهم جو مبهج  وجوده بهجه لما بيتذكر اسمه كل الوشوش بتبتسم تلقائي  ,, الشخصيه دى مبتحبش حد يفرض نفسه عليها ولا هو يفرض نفسه ع حد ,, عنده اخلاص رهيب ل اى حد قريب منه ,,بيتعلق كتير بالاماكن سواء اذا كانت الذكري حلوة او وحشه ,, لما يتأثر من اغنيه او مشهد من فيلم مش بيكون علشان المشهد مؤثر لكن بيكون شايل ومدكن جواه حاجات كتيره ,, بيسامح وبيتنازل كتير ,, كتوم لدرجه الغموض ,, البساطه مفتاح سعادتها لو عاوز تقربلها ,,  الشخصيه دى عايشه فى الالم ووجع فظيع جواها ومقابل الالم عندها امل ومتفائله ,, دايما دموعها بتحس بيها فى قلبها بدل ما تبان ع خدها ودايما جامده من بره والدنيا طحناها من جوه ..ورغم كده بتقاوح وبتقف لو وقعت ولوحدها ودا سبب تميزها واختلافها ,,,من عاوزه تعرفي مين الشخصيه ؟
ابتسمت "صبا": مين ياتري الشخصيه الخارقه لطبيعيه دى
_  صبا مسعود اجدع صديقه واقوي واحده واطيب بنت  شوفتها فى حياتي
_ اخجلتم تواضعنا يا بشمهندس مش اوى كده ..
 ابتسم "ياسين": "صبا" انتي كنز ل اى حد يعرفك واللى ميقدرش الكنز بيخسر كتير ,,
_ شكرا يا بشمهندس ع ذوقك ..
ضحك"ياسين": قومي بينا يلا ..
_ ع فين ..
_ ع اى مكان نقعد ناكل فيه دايما يقولك مفيش حاجه بطبطب عليك غير الاكل سواء فرحان او حزين ..الاكل بيكون احلى رفيق .. وانا شايف انك مش فى المود فيلا نظبطه ..
ابتسمت "صبا":  يلا ...

فى لندن فى الفندق "رامي" و"غدير":
_انا نازل عندى ميتنج مش هتاخر عع العشا
_ لا براحتك "سوزى" هتيجى وهننزل مع بعض ..
_ لكن انا عاوز اتعشي معاكي ..
_ تمام هستناك ..
_كل سنه وانتى طيبه ..
_ ليه ؟
_ انهارده عيد ميلادك
_ اها .. وانت طيب
 طلع "علبه" كانت فى جيبه وكانت "سلسله" : اتفضلي
_ مكنش له داعي يا "رامي"
_ ازاى تقولي كده ودا اول عيد ميلاد ليكى معايا ,, انا عارف انك مش هتشيلي سلسله التوليب من رقبتك بس حبيت يبقي ليا ذكري معاكي لما ننفصل ,,
_ بجد انت مش محتاج تفكرني بك اللى عملته كان كتير ..انت مستحمل حاجات غيرك ميستحملهاش ,, انك تستمر فى علاقه اسم متجوز لكن الحقيقه لا ,,انت بتضحي من نفسك كتير ..
_ اعمل ايه اذا كان مليش مكان فى قلبك ,,فشلت فى اختراق حصونه ,, عشت السنه دى ع امل ان يبقي فى فرصه ومحاولاتي فشلت ,, لازم ارضي بالامر الواقع انتي بتحبي "طارق" ومبتحيش ولا حبيتي ولا هتحبي غيره ,, ولولا الظروف واللى عمله بابا عارف انك الوقت دا كنتي هتكوني معاه ,,
_ انا ..
_ انا مش زعلان منك لكن لو فى فرصه ليا ولو صغيره ارجوكي متضيعاش ,,
_انا  فكره انى اتجوزت تحت ضغط مش سمحالي افكر فى اى حاجه ,, والدك وماما الاتنين كانو محاوطني بطريقه بشعه ,,
_ برغم عدم معرفتي الكلام اللى قالهولك بابا ايه بعتذرلك عنه ,, وانا ع وعدى معاكي كمان اسبوعين هنمضي عقود الشركه الجديده ل"بسام" وقتها مفيش حد هيقدر يلمس ولا يأذيه ولا يأذيكي وهتبقي حره بعدها ,,, احنا اتفقنا سنه تمر يكون الاوضاع استقرت وهبقي ابلغهم ب انفصالنا وانه طلبي انا ,,
_ شكرا يا "رامي"
نزل "رامي" وافتكرت "غدير" اخر حوار ليها مع والد "رامي" وتحذرياته ليها وانها تقطع مع كل اصحابها ولو حصل العكس هيتأذو وهى السبب وانه عارف موضوع "طارق" فبيقطع اى صله تربطهم ببعض ,,, وهو السبب فى نقل "طارق" و"عثمان" لمستشفي تانيه ,,, نزلت وكانت مستنياه "سوزى" وخرجوا وكان فى الساحه مطربين هوا بيغنوا ففى واحد وقفت عنده "غدير"  وكان الاتجاه التاني واقف بيسمعه "طارق" ... وكانوا متأثرين بكلماتها  وكانت :
انتي هى رحلتي ,,انتي هى غايتي
العيش بدونك شاق على قلبي
انتي كل كياني ,,شملت كل دعائي
العيش بدونك شاق على قلبي
انتي كل كياني ..انتي كل دعائي
العيش بدونك شاق على قلبي
قلبي يعاني فى غيابك
انتي ضروره ملحه فى حياتي
اصبح شغفي ان اكون جديرا بكي
العيش بدونك شاق على قلبي
ان روحي وجسدى
لم يعودوا لى بعد ان استوليتي عليهما
بالرغم من تجرعي الالم منك
الا انني اعتبره مكافاه طلما منك انت
 ان سمائي تبحث عن ارضك
انتي ضرورة ملحة فى حياتي
ان لم يكن فى الارض اقله قابليني فى السماء
( بعد الجمله دى بص كلا من "غدير"و " طارق" للسما وكان فى نجمتين وكانوا باصيين عليها )
العيش بدونك شاق على قلبي
اقر ان حياتي محرومه من وجودك
ولكن قلبي لا يعرف وسيله اخري للعيش
اذا شئتي ظلي غافله عن حبي لك
رحلتي من طرف واحد لا تحتاج لوجود غايه
هذه الرحلة اكثر جمالا من الغاية
انتي ضرورة ملحه فى حياتي
بالرغم من شعوري بالنقص بدونك
الا ان حبي كامل
العيش بدونك شاق ع قلبي
كم اعاني فى غيابك
انتي ضرورة فى حياتي ..!
 انهى المطرب الاغنيه واتنهد كلا من "طارق" و"غدير" وطلع "طارق" فلوس من جيبه وحطها فى بوكس المطرب ,,, كان بينتظر "هدير" ووصلت وهو واقف :
_ اتاخرت عليك ..
_ ر عادي انا لسه واصل ..
_ طيب تماما يلا علشان نلحق الفيلم من اوله .؟
 يلا ..
 و"هدير" بتلف لمحت "غدير" شبهت ولكن اتاكدت انها هى ومعاه واحده عارفاها ,, بصت ل "طارق" رفضت تبلغه ومشيت دخلو السينما وقضوا اليوم عادى ورجعت ع البيت ,, تاني يوم قابلت "سوزى" واخدت عنوان "غدير" فى الفندق .. اتفاجئت "غدير" بوجودها ..
_ اهلا يا "هدير..؟
_ اهلا بيكي,,انا امبارح شوفتك فى وسط البلد لكن ملحقتش اكلمك اختفيتي وعرفت العنوان من "سوزى" ماهى صاحبه اصحابي ..!
_ المهم اخبارك ايه ؟
_ الحمد الله زالفل وانتى هنا زياره ولا سياحه ولا شغل ؟
_ لا شغل مع "رامي" لمده اسبوعين ونرجع فرنسا
_ وانتي و"رامي" عاملين ايه ؟
_ الحمد الله
_ "رامي" دا انسان مكسب لو خسرتيه هتندمي صدقيني ..
ابتسمت "غدير" :
_ واللى فى مصر عاملين ايه ؟
_ بخير ..
_ و"طارق" ودكتور "عثمان ..؟
_ بخير الحمد الله
 اتعمدت "هدير" تبين ان "طارق " بخير وحياته مستقره ومبسوط ...
_ مفيش اى اخبار ؟
_ "ماجد" و"اميره" ظبطو حياتهم ,, و"ياسر و منه " خلاص هيرجعوا لبعض الايام دى ..و"صبا" مشغوله فى شغلها وجهاد كويسه ..
_ و"طارق"..؟
_ طارق كويس جدا ..كفايه انا معاه ..؟
_ فعلا .. يعني هو بخير ..
 _ طبعا هيكون بخير طول ما خطيبته معاه..
اتفاجئت "غدير": خطيبته ,, خطيبته مين ؟
رفعت "هدير" ايديها وكانت لابسه خاتم يشيه خواتم الزواج كان "طارق" اشتراه ليها فى خروجه وعجبها واشتراه هديه  :
_ انا .. انا و"طارق" مخطوبين ...

