الأحد، 3 سبتمبر 2017

الفراشة الزرقاء (7)


(7)


 قامت وقفت سميه وبصت عليه شال النضاره وب ابتسامه هاديه : حضرتك مس "سميه" ؟
_ ايوه
مد ايده يسلم : "جلال عامر"
ابتسامته ولباقته فى الكلام حستت "سميه" انه شخصيه محترمه و ملابسه كانت بسيطه بعيد عن الاوفر اللى قالته ليها "نضال" وصلتلها تتخيل شكل تانى غير اللى شايفاه قدامها :
_ اهلا بحضرتك اتفضل معايا على المكتب نتكلم
 اتحرركت "سميه" وندهت على مس تانيه تقعد مع الاطفال وبصت على "جلال" شافته واقف مستنيها رغم انها شاورتله على اتجاه المكتب  لكن متحركش ووقف ,, اتجهت اتجاه مكتبها وفتحت الباب شاور ب ايده وابتسامته انها تدخل الاول عجبها تصرفه دخلوا قعدوا :
_ تشرب ايه عندنا هنا كل حاجه ؟
_ ممكن قهوه مظبوط
 طلبت "سميه" القهوه  و ب ابتسامه اتكلم "جلال" :
_ انا اسف جدا لو سببت ازعاج لحضرتك
_ لا اطلاقا انا كنت فى انتظارك "نضال" كلمتنى وقالتلى على الميعاد
_ علشان وقتك وانشغالاتك  اعتقد "نضال" قالتلك على الفكره
 دخل الاوفس بوى ومعاه القهوه وحطها  وكملت "سميه" كلام :
_ ايوه قالتلى على الفكره وقالتلى ان حضرتك هتقولى التفاصيل
_ ببساطه كده دا حدث سنوى  بعمله فى الدار يعنى ممكن تقولى  ذكرى انشاء الدار ومنها الاطفال يفرحوا وكنت محتاج مساعده ,,انا شوفت شغللك كان فى منتهى الجمال واتمنى انك تشاركينا ب افكارك الجميله  وتحضرى الحفله ,,
 ابتسمت "سميه": ميرسى جدا لذوق حضرتك ,, لكن انا اول مره انفذ حفله بره الحضانه هنا كل الحفلات اللى عملتها كانت هنا على قدى يعنى لكن دار كبيره وبصراحه مش عارفه هقدر اوصل لمستوى اللى حضرتك متوقعه منى ولا لا
 ابتسم"جلال": اللى تعمل الشغل الجميل  اللى انا شوفته بالحب والصدق  دا اكيد هتعمل اكتر مما متوقع لما,, عموما انا متاكد انك لما  هتشوفى المكان والاطفال هتصدقى كلامى  وهتتحمسى
_ اتفقنا  اشوف المكان الاول وهقولك ردى هقدر ولا لا من غير زعل
 ابتسم"جلال":  لالا مفيش زعل اطلاقا ,,لان فى حاجات بنعملها لو معملنهاش بحب وصدق  ورضا بيبقى نتيجتها مش جميله وتاثيرها على اللى حوالينا مش جميل  وانا عاوز الاطفال يكونوا سعداء اليوم دا ..