يتبع ,,,


الثلاثاء، 14 أغسطس 2018

زهره التوليب (19)



 فلاش باك
 رجعت "غدير" من شرم وبعد رجوعها بيومين كانت قاعده فى بلكونه غرفتها والوقت كان متاخر الساعه 2 بعد منتصف الليل ,, لمحتها "نادين" ودخلت الغرفه واتجهت للبلكونه :
_ صاحيه لدلواقتي ..؟
_ مش جايلي نوم ..
_ ملامحك بتقول ان سبب قله النوم فى سبب ,, مالك ؟
_ مش عارفه ؟
_ مش عارفه ايه بالظبط ,, مش عارفه مالك ..؟
_ "نادين" .. هو خطوبتي من "رامي" صح ..؟
 _  لو بتتكلمي ع المستوي العام "رامي" انسان مفيش زيه كفايه وقوفه معانا ومعاكي السنين اللى مرت دى ,, لكن لو بتتكلمي ع المستوي الشخصي ف دا يرجعلك انتي ,, انتي اللى تقرري صح ولا لا .لانها حياتك ..!
اتنهدت "غدير ": حاسه بحاجه غريبه  ؟
_ ايه اللى حساه ؟
_ حاسه ان انا مش هقدر اكمل مع "رامي" وعاوزه افسخ الارتباط دا ..!
اتفاجئت "نادين" : متأكده ؟
سكتت لحظات : ايوة.. وكنت بفكر المره الجايه لما اشوفه ونخرج  هتكلم معاه تتوقعي هيكون رد فعله ايه ؟
_ لا معرفش .. عموما اللى يريحك ويسعدك اعمليه دى حياتك ,,!
فى الوقت دا كانت والدة "غدير" واقفه قريب منهم وسمعت الحوار  وان "غدير"هتلغي الخطوبه ,, تاني يوم  "طارق" اتصل ب "غدير" وعرفها انه هيجيلها متاخر ع المغرب لانه  هيكون مشغول مع دكتور "عثمان" محتاجه واكد عليها مواعيد الاكل والعلاج ,, قعدت فى غرفتها مع "نادين" ,, الباب خبط وكان والدتها وطلبت من "نادين" تخرج ,, خرجت "نادين وقعدت والده "غدير":
_ عامله ايه يا دودو ..؟
_ الحمد الله ..
_ اخدتي علاجك ..
_ ايوه "نادين" ادتهولي ..
- طيب تمام .. طمنيني عليكي كده كله تمام ,, لسه حاسه بتعب ولا الحمد الله ..
_ لا الحمد الله ..
_ كنتي راجعه مبسوطه من رحله شرم ..واضح ان السفريه فرقت معاكي ..
_ الحمد الله ,,انبسطت معاهم والجو كان جميل ..
_ الحمد الله ..
سكتت لحظات وملامح وجهه والدتها كانت مضطريه :
_ فى حاجه يا ماما ولا ايه ؟
_ كنت عاوزه اتكلم معاكي فى موضوع بس مش عارفه وقته ولا لا ,, لكن انتي الوحيده اللى فى ايديكي الحل وهتساعدينا كلنا ..!
قلقت "غدير": فى ايه يا ماما اتكلمي ..؟
_ انتي سنين لما كنتي مريضه مكنتيش حاسه بالحاله اللى وصلنالها بعد وفاه باباكي ,, انتي فاكره باباكي اتوفي ازاى ؟
_ قولتولي حادثه ..!
_ فعلا حادثه نتيجه ازمه ازمه قلبيه متلحقش حصلتله وهو سايق ع الطريق عارفه كان راجع منين ..؟
_ منين ؟
_ من الشركه ..وقتها عرف انه خسر كل فلوسنا فى البورصه والشركة هتفلس ,,
اتفاجئت "غدير": بابا ..
_ بعد ما اتوفي الظروف كانت سيئه جداا مش عارفه هتفتكري ولا لا اننا روحنا قعدنا عند خالك فتره ,,لان اتحجز ع بيتنا وكل املاكنا ,, لكن ,,
_ لكن ايه ..؟
_ تدخل "توفيق " والد "رامي" واشتري شركتنا والبيت ولما "رامي"اتقدم واتخطبتو ولما اتخطبتوا رجعنا بيتنا ك هدية خطوبتك  ,, لكن الشركه فضلت ب اسمه ,,و "بسام" شغال فيها بنسبه صغيره ,, ودلواقتي "بسام" و"رامي" داخلين هما الاتنين مشروع ب اسمهم هيفرق كتير مع "بسام" وهيستقر حياته وهيساعده يقف ع رجله ودا هيحصل بمسانده والد " توفيق " ,,
_ ماما انتي عاوزه تقولي ايه ..؟
_ عاوزة اقولك ان مستقبل اخوكي ومستقبلنا كلنا بين ايديكي ,, "توفيق" لو طايل يحط الدنيا كلها بين ايد "رامي" هيعمل كده دا ابنه الوحيد ,, ولو حصل واتأذي ولا حتي اتجرح جرح صغير  هيهد الدنيا ,, دا مره واحد خبط عربيه "رامي" وزعل  ,, "توفيق" سجن اللى خبطه  هو بيحب ابنه لدرجه كبيره ,, وغير كده "رامي" مشفناش منه اى حاجه وحشه بالعكس كان دايما معاكي وع طول بيزورك ولا اتأخر عليكي ,, ويرجعله الفضل الاول انك قاعده كده ل اصراره ع علاجك وانك تكملي ,,كان بيتمسك ب اى أمل .. لانه بيحبك والراجل اللى يستني واحده كانت تعتبر مش موجوده فى الدنيا دا كنز منفرطش فيه ,, ولا ايه ..؟
سكتت "غدير" وكلام والدتها لغبط كل حاجه عندها وبعد ما رتبت افكارها ,,افكارها اتلغبطو ,, حست بمسؤؤلية قرارها انه هيأذي ناس كتير وهما اهلها ودا مش هيخليها سعيده ,,
استغلت والدتها توه "غدير": "توفيق" كلمني وقالي انه نازل مصر قريب علشان يشوفك ونحدد ميعاد الفرح وانا قولتله انك هتخلصي علاجك كمان شهر وهو موافق يستني ودا اصرار من "رامي" انك تكملي علاجك كله ...
_ فرح ..؟
_ ايوه يا حبيببتي فرح ,, انتى مخطوبة انتي ناسيه الدبله اللى فى ايدك ولا ايه ؟
بصت "غدير" ع الدبله كأنها اتفاجئت بوجودها حاجه غريبه فى صباعها ,,مسكت والدتها ايديها وطبطبت عليها : انا شايفه وملاحظه انك ماشاء الله بقيتي احسن من الاول ,, وحقك تعرفي اللى احنا عايشينه والضغط اللى احنا فيه ,, واى تصرف مش فى وقته هيضيعنا كلنا وهيسبب أذى لناس ملهمش ذنب  ,, اسيبك انا ترتاحي ,,
 قامت والدتها وحست "غدير" انها بتلمح ع "طارق" ودكتور "عثمان" لان والد "رامي" يقدر يأذى اى حد فى اى مكان ,, دمعه نزلت من عين "غدير" ,, ودخلت "نادين" ولاحظت تغيير حال "غدير" وسكوتها ومعرفتش تقولها ايه وسكتت وقعدت بجوارها و"غدير" سرحانه ..!

مر اسبوع وكان "غدير" بتحاول متبينش التغيير اللى حساه وكانت بتنسي اى حاجه مع "طارق"  وبتتعامل معاه زى الطبيعي ودا سبب ان "طارق" ملاحظش اى تغيير ,,, فى يوم اشتري توليب واتجه لبيت "غدير" واتفاجئ بالفرح وان "غدير موافقه والاكتر انها قالتله يا "دكتور طارق ":
_ دكتور طارق ..؟
ردت والدتها : طبعا دكتور واشطر دكتور يا "توفيق" هو بعد ربنا اللى وصل "غدير" تكون زى الفل كده وواقفه معانا ..
رد "توفيق" : بجد يا دكتور مش عارفين نشكرك ازاى ,, كلام "رامي" عنك وعن دكتور "عثمان" شجعني جدا اني اتعرف عليكم وعرفت انكم مبتقبلوش هدايا ف انا  اتبرعت بمبلغ كبير ب اسمكم فى قسم النفسي فى مستشفي لندن  اعتبرها هديه شكر ع مجهودكم  وانك سيبت شغلك وحياتك وركزت مع "غدير " ,, بجد شكرا يا دكتور
 مد "توفيق" ايده  و"طارق" نظر ل "غدير" ومد ايده تصافح مع "توفيق:
استكمل "توفيق" حديثه: دلواقتي "دكتور عثمان " طمنا ع وضع "غدير" الصحي والنفسي  وانها ممكن تسافر لكن "رامي" مصمم انها تسافر لما تخلص علاجها ,, رغم ان احسن مستشفي فى فرنسا واشهر دكاتره هيكون ب أشاره منها عندها ,, لكن مقدرش اقول لا ل "رامي" ..
 ابتسم "رامي": شهر مش كتير يعني رغم انا مستني اللحظه دى من 6 سنين لكن "غدير" اهم عندي ,,
اتكلمت والده "غدير": يبقي بعد شهر ان شاء الله الفرح فى فرنسا وهنكتب هنا قبل ما نسافر ..
الكل كان بيتكلم الا "طارق" مركز ع عيون "غدير" وهى كانت بتتجنب النظر له ,, رن موبيله وانتبهه :
_ عن اذنكم ..
 خرج بسرعه  وهو خارج حس بنغزه وخنقه فتح اول زرارين من القميص ووقف ياخد نفس ,, ومن غير ما يحس اتجه لعربيه وشغلها ومشي وسمعت "غدير" صوت العربيه لما اتحركت  واستأذنت تروح غرفتها ودخلت وقفت فى البلكونه ودمعه نزلت من عينيها ..!

اتعرف خبر تحديد موعد زفاف "غدير" و"رامي" واتاثرت اكتر كانت "صبا" ,,  لدرجه انها مقدرتش تقعد مع اصحابها واستأذنت تقعد لوحدها ع الشاطي وشافها "ياسين" وقرب منها :
_ قاعده لوحدك ليه غير العاده ..؟
_ لا ابدا بس حسيت اني مش فى المود وهكون غلسه ومش عاوز حد يضايق مني ,,
_ ليه كده وبعدين مش دول اصحابك يستحملوكي فى كل حالاتك المفروض ,,.
_ هما بيستحملو بس مش مجبرين يعني يتكدرو علشاني ,, هما مبسوطين فخليهم مبسوطين مش لازم يعني العالم كله يتكدر علشان انا متكدره ,,
_ حتى فى عز ضيقتك بتفكري فى غيرك ,,؟
_ ملهمش ذنب ,,  لما اكون فرحانه بحب اكون معاهم لكن الحزن والزعل له طقوسه الخاصه واهمهم العزلة لان انا معرفش اللى قدامي دا جواه ايه ..مش يمكن عنده حاجه مضايقاه وبيهزر وبيضحك علشان ينسي  ليه بقي اكدره وازود عليه ,, البشر قدرات وحق كل واحد فينا يعذر التاني ويشيل عنه مش يكتم فيه لغايه ما يموت ...!
_ طيب انا مفيش حاجه مضايقاني ومخبيها ,,ممكن اعرف ايه اللى مضايقك وصدقيني هكون مسمتع كويس جداا ومش هضايق ..
_ بس متجيش تشتكي انا بعدت عن الناس وانت جيت بنفسك
 ابتسم "ياسين": لا متقلقيش ..
اتنهدت : "غدير" صاحبتي هتتجوز ..
_ ودا خبر يضايق ..؟
_ ايوه يضايق لانها اللى هتتجوزو مش بتحبه ..
_ هى بتحب حد تاني ..؟
نظرت ل "ياسين" ب استغراب :  انا مكنتش اتخيل انك كده فين السنس ,,دا اكتر ناس بيحسوا بالحاجات دى السينجلز ولا انت بتضحك عليا ومش سينجلز ,, اصل المرتبطين بيحصل عندهم عمي فى احساسهم ..
ضحكك"ياسين": انا اسف ,,
_ يعني ملاحظتش حاجه كده بينها وبين "طارق" ..؟
_ اها .. بس مش انتي قولتيلى انه بيعالجها و..
_ وهو فى دكتور بيعالج كده ياريت الدكاتره كلهم كده ..
_ وبعدين ..؟
_ اتحدد الفرح كمان شهر ,, وياسر وماجد بيقولولي ان "طارق" واضح انه انضم لنادي البؤساء ,,هو متكلمش ولا قال لكن احنا عارفين ,,اصل الحاجات دى بتبان يعني ,, بس بجد مش عارفه ليه عملت كده ..هو انا ليه اصحابي بيحصلهم كده دا سوء اختيار ولا اختبار ..؟
_معتقدش انه سوء اختيار ممكن يكون اختبار ل مشاعرهم الحقيقيه يعرفوها و انها تظهر للعلن ,,
اتنهدت "صبا": دا لو اختبار يبقي الله يعينهم ع نتايجه ...!

نزلت "صبا" اجازتها ومستحملتش تقعد مع "منه" لكأبتها ف نزلت اتجهت ل "فونا" قعدت شويا معاها لاحظت حزنها ع حال "ماجد" ف اتجهت ل المطعم ودخلت وشافت "ياسر" و"ماجد" و"ياسر" قاعدين مبيتكلموش وساكتين .. قربت منهم :
_ ايه دا .. محدش قالي ليه ؟
بصلها "ماجد": نقولك ايه ؟
_ انه مات علشان احضر العزا والدفنه دا واجب ..
_هو مين ؟
_ انتم اللى هتقولولي ,,
رد "ياسر": "صبا" مفيش حد رايقلك ..
قعدت : البؤساء الثلاثه ,, اهو انتم اللى يتغنلكم احنا ال3 اسمنا حماده اسمنا واحد لكن فى  بؤسنا مختلفيين ,,
ابتسم " ماجد": يخربيت فقرك ..
_  بؤس عند "منه" وعند "فونا" وعندكم ,, اروح فين يارب اسافر السعوديه ل "جهاد" ,,انا المفروض مكنتش انزل الاجازة دى وافضل مع البؤساء اللى هناك ,,
_وانتي ايه اللى نزلك اجازتك ؟
_ علشان عيد ميلاد البائس رقم 2 "ميجو" ,, مش بكره برضه ولا انت غيرته ؟
_ عيد ميلاد ايه بقي فكك ..
_ لا افكني ايه داانتم بتمرمطوني فى عيد ميلادي رغم انكم عارفين موقفي منه ,, هتبقي كام يا "ميجو" ؟
_ اكبر منك بسنه ؟
_ كبرت يا ميجو وعجزت مكنش يومك يا ميجو ...
_ يا ظريفه ..
_ احنا لازم نعمل حفله اعتزال ل "ميجو" بما انه كبر سنه وعقل او يمكن يكون عقل ,, ولا ايه يا دكتور ..؟
_ اللى انتم عاوزينه ..
_ ايه دا ,, لا مش كده خالص  فين الحماسه ..فين الصوت الاجش .. فين الويتر انا جعانه ..!
ضحكوا على كلام "صبا" وطريقتها : ايوه كده اضحكوا وفكوا ,, زرعتوها المرادي و طلعت جرجير المره الجايه هتطلع فل وياسمين مش اخر الكوكو دا يعني ,, ..
ابتسموا : يبقي هناكل كلنا وانا عازماكو ع حساب اصحاب المخل ,,

رجع "ماجد " ع البيت وقبل ما يفتح الباب اتصلت "صبا":
_ ايوه يا زنانه انا قدام باب الشقه اهو  معرفش انا كاب ايه اللى عاوزاه مني انهارده وضروري  هو انتي ناقصه كابات يا قرعه ,,
قفل معاها وفتح باب الشقه : كاب كحلي هى داخله مدرسه ..
 بيشغل النور شاف زينه فى الشقه وتورته ع السفره قرب منها  مكتوب عليها هابي بيرث داي ماجد ,, بص حواليه وشاف "اميره" وولاده خارجين من غرفه النوم ومكنش مصدق ,, جريو الولاد اتجاهه :
_ بابا .. كل سنه وحضرتك طيب
_ وانتم طيبين يا حبايبي ..
قربت "اميره " ب ابتسامه :  كل سنه وانت طيب
_ وانتي طيبه ..انتي ..
_ محبتش يمر عيد ميلادك لوحدك وانت كل سنه بنحتفل مع بعض حتي لو فى ايه انت كنت بتصمم تحتفل معانا فى البيت ,,
_ اميره ..
_ انا عارفه ان انا زودتها وانت كمان زودتها  ,, انت غلطت وانا كمان غلطت ولما قعدت مع نفسي اكتشفت ان انا بحبك لسه ومش هعرف اكون فى مكان وانت فى مكان ,, والولاد حقهم يعيشوا معانا احنا الاتنين ,, لكن يا "ماجد"..
قاطعها : صدقيني مفيش لكن ولا لو ولا حتي ,, خلاص انا اتعلمت الدرس كويس جداا ,, البيت نور بيكو .. بيتك نورك بوجودك ,,,
 رن جرس الباب وفتحت "جاسمين": ودخلت "صبا" :
_ ايه يا "ميجو" كل دا بتدور ع الكاب الكحلي ..
ضحكك"ماجد" يابنت الايه ,, طلع تخطيطك وانا مكنتش عارف ولا فاهم واقول كاب ايه  الكحلي ..؟
ردت "اميره": انت اصلا معندكش كاب كحلي ..!
 بص "ماجد" ل "صبا": لا واقنعتيني ان عندى كاب كحلي لا جباره جباره ..!
 ضحكت "صبا" : ماهو انت كنت بائس اعمل ايه ,, وانا مش متعوده عليك تاكل نص رغيف الحواوشي ومتتخنقش معايا ع التاتس ووارش عليك البيبسي تقعد ساكت ,, افتقدت ميجو المجنون يا جدع ,, رفيقي فى الاكل والاستهبال وقولت لازم ترجع وهترجع ,, و"اميره" كلمتني وما صدقت بصراحه ..
بص "ماجد" ل "اميره": انتي اللى كلمتيها ؟
_ ايوه .. هى اللى كلمتني انا بس عملت التاتش الاخير دا علشان تيجى الشقه لكن كل حاجه هنا هى اللى عاملااه .. هاف فن يا ميجو ..
ابتسم "ماجد" ومسك ايد "اميره" واتحرجت ,, مسكت "صبا" جاسمين و"يوسف" وغطت عيونهم ب ايديها :
_ لا استني عندك ,, انا هروح عند "فونا" بالولاد نقضي اليوم معاها وبكره ابقي مر عليهم ,, يلا احتفل يا ميجو بسن اليأس يلا ..
_ يأس فى عينك ..
ضحكت "صبا" : اقولك بقلب جامد هابي بيرث داي يا ابو المجاميج يا غالي اموووواه
_ وانت طيبه يا اجدع اخت ربنا بعتهالي ,, يلا طيري بقي علشان الحفله ومحتاجين نجهز يعني ..
ضحكت"صبا" : علم وينفذ .. باي ..
خرجت "صبا"  وقفل "ماجد" باب الشقه ورجع ل "اميره" :
_ يلا ..
_ يلا فين ..؟
_ يلا نبدء الحفله تحبي الاضاءه تركواز ولا بمبي مشجر