_ اوكيه .. امتى اقدر اروح الدار
_ لو عاوزه دلواقتى انا ممكن اوصلك انا رايح هناك
_ ميرسى لذوق حضرتك لكن  انا عندى شغل انهارده اكتبلى العنوان وانا الصبح هكون هناك لو يناسب حضرتك 
_ اكيد طبعا ,, انا هكون هناك طول اليوم
_ اشوف حضرتك هناك
كتب جلال العنوان وحط معاه البيزنس كارت : دا العنوان ودا ارقامى فى اى وقت تشرفينا
 ابتسمت "سميه": ان شاء الله الساعه 11 هكون هناك
 قام وقف : استاذن حضرتك انا
_ والقهوه
ابتسم : نشربها مع بعض هناك وصدقينى هتحبى المكان جداا
_ ان شاء الله
خرج "جلال" ووصلته "سميه" للباب دخل عربيته واتحركت ودخلت على المكتب بصت على الورقه والكارت :
_ ازاى دا قريب "نضال" اللى لسانها متبرى منها سبحان الله

تانى يوم نزلت "سميه" من بيتها واتحركت لمكان الدار كان  قريب منها فى التجمع ,,نزلت من عربيتها بتبص حواليها على المكان كان الدار فى مكان جميل عباره عن فيلا كبيره  مكتوب لافته (دار الحياه )  خبطت على البوابه و فتح البواب :
_ استاذ "جلال عامر "  موجود ؟
ب ابتسامه: ايوه يا فندم حضرتك اكيد  استاذه" سميه" هو فى انتظارك فى الحديقه
 دخلت "سميه" بخطوات  بطيئه بتبص على المكان من كل الاتجاهات تستكشفه هتقدر تعمل الحفله ولا لا ,, اثناء تحركها  حست براحه وهى بتتحرك والهوا كان مختلف حست ب انتعاش  والورود والزرع كان عاملين انطباع جميل فى المكان  وهى بتدور ع "جلال"  متخيله انها هتشوف نفس الهيئه والجنتله لما شافته عندها لكن مكنش موجود واللى شايفاه كان راجل لابس لبس جناينى وشغال فى جزء من الحديقه وقفت تبص حواليها لغايه ما شافت  حارس الامن ومعاه صندوق فيه ورد ولسه هتسئله ع "جلال " سمعته بيكلمه :
_ اتفضل يا استاذ "جلال"
_ كويس يا "على" هاتى بقى الباقى بس براحه اوعى يقعوا منك
_حاضر
 اتفاجئت "سميه" من المنظر قربت منه : استاذ "جلال"
 بص ليها : ايوه ... مس "سميه"
قام وقف  وب ابتسامته المشرقه : صباح الخير
 ابتسمت "سميه" صباح الخير ,, هو انا معطلاك انا اسفه لكن ميعادى
قاطعها "جلال" ب ابتسامته: لالا ابدا اتفضلى اقعدى 10 دقائق بالظبط وهكون مع حضرتك
 _ خد وقتك
  قعدت "سميه" ع  دكه موجوده  وهى قاعده واحده قربت داده "كريمه" ومبتسمه : تشربى ايه حضرتك ؟
_ لا شكرا
بصلها "جلال": ليكى فى القهوه ..؟
سكتت "سميه ": يعنى ..!
_ اتنين قهوه مظبوط  لو سمحت يا داده (بص ل "سميه" ) مش بتشربيها مظبوط برضه ..!
 _ اوكيه
_ وانا قربت اخلص وهكون معاكى
 كمل "جلال" زرع الورود و"سميه" بتبص ع الدار والحديقه من بره وركزت ع تصرفات "جلال " الطبيعيه جدااا غير كلام "نضال" ع الهيبه والمركز وانه ابسط مما كانت تتخيل وحست مبدائيا براحه فى المكان ول "جلال" كبدايه تعامل ....!
خلص وقام وقف وقرب منها : اسف جدا  دقيقتين اروح اغير هدومى اللى اتبهدلت طينه دى وهرجع تكونى شربتى قهوتك
_ اتفضل ..
 قعدت سميه فى الحديقه وكانت مليانه ورود وزرع شكلها كان مبهج ولحظت  ورق صغير متعلق على 25 ورده  مزروعه كانوا منهم ورود اللى كان بيزرعها "جلال"  قامت مكانها وبتشوف ايه دا شافتهم اسماء بنات واولاد  ,,فى اللحظه دى قربت منها  داده "كريمه": دول اسماء الاطفال اللى هنا ,,استاذ "جلال" بيزرع ورد ب اسم كل واحده وواحد هنا وكل واحد بيراعى وردته بنفسه دا من عادات الدار
ابتسمت "سميه": جميله الفكره
ابتسمت "داده كريمه" وحطت صينيه القهوه ومشيت وقعدت "سميه" والابتسامه على وشها من المنظر حواليها ..مر ااقل من 5 دقائق  ورجع "جلال" بملابسه الكاجول البسيطه والفخمه فى نفس الوقت زى ما شافته "سميه" اول مره  وابتسامته الهادئه :
_ اسف جدا على التاخير
 ابتسمت"سميه": مفيش مشاكل
_ داده "كريمه" قهوتها خرافه انا يوميا بشربها منها
ابتسمت "سميه": اه فعلا جميله جداا
بصت "سميه" ع الورود  وب ابتسامه : جميله الفكره
 بص على الورد  وابتسم : وهما اجمل منها
_ واضح ان حضرتك بتحبهم اوى ثوابك كبير عند ربنا
_ انا عملت الدار دى لانى فعلا بحبهم وواثق لما تشوفيهم هتحبيهم ,, تحبى تشوفيهم وتشوفى المكان دلواقتى ؟
_ ياريت شوقتنى ليهم ...!