تاني يوم قررت "صبا" تزور "غدير" فى البيت وفرحت جدا "غدير" بزيارتها :
_ مفاجئه جميله يا "صبا"..!
_ بصراحه انا اول ما كلمت "طارق" وعرفت انه هيجى بليل فقولت فرصه نقعد مع بعضينا قاعده بنات مع بعض ونرغي وننم ع الرجاله ..
ابتسمت "غدير":ماشي ..
_ قوليلى انتى بخير ..؟
_ الحمد الله ..
_ لكن شكلك بيقول غير كده ليه ..؟
_ لا انا الحمد الله ..
_ وقلبك الحمد الله  كمان ..
_ يعني ايه ..؟
_يعني الحمد الله .. قوليلى يا عروسه جهزتي حاجتك مش ناقصك اى مساعده ,,انا بحب اساعد اوى رغم انا مبحبش الحاجات دى
_ لا مفيش حاجه تتعمل "نادين" وماما بيعملو كل حاجه ..
_ "رامي" عامل ايه ؟
_ كويس ..
سكتو لحظات :
_ عارفه يا "غدير" كل واحد فينا عاوز ايه فى الدنيا دى ؟
_ ايه ..؟
_ كل واحد محتاج انه يلاقي شخص بيتهم بتفاصيله الصغيرة اللى مش باينه ومستخبيه كده  اكتر من الكبيره الواضحه  ,, محتاج شخص يبص عليه وهو بيعمل اى حاجه اى حاجه لو تافهه بنظره حب ,, يسمع معاه الاغاني اللى بيحبها ويتفرج ع الافلام اللى بيحبها ويقرا الكتب اللى بيحبها  ويهتم بالمشاكل التافهه .. انه يلاقي شخص يتحمل عيوبه الفظيعه ويتقبل اخطاؤه الساذجه ,, كل واحد فى الدنيا محتاج ضمان ان فى حد هيفضل فاكرك للابد ,, شخص واحد بس .!
استكملت "غدير": الحاجات الكويسه مش سهل نلاقيها كده قدامنا لكن لو محظوظين القدر هيحدفه قدامنا وقتها بيبقي صعب خسارتها ,, والفرص بتتوجد علشان لو غلطنا فى قرار نقدر نغيره ,,احنا بشر والبشر متقلبين بيتحولو الصبح حاجه والليل حاجه ,,عمرك شوفتي انسان طول اليوم شخصيته واحده ,,!
سكتت "غدير" وخلصت "صبا" كلامها واتمنت تكون "غدير" فهمت الرساله ..!

كان "طارق" بيزور "غدير" كالعاده وكان بيحاول يعرف سبب  قرارها لكن كانت بتتهرب وكلامها انه قرارها الشخصي عن اقتناع ,,, فى يوم "غدير" كانت نايمه وقبل ما يمشي "طارق" طلبت "نادين" تتكلم مع "طارق":
_ دكتور "طارق" حضرتك فاضي  مش هاخد من وقتك اكتر من نص ساعه
_ اتفضلي ,,
_ ممكن نتكلم بره فى الحديقه ,,
_ تمام ..
_ انا عاوزه اقابل دكتور "عثمان" ,,ممكن ؟
_  كمان يومين هيجي ..
_ لا عاوزه اقابله بره البيت ضروري ممكن ..؟
لاحظ اصرارها ونبره اليأس فى صوتها :
_ تمام بكره رايح مع "غدير" المستشفي علشان تعمل فحوصات تعالي معانا
|_ ارجوك متقولش لحد اني طلبت منك كده ..
_ حاضر
 استغرب "طارق" اصرارها وتوترها ,, تاني يوم طلب "طارق" من "نادين" انها تروح معاهم المستشفي ,, واتجهوا للمستشفي وكان دكتور "عثمان" فى انتظارها و"طارق" و"غدير" بتعمل الفحوصات :
قعدت "نادين" ولاحظ دكتور "عثمان" ملامحها المضطربه ونبرة صوتها المليئه باليأس وعيونها المتوتره ونظره فقدان الامل ,,
_ سمعك .. اتكلمي ..؟
_ انا محتاجه مساعدتك ,,
_  تمام ..احكيلي ..
_ اعتقد مفيش افظع انك تعيش مع انسان يشك فى أخلاصك ,, فى الاول مكنتش فاهمه معني نظراته ليا وتصرفاته الغريبه ,,
_ بسام ..؟
_ ايوه ,, نظراته ليا كانت بتخوفني رغم عدم فهمي المقصود ايه ,, نظراته كانت بارده وجامدة مجرده من الحب ,, نظراته كانت بتدور ع حاجه وبيتفحصني من اولي ل اخري بتركيز كل مره يشوفني ,, حسسني ان فى حاجه مستخبيه وبيدور عليها .. كان دايما بيتعمد يبص فى عيني لو بعدت عيني يغضب كان محسسني انه هيعرف حاجه من خلالها ,, نظراته ليا دايما كانت مرقباني ..مراقبه كل تصرفاتي وتحركاتي ,, اعتقد انك لاحظت الكاميرات فى الفيلا حتى اللى عند الباب ,,
_ ايوه.. قولت عادى دا للامان ..
_ دا "بسام" اللى عمالها علشان مهما كان فين يقدر يشوفني بعمل ايه ,, علشان كده ممنوع اخرج ,,ممنوع اتحرك بره البيت ,, فىلا فرنسا البيت كده كمان ونفس القيود ممنوع اتحرك بره البيت غير معاه ,,
_ وبعدين ..
_ بعد فتره القيه بيعاملني بحب واهتمام ونظره مليانه حب وهديه كطريقه اعتذار ع اللى فات .. لكن بعد مده سلوكه بقي غريب لما بيسافر بيرجع فجاءه من غير ما يعرفني بتفاجئ به قدامي ,, يخرج مشوار ويرجع فجاءه مره يقولى تعبان ومره يقولى وحشته ومره يقولي حب يشرب شاى معايا او يتغدا ,,لو خرجت وقابلت اصحابي فجاءه القيه قدامي متحجج انه كان قريب من المكان ,,وقت كنت بصدق اعذاره ,,  لما نكون قاعدين مع بعض موبيلي يرن يمسكه يشوف مين واوقات يرد ولما يتاكد ان حد من اصحابي ولا قرايبي كان بيديني اكلمهم وبيشرط عليا مقمش من مكاني ,,اتكلم وهو قاعد  ويراقب كلامي ,, بعد كده اتطور بتعليقات ع ملابسي ضايقتني لما بكون خارجه وبيبقي عارف خارجه فين ,,ولما يبان اوى انى اضايقت كان بيعتذر وبيقولي كنت بهزر ,,ولما ارجع من خروجه كان نظراته بتتفحصني ويقرب يشم هدومي ,,
فى يوم فى فرنسا  جارتي كانت قاعده معايا و تعبت فجاءه  وهو موبيله كان مقفول نزلت روحت معاها المستشفي ورجعت متاخره ,, لاقيته واقف عند الباب خضني ,,كانت الصدمه فى اللى قاله :
_ كنتي مع مين ..؟
_ مكنتش قادره ارد خوفت من نظرته وبرتعش ,, مسك دراعي ولواه وقالى : شعرك هايش ليه ومكياجك ممسوح كده ليه وهدومك مش متظبطه كده ليه ,, اعترفي كنتى مع مين ؟ مين دا .. مين ردى ؟|
بعدت نفسي عنه ب اعجوبه وجريت ع اوضتي وقفلت الباب ,, صدمتي كانت اكتر من خوفي ,, مكنتش قادره انطق بولا حرف ,, فجاءه لاقيته بيخبط الباب عاوز يفتحه ,,فتحته ووقفت بهدوء اكلمه وافهمه ,,فجاءه لقيت قلم ع وشي وقعت ع الارض ,, مكنتش قادره اتحرك من صدمتي ,, وفجاءه اتغير حالته وساعه بيعتذرلي وانا فضلت ساكته,, مش قصدي اسكت لكن مكنتش قادره اتكلم ,, لكن دموعي مقدرتش امنعها ,,,,
_ وبعدين ..؟
_بعد مده اتحسن الاحوال ونزلنا مصر علشان "غدير"  وبقي تصرفاته طبيعيه رغم مراقبته المستمره  وانا بدأت انسي لغايه ما فى يوم اتعطلت الكاميرات فى البيت وهو كان فى فرنسا ومظهرش عنده انا بعمل ايه ,,جه فجاءه وكنت فى اوضه نومي واقفه بحط هدومي فى الدولاب ,,فجاءه زقني ومسك قمصان النوم يشم فيها ويدور ع حاجه فيها ومسك قميص وقالى ريحته غريبه ايه الريحه دى ,, حاولت اقنعه انه مفيش ريحه لكن هو مقتنعش وبضهر ايده ضربني وقعت اتخبطت فى حرف السرير, وقتها  خلاص قررت اطلق واكلم بابا يجي ياخدني من هنا وننهي الموضوع ,, تاني يوم اعتذرلي واتحايل عليا واقسملي بكل حاجه ان مش هيعمل كده تاني ,, سامحته ,,
_سامحتيه..؟
_ لاني بحبه ,, "بسام" حب طفولتي وعمري كله ,, والحب فيه مسامحه ومغفره للى بتحبه مهما عمل ,, انا تخيلت ان انا ممكن السبب فى تصرفاته دى ,, قطعت علاقاتي بكل الناس ومبخرجش من البيت  ,, بطلت استعمل ميكب ,, وحياتنا هديت ,, اعتقدت ان انا نجحت فى علاجه من التحول دا وحافظت ع حياتنا ..لغايه من فتره وقت سفر "غدير" شرم فاجأني بصدمه عمري ,, عرف ان انا تعبانه وبقوله شاكه انه حمل ,, طلب مني تاني يوم  انزل معاه بسأله فين قالي :
_  للمكان اللى هيثبتلي خيانتك ..
_وبعدين ؟
_ رجعت تاني مش فاهمه حاجه ومش قادره اتكلم ولا حرف وهو كمل كلامه
_ هنروح معمل سيثبت كل حاجه
_ معمل ايه ؟
_من مده انتي خرجتي وقولتي رايحه مول تشتري هديه ومروحتيش واتاخرتي ,, الخيانه حصلت ودى فرصتي علشان اخد عينه منك ومن اللى فى بطنك علشان يثبت خيانتك
_من غير ما احس خرجت للشارع وضربني وعمتو "عزه" والخدم خلصوني منه بالعافيه ,,
انا حاسه ان الحاله مستحيله ,,حاسه انى فى خطر ,, انا كل حمل يحصل يشك فيا وويحصل اجهاض ,, الغريب انه من يومين رجع يتأسفلي وبيطلب منى اسامحه ,, انت طبعا بتسأل نفسك تساعدني ازاى ,, عاوزاك تساعدني اشفي الجروج اللى سببهالي ..عاوزه منك تساعده لو اللى فيه دا مش طبيعي ,, اانا بحبه لكن لو استمر كده معتقدش هقدر اكمل معاه ,,,
_ مبدائيا كده  اللى سمعته انك الزيجه التانيه ل "بسام" ؟
_ ايوه ..
_ سبب انفصاله عن زوجته الاولي تعرفي السبب ..؟
- خانته مع صديقه ومستحملتش طباعه ..
_ امممم انا من الاول وسلوك وتعامل "بسام" مكنش طبيعي قولت يمكن تركيبه الشخصيه كده لكن اللى بتحكيه دا بيثبت انه مريض ..؟
_ مريض ..؟
_ ايوه ,, مريض بالغيرة المرضيه والشعور بالغيره حاله داخليه مرتبطه بعواطف الانسان والعالم كله بيحصله كبار واطفال ورجال ونساء وايضا الحيوانات ,, مش هعرف اعرفك بالغيره لكن هوصفهالك ,,الغيره هى اقرب ما تكون الى الخوف ,, الخوف المرتبط بالرغبه فى الحفاظ ع شئ يمتلكه الانسان ,, الخوف من الفقدان ,, زى الاحساس بالحزن لما الانسان بيفقد شئ عزيز عليه ..
الانسان هنا بيشعر انه مهدد بانه هيفقد الشئ اللى يمتلكه ,, وان هناك انسان تاني عاوز يستحوذ ع اللى معاه ,, فالتهديد جي من انسان تاني ,,هو معتقد ان الانسان دا متميز عنه الا مكنش نجح انه يغري زوجته ,, والتهديد بيحسه من زوجته ,, هى اختارت تسيبه ,,اختارت تسيبه واختارت شخص تاني ,,فهو بيحبها لكن بيكرهها لانها اكدت احساسه بالعجز او ع الاقل ب انه ااقل من الشخص التاني ,,فبيتولد خليط من الحب والكراهيه والكراهيه بتولد غضب ,,علشان كده الغيرة ماهى الا خليط من العواطف ,,,
فى اشخاص مبيحسوش بالغيره دا مش طبيعي دا معناه انه انسان متبلد عاطفيا ,,بتكون علاقته بالناس والاشياء ميتة ,, هو مبيسعاش علشان حاجه ولو امتلك حاجه مبيحافظش عليه وبالتالي مبيحسش بالخوف من احتمال خسارته الحاجه دى ,,ولو خسرها مبيزعلش ,, الانسان المتبلد المشاعر معندوش طموح ولا بيسعى من اجل التفوق والنجاح , ,,
اغلب حالات الغيره المرضيه بتكون بين المتزوجين بالاخص لانهم بيكونو خلاص عايشين فى بيت واحد والمجاملات اختفت وبيظهر الحقائق ,,
الحب هو انتصار الانسان ع الخوف اى هو الطمانينة والزواج تاكيد لمعنى دا,,فكل طرف بيحس انه امتلك الطرف التاني ملكيه مطلقه محدش يشاركهم ,, ولانها اختارته فهو الاكفأوالاحسن ولانه اختارها فهى الاجمل والافضل فكل طرف بيحس ب احقيته فى امتلاك الاخر وضروري يحافظ عليه ..
الحب تملك ,, والزواج بيوثق حق الملكيه ,,يعنى بيكون وسيله لتاكيد وبيكون فى نفس الوقت عقد تحذر ل اى حد بعد الاقتراب ,,علشان كده زوجات كتير بتغضب لما زوجها بيشيل الدبله ,,اول حاجه بتفكر فيها انه كده بيعتبر دعوه لواحده تانيه تقربله لانه مش باين انه متزوج ,, لان الدبله رمز لامتلاكها له ..انا صاحب الحق الوحيد فى امتلاك الرجل دا ,,
فى" غيره طبيعيه" عند كل انسان وموجوده عند الطفل ف الاطفال دايما بيحبو ياخدو اللى مع اطفال تانيه وبيبقى صعب انه يتنازل عن اللى معاه ودايما خناقات الاطفال ان كل واحد بيتباهي باللى معاه انه الاحسن والافضل ,, والطفل بيغير من والده اذا اقترب من والدته ,,لانه بيعتبر والدته ملكيه خاصه له ,,
بعض الاشخاص بتكون "الغيره متطرفه" وزائده عندهم ,, ودا بيحصل فى بعض الشخصيات اللى من سماتها الحساسية الزائده والشك ومشاعر اضطهاديه اللى بتظهر فى مواجهه اى ضغط ,, والحساسيه الزائده ممكن يكون مصدرها بؤره مدفونه اساسها الاحساس بالعجز او بالحقاره ,, فكلما زاد احساس الانسان بالعجز الغيره عنده تاخد بعد متطرف الى حد الاساءه لمشاعر الطرف التاني ,, البعد بين الطرفين بيقوي احاسيس  العجز سواء اجتماعي او تعليمي وخصوصا لو الرجل فى وضع ااقل من زوجته ,,
الغيره"المتطرفه"  مش مرض فهى غيره ليها اسباب مفهومه واعراضها تتضيق الخناق ع الزوجه متخرجش او متتكلمش مع حد ولو ابتسمت يضايق ,, رغم انها غيره غير مرضيه الا انها بتسبب مشاكل فى الحياه الزوجيه ومعاناه للطرفين وممكن تنتهي الحياه الزوجيه بالفشل او ع الاقل فقدان الحب بينهم ودا افظع فشل ممكن يحصل فى العلاقه ,,
 اما "بسام" بيعاني من الغير المرضيه لان اساس الغيره المرضيه هو الاتهام بالخيانه الكامله او حصلت او هتحصل ,, الشئ المؤكد عند المريض ان فى طرف تالت وهو شايف المثلث دا زوج وزوجه وعشيق ,,الاعتقاد الراسخ دا بيدخل فى نطاق اضطرابات التفكير المرضيه زى هذيان او الضلالات ومعناها ان فى فكره غلط مسيطره ع ذهن المريض وهو مقتنع انها صح ,, ومش هتقدري تقنعيه بالعكس ,, محاولته انه عاوز دليل يثيت به الخيانه دا علشان يثبت لنفسه وليكي انه صح وانتي غلط وان يقينه صح ومهما حاولتي مفيش تأثير ,,بالعكس هيأكد اكتر احساسه انه صح وهيعتبرك انك بتحاولي تغطى عن خيانتك ,,ممكن الادله اللى بيتكلم عنها غير منطقيه وضعيفه لكن بالنسباله بتكون ادله قاطعه ,, زى مثلا شعره ع المخده اوع ملابسك او يلاحظ نظره عينيها بتتغير لما تقابل انسان معين او يشم ريحه غريبه او انها غيرت برفان لنوع تاني او لهفتها ل انتظار مكالمه ..او اتصال غلط  ولو مدحت قدامه شخص تاني او خروجاتها زادت عن معدلاتها ,, كل الادله دى تؤكدله انها خاينه ,,
هيحاول ياخد اعتراف منها وممكن يستعمل القوه معاها ,,رغبته ل الحصول ع دليل يؤكد اعتقاده بيكون اهم من اى حاجه تانيه ,,
"بسام" بيعاني من حاله مرضية عقليه ..
_ وله علاج ..؟
_ اكيد المرض له علاج والعلاج عن طريق حقن وبعض الاستشارات النفسيه ,,
_ طيب العلاج دا هيغير من شخصيته ..؟
_ فى فرق بين المرض والشخصيه ,, "الغيره المرضيه " هى اضطراب فى محتوى التفكير حيث تسيطر عليه فكره الخيانه زى بالظبط مريض الفصام اللى بيعتقد انه مضطهد او مراقب والحالات دى تتعالج بالادويه لان سببها كيمياء المخ ,,اما الشخصية اللى بتكون سمتها الغيره وبتكون غير طبيعيه العلاج بالادويه ممبيعملش نتيجه لان الانسان دا مش مريض لكن شخصيته سماتها غير طبيعيه ودى من مشاكل الطب النفسي ؤ,, ف اضطراب الشخصيه غير مصنف من الامراض وبالتالي ملوش علاج وبالرغم ان الغيره فى الشخصيه غير السويه قريبه جدا للغيره المرضيه زى الشك فى السلوك ومحاوله حصول ع دليل واللجوء الى العنف ,,لكن "بسام" حالته اسهل لانها مرض لانه بيتراجع من وقت لتاني ودا معناه خلل فى كيميا المخ عنده ,,,
_ اسبابها ايه يا دكتور ..؟
_ الضغوط النفسيه ,,احساسه الدائم بالخساره وانه هيخسر اللى معاه ,, اهتزاز ثقته بنفسه والانانيه الشديده ,, تأثير المقربيين له ,,الانسان بيتولد ومعاه احساس الخوف والضعف ودا بيكون شقائه فى الحياه لانه طول حياته معرض لمواجهه الضعف والخوف فالمقابل انه يدور ع بدائل توحيله بالقوه زى المال والسلطه ,, واذا تغير الظروف تغير الانسان .. ,, والعلاقه بالجنس الاخر احد محاور الاساسيه اللى بتشكل تهديد للانسان وبتغذى خوفه ,, ففشل العلاقه او حدوث خيانه بيزعزع احساس الانسان بقيمته وحقه فى الحياه والبقاء ,, بتكون طعنه لكيانه ,,كل دا بيفسر اهميه وكمان خطوره الغيره فى علاقه الرجل والمراه وامكانيه تحويل الغيره الطبيعيه الى غيره مرضيه او غيره متطرفه غير سويه لو معرفناش الاسباب وحاولنا نساعد الانسان دا علشان لا يأذى نفسه ولا غيره وبالاخص اللى بيحبهم ,,,!
_ يعني العلاج ضروري .؟
_ طبعا .. وصل لحد العنف وممكن اكبر من كده فى حالات قتل ,,
_ انا مقدرش اقوله كده ..مقدرش اقوله ان جيت اصلا ..!
_ انا هتكلم معاه ..
_ لا اتكلم مع عمتو "عزه".. هو بيسمع كلام والدته دايما ..!
_ تمام ... ومساعدتك ومساندته له ان شاء الله هيمر من ازمته ..
_ انا معاه ومش هسيبه ...