قامت "سميه" واتحركت مع جلال وابتدا يتجولو فى المكان  ودخلت غرف  نوم الاطفال وشافت الاطفال وقربت منهم وابتدت تلعب معاهم اندماجها معاهم ووسطهم  نسيت هى كانت موجوده ليه وحبت وجودها معاهم وانتبهت للموبيل والوقت :
ابتسم "جلال": مش قولتلك هتحبيهم
_ المكان دا فيه حاجه غريبه بتنسيك الدنيا
_ افهم من كده انك وافقتى ؟
 ب ابتسامه : انا ارجوك توافق انى اعمل الحفله
ابتسم "جلال": وانا فى انتظار حفله الاطفال يفرحوا بيها
بنبره كلها حماس : هعمل احلى حفله فى حياتى ليهم ان شاء الله
_ وانا معاكى فى التكاليف اى كانت المهم اشوف  فرحتهم
_ اتفقنا ..

 خرجت سميه من الدار وهى كلها حماس وسعاده ,, رجعت على الحضانه دخلت مكتبها وطلعت ورق وابتدت تكتب الحاجات اللى محتاجاها وكانت تغمض عينيها وتفتكر التفاصيل المكان وتفتح عينيها وتكتب بحماس اتصلت بيها "نضال " :
_ مساء الفل يا ابو سماسيم
_ مساء الفل ,,
_ صوتك باين فى حاجه فرحتك اكيد علشان سمعتى صوتى صح ؟
ضحكت"سميه": يا حبيببتى انتى معايا داانا بغمض عينى وحاسه انك هتفتحى باب الشقه وهتدخلى تصحينى
ضحكت "نضال": كويس انك فكرتيلى فى مفاجاءه علشان لما انزل مصر تتخضى من المفاجاءه تعمل نتيجه عكسيه
_ اللى هى ايه ؟
_ مش دايما بيقولوا خضتنى وقطعتلى الخلف هو اوريدى مقطعو عندك من الخضه يمكن يرجع ويبقى بشره خير
 ضحكت "سميه": انتى فظيعه ,, متصله ليه مش فاضيالك انا دلواقتى ؟
_ حبيت اطمن مشواراك للدار و"جلال" ايه الاخبار مش هستنى لبليل انا ..
_ ماهو انا كنت بجهز الحاجات اللى هحتاجها ...