فى الوقت الدكتور "عثمان" بيتكلم مع "نادين" ,, كان "طارق" قاعد فى كافتيريا مع "غدير" وكانوا ساكتين وكانت "غدير" بتتجنب النظر فى عيون "طارق":
_ يومين بالكتير ونتائج الفحوصات هتظهر بس انا مطمن خير ..؟
_ ان شاء الله ..
_ اتفقتوا ع كل حاجه خلاص حددتو المكان فين ..؟
_ مكان ايه ؟
_ الفرح .. فى عروسه تنسي فرحها ..
_ لا طبعا ..
_ بس ليه حاسس ان العروسة مش سعيده ..
_ ليه بتقول كده ؟
_ يعني اعرف ان العرايس بيكون فرحانين ومبتسمين كل ما قرب الوقت .. ولا انتي اضطريتي انك تاخدي القرار دا ؟
 بتوتر : لا طبعا .. انا مقتنعه بقراري ..
_ سؤال وتجاوبيني بصراحه ؟
_ اتفضل ..؟
_ بتحبيه .. بتحبي "رامي " ..؟
 سكتت "غدير" للحظات : "رامي" انسان كويس و ..
نبره حاده : انا بسألك بتحبيه ,, هو دا اللى عاوزه تكملي عمرك معاه ..؟
استجمعت "غدير" اعصابها : ايوه ..
_ ايوه ايه .. ؟
_ ايوه ..
_ ليه مش عاوزه تقولي الجمله ع بعض ,, فى حاجه اللى خلتك تاخدي القرار دا صح ؟
بعدت عيونها ومسك مج النسكافيه : لا مفيش انا قولتلك دا قراري ..
_ بتحبيه ؟
نظرت نظره حاده : ايوه بحبه ,,
اتفاجئ "طارق" من طريقتها وكلامها واتاكد ان فى حاجه هى مخبياها .. خرجت "نادين" ورجعوا ع البيت ورجع "طارق" ع الفندق وقعد فى البلكونه ماسك سلسله التوليب وسرحان ,, قرب منه دكتور "عثمان" :
_ مش جيلك نوم ولا ايه ؟
اتنهد : شويا وهنام ...
_ ايه اللى شاغل تفكيرك ..
_ مش فاهم .. موافقه "غدير" ع الجواز بسرعه كده فى سبب لكن هى مبتتكلمش ..حاسس انى مبقتش افهمها رغم انا كنت فاهم انى عارف كل حاجه عنها ...
مسك "دكتور عثمان" السلسله وبص ع زهرة التوليب :
_ قولي يا "طارق" تعرف ايه عن التوليب ؟
_ انها زهور ملكيه ,, زمان ولوقتنا هذا الامراء والملوك بيتهادو بيها لانه هديه قيمه وغاليه
_ وياتري ليها لون واحد ولا ؟
_ لا الوانها كتيره ,,
_ اهو  روح الانسان زى زهرة التوليب كده ,, قيمة وغالية وغامضه لان شكلها مبهر من بره لكن متعرفش ايه اللى جواها مش ظاهر لان اوراقها  قريبه لبعضها علشان كده شكلها مميز زهرة التوليب ...
_ حضرتك عاوز تقولي ايه ..؟
_ عاوز اقولك ان روح الانسان غاليه وذو قيمه وغامضه ممكن تشوف اى شخص من بره انه بخير وتمام وكل اموره بخير وبيضحك وبيتكلم لان دا الظاهر زى اوراق التوليب الخارجيه المبهجه للعيون  ,,لكن المميز فى التوليب عطرها حقيقتها  ودا بيكون متركز داخل التوليب مستخبيه تحت الاوراق المقاربه اللى ضماها ومحافظه عليها  وحقيقيه الانسان دا جواه مستخبيه تحت طبقات وعلشان توصل ل داخل التوليب لازم تقرب منها وتتعامل مع اوراقها المتماسكه المتقاربه لبعض بحذر شديد علشان توصل لحقيقتها ,, والتوليب متنوعه والوانها كتيره ف روح الانسان تختلف من شخص لتاني وعلشان نعرف حقيقه الروح دى محتاجه تعامل خاص ودقيق لاننا منعرفش ايه هيكون مستخبي جوه.. ومهما الانسان بيحاول ينكر الحقيقه هتظهر فى يوم لان الطبقات كلها اتشالت,, كتير شايفنها ضعف لكن حقيقه الانسان قوة هو مش حاسس بيها ,, سلاح بيواجه به اى حاجه ,, اراده حره وقرار بيميزه عن غيره ..!
اتنهد "طارق" واستكمل دكتور "عثمان"وهو بيرجعله السلسله :
اللى بيكون داخل التوليب بيكون مختلف عن اللى فاكرينه عنها عاوز تعرف حقيقتها اتعمق اكتر بين اوراقها ,,و يلا ننام بقي الفجر هيأذن وانا عندي مستشفي الصبح ..!