_ يعنى وافقتى مش قولتلك .. انا عاوزاكى تبهريهم و"جلال" لانى مدحت فيكى مدح  ومكنش مصدق وفاكرنى بهول يعنى
_ بصى المكان دا اول ما دخلته احساس اللى حسيته واللى حساه متاكده انى هعمل احلى حفله فى حياتى
_ "جلال" ظريف صح ,, ابن خالتى طالعلى
_ اطلاقا داانتى عار ع عيلتكم يا بنتى
_متشكره اخى الفاضل
_ بس تعرفى اما شوفته انهارده بهدوم الجناينى قولت دا بخيل وكده وقولت هيتعبنى وكنت هخلع لكن لما عرفت من الموجودين انه بيحب يعمل كل حاجه بنفسه حب مش استخسار يعنى احترمته انه بالوصف بتاعك ومكانته الاجتماعيه والماديه بسيط كده
_ يا بنتى دا ابسط من البساطه لما هتتعاملى معاه هتعرفى ,, عمرى قولتلك حاجه وخيبت
_ اقفلى يلا
_ ماشى يا سمسم اراكى ليلا اونلاين  وانتى ظبطى كل حاجه
_ متقلقليش كله تحت السيطره  ,,
 اول حفله "سميه" تعملها بحماس بالشكل دا واهتمامها بالتفاصيل الصغيره قبل الكبيره  احساسها بالسعاده  لدرجه انها فكرت فى كل طفل ولما سالتهم على الالوان اتعمدت تحط الالوان اللى بيحبوها والورود اللى ب اسمهم كمان فكرت فيها ,, نزلت وابتدت تلف وتشترى فى الحاجات واشترت حاجات كتيره بالفيزا خاصه بيها ,,, قبل الحفله بيومين كانت نص اليوم" سميه" تروح الدار تجهز الترتيبات و تنظيم المكان وكانت بتستغل  الفرصه وتقعد مع الاطفال  وترجع بليل ,, ويوم الحفله كان كل حاجه جاهزه وكانت "سميه" موجوده من بدرى من قبل ما يصحوا الاطفال ,, صحتهم وجهزت مع الدادات الفطار  ولفت شرايط ع عيونهم  خرجوا الاطفال من المبنى على الحديقه قالتلهم "سميه" يفتحوا عيونهم  وانبهروا بالحاجات الموجوده بلونات والالعاب وحاجات كتيره ومسرح عرائس ودخلت المطبخ جهزت البوفيه وكان فيه حلويات وبيتزا وسندوتشات اللى بيحبوها الاطفال  سالت كل واحد بيحب ايه وجهزتهوله وكانت معاهم ووسطهم واحده زيهم بتفرح وبتلعب وبتاكل وتلغوص وتجرى كانت مختلفه لكن سعيده  ,, كان جلال موجود وشايفها وشايفهم وكان سعيد بفرحتهم ولاحظ اكتر فرحه "سميه " وتصرفاتها معاهم وكان بيراقبها بنظراته من غير ما تحس  ,,خلصت الحفله و رجعوا الاطفال على غرف نومهم كان على سرير كل طفل هديه لعبه فرح بيها جدا وناموا مبسوطين وفى اللى نام حاضنها المشهد كان منسى "سميه" تعب وارهاق الايام اللى مرت واليوم  ,,كانت بتجهز علشان تمشى  سمعت صوت بيقرب منها :
_ اعتقد انك هتروحى هتنامى على طول
_ "مستر جلال "
_ واضح جداا انك مرهقه
_ بالعكس انا فى احسن حالاتى لكن ميمنعش انى هموت وانام  انا هرمى نفسى على السرير مش بعيد هنام فى الاسانسير
 ابتسم  ومد ايده : بجد شكرا على اليوم المميز دا
 مدت ايديها وب ابتسامه متبادله :  شكرا ليك انت على اليوم المميز اللى عمرى ما هنساه دا
_ مش قولتلك هتحبيهم
_ مكنتش اتخيل هحبهم بالطريقه دى ومبسوطه اكتر انهم فرحوا وناموا مبسوطين
_ الحمد الله
_ هستأذن حضرتك انا بقى
_ تحبى اوصلك انا خارج
_ لالا شكرا  انا معايا عربيتى ميرسى ليك
_ توصلى بالسلامه
_ ميرسى
 وصلها لعربيتها واتحركت ومشيت تصرف  بص ع الساعه وكانت 12 بليل ولان الدار فى مكان السكان فيه قليليين قلق فتصرف منه تلقائى وصل لعربيته واتحرك وراها لغايه ما وصل لبيتها وشافها ركنت العربيه وطلعت واتحرك مشى رجع ع بيته  ... !

 مر يومين و"سميه" قاعده بتقلب فى صور حفله الدار موابيلها رن وكان "جلال" :
_ مستر  جلال ...