مر يومين و"طارق" بيحاول يعرف السبب و"غدير" كانت بتتهرب .. ولاحظت "نادين" واتكلمت مع "طارق" ولمحتله ان موافقه "غدير" كانت بضغط من والدتها لكن معرفش ليه وان "غدير" اخر كلامها انها كانت عاوزه تلغي الارتباط  .. فقرر انه يتكلم مع والدتها لكن صادف انه اليوم اللى هيزور دكتور "عثمان" والده "غدير" علشان يتكلم فى موضوع "بسام" ,, وصل دكتور "عثمان" وحاول "طارق" يتمالك اعصابه وابتدا يتكلم دكتور "عثمان" عن "بسام" وحالته ولاحظوا حاله من الانكار ان ابنها يكون مريض :
_ لالالا يا دكتور اكيد المعلومه وصلتلك غلط ,, انا ابني سليم ومفيش اى مشاكل ,, عصبي  طبيعي يكون اى انسان عصبي ضغوط الشغل والمسؤؤلية كبيره عليه ,,
_ انا بقول لحضرتك ابنك محتاج علاج لفتره علشان يتحسن مقولتش عليه مجنون ..
_ لالالا "بسام" داخل ع مشروع مهم واى خبر لو اتعرف هيأثر عليه وع حياتنا ,, لا هو كويس ..
 رد "طارق": و"غدير" كويسه ..؟
_ ايوه ,, دكتور "عثمان" قال انها كويسه ..
_ انتي شايفه انها كويسه ...
_ عاوز تقول ايه يا دكتور ..؟
_عارفه ايه اكتر وطه ممكن الانسان يوقع فيها ؟
اسوء ورطه بيقع فيها الانسان لما بيستحوذ عليه اى مشاعر جدا جدا .. الكره او الغضب او  الفرح لما بيستحوذ علينا بيهزنا جدا علشان خايفين جداا بعده علشان كده بنفرح بحزن ونفرح بخوف ,,او الحب والانسان لما بيحب جداا جداا بيعذب اللى بيحبهم معاه وهو مش حاسس لانه بيضغط عليهم ,, بيحولهم ل العاب بحبال لو انقطع حبل بيترعب وبيرعبهم معاه جدا جداا ,, وهو مش عارف ان اللى بيعمله دا انه بيدمرهم جدا جدا جدا .. هو فى اعتقاده ان حبه  جدا جدا بيحميهم ويحافظ عليهم من الحياه فبيتولي عنهم القرارات والاختيارات وحتى مصيرهم هو اللى بيتحكم فيه ,, ع العلم ان دى حياتهم هما مش حياته لكن استحوذت عليه حب التملك ..حب الماده .. وحب الاستغلال واستنزاف روحهم معتقد ان دا فى الصالح ,,
نسأل اللى بيحبهم ايه دوافعكم فى الحياه .. يسكتوا مستنين من اللى يحبهم هو اللى يتكلم عن دوافعه ,, هما جاهلين ان لما عندهم دوافع يعني عندهم روح وامل وطموح وحب وشغف ورغبه ,,
عارف انتي علتي ايه مع ولادك من تحكمك وحبك  اللى جدا جداا .. انتي سرقتي منهم حياتهم وخلتيهم يعيشوا حياه انتي رسماها ليهم ,, اخدتي منهم ارادتهم وقرارهم ووصلتيهم انهم جسد بلا روح بيتحرك بريموت بس ,, "بسام" ايه اللى وصله لحالته دى ضغطك عليه وانك عاوزه حياه افضل وفلوس ودا هيحصل بقربه من "توفيق" بيه و"رامي" وطبعا علشان تتطمني اكتر ان مش هيسيبوه ضغطتي ع "غدير" توافق ع الارتباط ب "رامي" ,, انتي كده شايفه انك ضمنتي حياه سعيده جدا جدا ,, والعكس اللى حصل ولادك مش عارفين يعيشوا حياتهم ولا يختارو لانك دايما حاجز قدامهم بدل ما تساعديهم عاميتيهم ,,
 لاحظ "دكتور " عثمان" حده "طارق" وحاول يهديه لكن فشل :
_ فكرتي كام مره ولادك فرحوا بحاجه ,,سألتي نفسك ولادك محتاجين ايه غير الاكل والشرب والهدوم الغاليه وحياه الترف ,, انتي شوفتي مدام كل دا توفر يبقي كده كل حاجه عاوزينها فى حياتهم اتحققت وحصلت ,,ولانك عودتيهم انهم يقبلوا وهما ساكتين اعتقدتي انك صح لان مفيش حد وقف قدامك وقالت مش عاوز كده ,,, الامومه انك تحسي بمشاعر ولادك ايه بوجعهم رغم انهم مبيتكلموش ,,تقربي ليهم وتتفهمي مشاكلهم ومش لازم كل اختياراتهم تكون متطابقه مع اختياراتك ,, دى حياتهم  ودى حريتهم هما ,,
فى الوقت دا سمعت "غدير" صوت "طارق" العالى ونزلت بسرعه وشافت "طارق" بيتكلم بغضب موجهه كلامه ل والدتها وهى واقفه ساكته مصدومه ,, قربت منها ووقفت قدامها :
_ ماما ..فى ايه ؟
والدتها متكلمتش وبصت ل "طارق":
_ فى ايه يا "طارق" ,,انت بتتكلم كده ازاى مع ماما ؟
_ "غدير" انتي  والدتك ضغطت عليكي انك تتجوزى "رامي " صح .. متنكريش لان انا عرفت  ؟
 سكتت "غدير" وبملامح حاده : لا ,,مفيش حد ضغط عليا وهتجوز ب ارادتي لانى بحب "رامي" وهو بيحبني ,, مش انت قولتلي اى اتنين بيرتبطوا ببعض يكونوا بيحبوا بعض .. ف انا و"رامي" بنحب بعض ,, ومش هسمح ل اى حد مهما كان مين يدخل فى حياتي ولا يتكلم مع ماما بالطريقه دى ..!
اتفاجي "طارق" من طريقه وكلام "غدير" ونبره الحاده اللى اتكلمت بيها مقدرش يتكلم وخرج وخرج معاه دكتور "عثمان" بعد ما اعتذر ع تصرف "طارق" ...!

 كان "طارق" فى حاله من الغضب واتجه لمطعم ومتكلمش و"ياسر" فضل ساكت ,, كانت "صبا" فى شرم وعرفت اللى حصل  واضايقت وقعدت تتكلم مع "ياسين":
_ اللى مضايقني انا لما اتكلمت معاها حسيت انها فهمت
_ "صبا" فى حكمه يابانية بتقولك ان الانسان بيملك 3 وجوه ,, الوجه الاول اللى بيقابل به العالم والوجه التاني اللى بيقابل به اهله واصحابه والوجه التالت مبيظهرش ل اى شخص وهو دا الانعكاس الحقيقي لشخصية الانسان هو ايه ,,
_ يعني كانت بتمثل .؟
_ انتي متعرفيش جواها ايه هى بس اللى تعرفه ومدام م اعلنتش عنه ل اى حد يبقي هى مش عاوزه ,, متتفاجئيش من تصرفات بعض البشر لان كتير اللى جواهم مختلف جداااا عن الظاهر او اللى شوفتيه ,, توقعي اى حاجه فى اى وقت ..
_ بس هى غلط ..او يعني ..
_ انتي عملتي اللى عليكي وقولتليها خلاص دورك انتهي ,,هى اللى تقرر الباقي ..!
 بصت للبحر واتنهدت "صبا": ربنا يستر ..

 مر يومين وكان "طارق" مبيروحش ل "غدير" ولاحظ دكتور "عثمان" ودايما شايفه ماسك السلسله وسرحان ,,:
_ مش هان الوقت السلسله ترجع لصاحبتها ؟
_ ها ..
_ السلسله .. هترجع امتي لصاحبتها .؟
_  ايوه هترجع ..
_ عارف يا "طارق" انا ووالدتك نعرف بعض واحنا فى الجامعه لكن انا كنت جبان مقدرتش اعترفلها بمشاعري والنتيجة انها اتجوزت والدك وكان انسان محترم وحبها وعاشت سعيده معاه هى نفسها قالتلي كده ودى حاجه فرحتني ,, بعدت لانى مقدرتش اشوفها لكن دايما كنت بتمنالها السعاده وبرغم بعدها عن عيني لكن دايما طول ماهى كانت غايبه عني كانت امنيتي الوحيده انها تكون سعيده فى حياتها ,, لان اللى بيحب حد بيحب الخير والسعاده تكون من نصيبه مهما كانوا بعاد ,, لان دا الحب الحقيقي اللى لا فيه كره ولا غضب ولا حقد ولا لوم ,, لان انا مقولتش وضيعت فرصتي والقدر اختار ليها حياه تانيه مع انسان يستحقها ,, لما بنحب مبنستحملش اى اذي يحصل للى بنحبه حتى لو كلمه ,, علشان كده احنا منعرفش المستقبل لكن بنأمل انه يكون جميل لينا وللى بنحبهم لان سعادتهم مهما كانت فين ومع مين هتكون من سعادتنا ,,,!
سكت "طارق": "غدير" مسافره كمان اسبوع وقبل ما تسافر هتكون السلسله معاها ..
_ تمام ...