_ انا اسف جدااا على الازعاج بس ممكن اشرب معاكى فنجان قهوه مش هاخد من وقتك كتير
_ اتفضل طبعا
 مر 15 دقيقه ووصل "جلال" ودخل وقعد وطلبت "سميه" القهوه :
_ اتمنى تكونى انبسطتى بجد معانا
_ جدااا ... بجد ميرسى ليك
 طلع "جلال" فواتير وحطهم قدا" سميه" واتفاجئت :
_ ايه دا ؟
_ دى الفواتير الحفله  واعتقد انك حسبتى غلط
اتفاجئت "سميه": انا لا خالص فى فلوس ناقصه
_ بالعكس ,, اعتقد انك محسبتيش حاجات لانى مشفوفتش فواتيرهم علشان الحسابات هدايا الاطفال والبوفيه مش موجود اى حاجه عنهم
 ابتسمت "سميه": دول هديه بسيطه منى ليهم حبيت اشارك بحاجه بسيطه معاهم
_بجد
_ اها .. حبيت افرحهم بحاجه بيحبوها اتمنى دا ميكنش ازعجك
_ لا خالص بالعكس انا حسيت انك كلفتى على نفسك كتير
_ لا خالص انا مبسوطه جدا ان الهدايا عجبتهم والبوفيه عجبهم
_ مش عارف اقولك ايه  ,,دى اول حفله من 6 سنين الاطفال يفرحوا كده ,, اخر حفله كانت "هدى" عملتها وكانوا كده بالفرحه دى
_ مين هدى ؟
_ المدام
 ملامح "جلال" اتغيرت حست انها حاله خاصه  وغيرت الموضوع :
_ بما ان حضرتك هنا كنت عاوزه استأذنك فى حاجه ؟
_ اتفضلى ..!
_ عاوزه تسمحلى انى ممكن ازورهم واقعد معاهم شويا حضرتك متعرفش الوقت اللى قضيته معاهم وقت تحضيرات  الحفله والحفله فرق معايا جداا
 ابتسم"جلال": طبعا تتفضلى فى اى وقت من غير استأذان وانا هعرفهم انك فى اى وقت تروحى
 ب ابتسامه وسعاده: ميرسى ليك جدااا
_ استاذن انا واتمنى نشوفك هناك
_ ان شاء الله
 مشى "جلال" وكانت"سميه" سعيده باانها هتشوف الاطفال تانى وهتقعد معاهم ...!



مر اسبوع وفى الاجازه الاسبوعيه للحضانه كانت غالبا "سميه" بتقضيه لوحدها فى البيت ترغى طول اليوم مع "نضال" ع النت ..لكن فى اليوم دا صحيت من بدرى واشترت حلويات وشوكولاتات كتيره ومن بدرى صحيت وجهزت ونزلت اتجهت للدار وقضت اليوم مع الاطفال وكانت سعيده جدا وفى اخر اليوم وصل "جلال" الدار وعرف ان "سميه" لسه موجوده بتنيمهم طلع ل غرف الاطفال وشاف "سميه" فى غرفه نايمه جنب طفله بتحكيلها حكايه وقف يبص عليها من بعيد ومبتسم ,, قفل الباب بهدوء محستش به "سميه" ونزل فى الحديقه سلم عليها ومشيت ولان الوقت متاخر مشى وراها بالعربيه يطمن عليها انها وصلت  ,,اتكررت  زيارات "سميه" الاسبوعيه وتعلق الاطفال بيها ..!

 فى يوم كانت بتتكلم مع "نضال" فيديو :
_ بقيتى تنشغلنى عنى يا "سميه"
_ لا ابدا بس برجع هلكانه بجد برمى نفسى ع السرير يادوب بلحق اصلى وانام
_ ماهو انتى مش رحمه نفسك من شغل الحضانه ل الدار انتى بقيتى تروحى يوم ويوم يا حبيببتى
_ المكان هناك مريح بطريقه فظيعه والاطفال هناك فظاع اووى يا نضال دايما بشتاق ليهم بجد
_ انتى مبسوطه اوى بيهم
_ جدااا .. اقولك ع حاجه ؟
_ ها ؟
_ انا اول ما شوفتهم من نظرتهم ليا حسيت انهم محتاجينى ولما حضنتهم حسيت ان انا اللى محتجاهم  بجد ,, وجودى وسطهم مهون عليا حاجات كتير احساسى بالوحده والفراغ ,,الونس اللى محرومه منه شايفاه معاهم وسطهم ..!
_زى اطفال الحضانه يعنى ؟
_ لا اكتر بكتير
_ نعم ..ازاى ؟
_ اطفال الحضانه ليهم اهلهم بيقعدوا ساعتين تلاته واهلهم بياخدوهم منى وبرجع لحياتى لوحدى  لكن اطفال الدار بحس انهم ملكى طول الوقت معاهم ومفيش حد متحكم فى الوقت اللى بقعده معاهم  ولا بياخدهم منى ... معاهم بلقى نفسى بجد ..!
_ لدرجه دى ؟
_ واكتر مش قادره اوصفلك ,,فاكره لما قولتلك انا حاسه ان ربنا هيعوضنى ع وحدتى ..
_ اها وكنت فاكراها انا يا معفنه
 ضحكت "سميه": انتى مفيش حد ياخد مكانك لكن انا بتكلم على الاطفال انى مليش نصيب اشيل طفل فى بطنى لان حب الاطفال مش بيكون فى الحمل لكن فى القلب و دلواقتى عرفت سبب انى مخلفش ايه ؟
_ خير يا فليسوفه ؟
_ الاطفال دول واللى زيهم بيكونوا اشد احتياج لحب بجد واهتمام بجد وزى بقيت الاطفال عايشين مع اهلهم ومحتوينهم هما كمان محتاجين يعيشوا كده واللى زى حالتى وربنا ما انعمهمش عليهم بالخلفه اوجد ليهم الاطفال دول يدوهم  حبهم واهتمامهم يعنى الفكره ان اللى مبيخلفش متحرمش بالعكس ولا اللى فقد اهله اتحرم ربنا خلق الدنيا دى كل حاجه فيها بتكمل التانى ووجود الاطفال دى مكملانى محسسانى انى طبيعيه وانا بعوضهم ع احساس الفقد اللى حسينه فهمتى ..؟
_ ايه التعمق دا  فاضل تقولى انك هتروحى تعيشى معاهم
_ ياريت ,,
_ "سميه" انتى اتجننتى اعقلى انتى ليكى حياتك وشغلك و ..
 قاطعتها "سميه" وب ابتسامه خفيفه : حياتى ,, فين حياتى يا "نضال" ,, انا بعمل ايه فى حياتى ومين فى حياتى انا مش معايا حد انا لوحدى فعليا مش بتكلم عليكى لانك اكتر من اختى لكن انا بعد ما اقفل معاكى برجع لوحدتى وعزلتى والسكوت يحاوطنى من كل اتجاه ,,  فين حياتى اللى افكر فيها حياتى فاضيه ,,
_ ماهو انتى اللى رافضه تتجوزى يا "سميه" ؟
_ لانى مش هتجوز هروب من الوحده ولا كلام الناس وغير كده  اللى هيتجوزنى دا مش عاوز يكون اسره وانا هعمله الاسره دى ازاى وانا لا هقبل  اكون زوجه متعه ولا زوجه احتياطى وقت لما يحب يغير جو يجى واغلبهم كده ,, انا مش محتاجه راجل فى حياتى اعتمد عليه انا معتمده على نفسى وقادره اكمل حياتى  قرار الجواز تانى مش سهل اخده لان اللى انا عاوزاه صعب يكون موجود ,, وبعدين الجواز مش كل حاجه فى الدنيا  عمره ما كان حل لمشاكل كتير ,,الجواز بيتم لما بيحين وقته مش اسعاله ,,الدنيا فيها حاجه مبهجه ومفرحه فى الدنيا غير الجواز بس نشوف كويس لان لما بنخسر حاجه مش ضرورى يجلنا العوض فى حاجه زيها بالعكس ممكن يجى فى حاجه تانيه تكون احسن منها  ف انا  حاليا  اتأقلمت ع حياتى وقادره اعيش ولو فضلت عايشه لوحدى  لكن لما قابلت الاطفال دول حسيت ان انا حياتى دى كانت فاضيه وهما شغلوا الفراغ دا لانهم محتاجينى وانا فعلا محتجاهم فى حياتى ..فرصه ربنا بعتهالى مش هتتعوض  وانا محتجاها جداا ..!