تاني يوم اتجهه "طارق" لبيت "غدير" وكانت ملامحه مبتسمه وكانت والده "غدير" بره وقابلته "نادين" ونزلت "غدير"  وقابلها ب ابتسامه :
_ عامله ايه يا "غدير" اتمني تكوني كنتي منتظمه ع العلاج ؟
_ الحمدالله ..انت عامل ايه ؟
_ انا زالفل الحمد الله .. كان دور انفلونزا ومر ع خير ومرضتش انقلك العدوي فقولت ابعد يومين بس كنت متابع مع "نادين" ودايما بتطمني عليكى ..
_ وانت كويس ..؟
ابتسم: زى الفل اهو ..
سكتوا لحظات : "غدير" انا اسف ع اخر مره واللى عملته ,, انا حقيقي مكنتش حاسس بنفسي واتهورت ,, اتمني تسامحيني ووالدتك كمان ..؟
 سكتت لحظات "غدير": موافقه اسامحك لكن بشرط ..
_ ايه ..؟
_ عاوزه اخرج معاك اقضي يوم كامل بره البيت .. مش عارفه عاوزه ايه لكن عاوزه اخرج ,, دا لو عاوزني اقبل اعتذارك ,,
_ وانا موافق ..  بكره طول اليوم بره ,, اكتبي فى ورقه فيها  اللى انتي عاوزاه وهنعمله
_ تمام ..

بليل قعدت "غدير" ع المكتب ومسكت ورقه وقلم وابتدت تكتب حاجات كتير عاوزه تعملها مع "طارق" وبعد ما خلصت لحظت انها كتب فى كذا ورقه ودا محتاج شهور مش يوم .. فرجعت واختزلتهم فى 5 حاجات ,,, الساعه 8 الصبح كانت جاهزه و"طارق" مر عليها واتحركوا كانت "غدير" و""طارق" عاهدوا نفسهم ان اليوم دا هينسوا اى حاجه وهينبسطو فيه بوجودهم مع بعض  :
_ ها اول حاجه ايه ؟
_ اول حاجه الناس بيعملو ايه اول ما يصحوا ..؟
_ الفطار ؟
_ عربيه فول وطعميه
_ ايه ؟
_ عاوزه اكل ع عربيه فول وطعميه ..
_ وبصل كتير ..
_ والمخلل ..
 اتحرك "طارق" ووقفوا عند  عربيه فول وطعميه واكلوا وكانو مبسوطين وبعدها قاعدوا ع قهوه وطلبوا سحلب وشاي وبعدين اتمشوا ودخلوا سينما وطلعوا ع الكورنيش اكلو ترمس وجريت فى الشارع ع الكورنيش  وبعدها  اتغدوا كشري  وكانت من الامنيات تطلع جبل فطلعوا المقطعم اكلوا كبده وسجق وقعدوا يشربو شاى :
_ كده القايمه خلصت ..
لاحظ انهار بردت فقام وحط الجاكت بتاعه عليها :
_ قولتلك الجو بليل هيكون برد
_ لا خالص ..
_ المهم كده نروح بقي
_ ناقص حاجتين ..؟
_ ايه هما ؟
_ عاوزه انام ع الارض وابص ع السما والشروق قرب  ..
ضحك"طارق": هنا ..؟
_ ايوه
ولسه بيتكملوا حصل رعد وبرق ومطر وفرحت "غدير" وشالت الجاكت ورقصت ولفت حوالين نفسها فى سعاده وفجاءه نامت ع الارض تحت المطر ونام بجوارها ع الارض "طارق" وكانوا بالنسبه للناس مجانين مشهد ميتشفش غير فى السينما والروايات .. خلص المطر وطلب منها يمشوا رفضت وكانت عاوزه تحضر الشروق ,, اتجه "طارق" لعربيه وجاب بطانيه وحطها عليه واتجه لكافتيريا واشتري اتنين شاي لتدفئه ورجع وشاف "غدير" قاعده ع صخره وطاله ع فضي وسرحانه :
_ ايه سرحانه فى ايه اوعي تقولي انك عاوزه تنطي ..
سكتت ومضحكتش :
_ مالك ؟
_ عارف اكتر حاجه محتاجاها ايه دلواقتى ؟
_ ايه ؟
_ محتاجه اروح لبعيد واكون لوحدي لمده قصيره مش طويله  اسيب كل حاجه ورايا واحاول انسي  ,,متكلمش مع حد ولا اتعامل مع حد ,, اقعد هناك لوحدى افكر واتأمل نفسي ,, وبعدها ارجع لحياتي اللى سبتها واكمل ..؟
سكتت "غدير" وكملت:  انا جربت اعمل كده معاك انهارده لكن مكنتش اتوقع انها هتمر كده ..
سكت "طارق" وبص ع الساعه : يلا بينا الساعه 8 الصبح
_ يلا بينا ..

اتحدد كتب كتاب "غدير" قبل السفر بيوم لفرنسا .. وقبل كتب كتابها بيوم اتجهه "طارق" لبيتها وطلب يقابلها قبل ما يسافر ,,:
_ هتسافر انهارده .؟
_ طيارتي بعد 4 ساعات هطلع من هنا ع المطار
_ مش هتكون معايا بكره ..
 ب ابتسامه وملامح وجع : لا مش هقدر ,, اتصلوا بيا وطلبوني ضروري اكون هناك اجازتي طولت
سكتوا الاتنين :
_ ليكي امانه معايا واعتقد ان الوقت دا وقتها ترجعلك
(طلع السلسله) : فاكراها ..؟
ابتسمت :ايوه .
ابتسم : صلحتها واحتفظت بيها معايا  ورجعت علشان اديهالك ..لكن عاوز اقولك حاجه قبل ما اديهالك ,, انا اسف ع تصرفي اخر مره وعصبيتي ,,,
ابتسمت "غدير": وانا سامحتك ..
_  عاوز اقولك ان انا مش سبب انك ترجعي للحياه ,, انتى كنتي مفتقده لنفسك اللى تاهت منك و انتي  قوية وحاربتي علشان ترجعي لنفسك وتعيشي , انا عارف انك هتكوني كويسه من غيري مهما كنتي فى حياتك وهتكملي لانك محدده عاوزه ايه وعارفه خطواتك ايه ,, كل اللى عاوزه دلواقتي وبعدين ليكي انك تعيشي بسعادة  (اتنهد وبص الاتجاه التاني ورجع بص لسلسله وبص ل "غدير")  اخر حاجه عاوز اقولك  ان كل لحظه قضيتها معاكي كانت معجزه بالنسبه ليا .. شكرا انك حققتيلي معجزه كنت فاكرها مستحيله,, واسف ..!
_ "طارق" انا كنت محبوسه وكنت انت الباب اللى اتفتح ليا للحياه ,, انت خلتني احس انى شخص ذو قيمه كنت صديقي وعاملتني ك حاجه غاليه جداا اهتميت بااقل التفاصيل ,, طمنتي وحسستني بالامان و حسستني باني مميزة  ,,انت خليت حياتي مميزه ,, كل اللى عملته علشانى واللى حسيت به معاك  مش هنساه عمري ,, شكرا  ,, و انا اسفه ...
 كلاممهم لبعض هزهم من جوه ومقدروش يستجمعوا انفسهم ودموعهم خانتهم ونزلت ,, "طارق" بسرعه داري دموعه ومسك السلسه وحطها فى علبه  وادهالها وسلم عليها ومشي .. مشى  وقرب موعد طيارته كانت قاعده "غدير" و"طارق" كان فى المطار ,, مسكت "غدير" علبه السلسله وفتحتها وكان فى ورقه فيها ,, فى نفس اللحظه "طارق" كان فى الطياره ,, كان مكتوب :
"انتزعت اخر اوراق زهره التوليب وحان وقت الذهاب ولا اعلم متي العوده  ,,ربما ذات مساء نلتقي ,,ربما غدا او بعد غد ,,ربما بعد سنين لاتعد ,, ربما ذات مساء نلتقي فى طريق عابر من دون قصد ,, ربما ..!
قريتها "غدير" ودموع فى عينيها بتنهمر ومسكت الورقه ع صدرها ,,, وعرفت ان دكتور "عثمان" سافر ويوم كتب الكتاب اتصلت بالمستشفي ب "طارق" عرفت انه قدم استقالته وسافر ومقالش ع عنوانه وسألت اصدقاءهم وعرفت انه من وقت ما سافر بعتلهم رساله طمنهم وقالهم انه مسافر فر رحله لفتره ولما هيرجع هيكلمهم ,, ف تيقنت "غدير" ان "طارق" قطع كل طرق التواصل ,,
بعد كتب الكتاب جلست "غدير" مع "رامي" :
_ "غدير" انا عارف ان اللى هداخلين عليه مرحله جديده فى حياتنا مختلفه عن اللى فاتت ,, طالب منك حاجه واحده بس تسمحليلى بفرصه ولحياتها فرصه واوعدك هتكوني اسعد انسانه فى الدنيا لان انا بحبك ( مسك ايديها ووضع قبله وابتسمت "غدير" وقررت تسمح ل "رامي" ول حياتها الجديده بفرصه وسافرت "فرنسا"..!

مر  شهور و"طارق" فى مكتبه الباب خبط :
_ اتفضل ..
_ فاضي يا دكتور لكشف مستعجل ..؟
_ هدير

يتبع ,,,