_ كل دا جواكى ,, اللى يشوفك وانتى بتضحكى وعايشه الحياه يقول دى ولا عنتر زمانها
_ لازم ابين انى بخير واخبى وجعى لنفسى افضل كتير ما وجعى يبان والشفقه والعطف يحاوطونى وهيوجعونى مش هيخففوا عنى
_ المهم انتى مبسوطه دلواقتى عن الاول صح؟
_ جدااا ,,
_خلاص  اعملى اللى يخليكى مبسوطه وابتسامتك دى متغبش ابدا عن وشك وانا معاكى فى اى قرار  المهم متخليش العيال دول ياخدوكى منى والله انزلك مصر مخصوص  اخطفك معايا هنا فاهمه
_ هتخطفينى ..؟
_ اه ماهو مش شويا عيال ياخدوا الوقت اللى بنتكلم فيه قسمى وخليكى عادله
_ حاضر هديكى نصيبك بالفتفوته
_ الفتفوته قبل اى حاجه لو سمحتى
 ضحكوا وكملوا كلام وقفلو ...!

مر شهور و"سميه" منتظمه فى ذهابها للدار وكانت بتنظملهم حفلات عيد ميلادهم وكانوا الاطفال بيفرحوا بوجودها معاهم وكلام "جلال" مع "سميه" كان قليل لكن كان دايما متابع وجودها فى الدار  ,, فى يوم "جلال" كان فى الدار وقابل المشرفه المسؤله عن الدار وعرف منها انها هتقدم استقالتها لانها  هتتجوز وهتسافر مع جوزها وكده مكان فاضى  وفجاءه جت فكره انه يعرض المنصب على" سميه" ودا لحب الجميع ليها والاطفال خصوصا  وحبها ليهم ,, فى يوم و"سميه" كانت فى الدار وهى قاعده مع الاطفال بيلونوا دخل "جلال"  وب ابتسامه على وشه :
_ ايه الرسم الجميل دا
 الاطفال متجهين ل "جلال" : بابا جلال بابا جلال
 سلم عليهم وقعد معاهم : احنا بنتطور اهو هنبقى فنانين المستقبل
 طفله اتكلمت : ماما "سميه" هى اللى اشترت لينا الالوان وكل حاجه
 ابتسم "جلال": انتوا بتحبوا ماما "سميه" ؟
الاطفال فى صوت واحد : اه
ردت طفل : ياريتها تعيش معانا ومتسبناش
حضنته"سميه": انا معاكم ومش هسيبكم ابدا .
ابتسم "جلال":  بعد ما تخلصى ممكن 5 دقايق من وقتك
_ اكيد طبعا
 قام خرج "جلال" ونزل الحديقه وخلصت "سميه" واتجهت لحديقه وكانت متفاجئه لانه اول مره يطلبها فى حاجه لان اغلب مقابلتها معاه سلامات وكتير مكنش يكون موجود ,,!
_ مستر جلال
_ اتفضلى اقعدى
_ لو هتكلمنى على عيد ميلاد "احمد ومحمد" التؤام انا مجهزه كل حاجه متشغلش بالك
_ بصراحه من وقت ما بقيتى تيجى انا مبقتش اشغل دماغى باى حاجه كل حاجه بتخلص وتجهز وبعد ما مس "عبير" مشيت مش حاسس بغيابها بفضلك طبعا ..
_ انا لو اقدر اعمل اكتر من كده هعمل من غير تردد ..
_ انتى كده بتشجعينى على الطلب اللى هطلبه منك
_ خير ؟
_ انتى عارفه ان "عبير" سايبه مكانها اكتر من شهر ومينفعش يفضل فاضى اكتر من كده لانها  مكانى فى غيابى وانا الفتره الجايه هسافر كتير ولازم حد يكون فى الدار علشان الاداره والاطفال واكون مطمن ,,
_ اها اكيد ..
_ وضرورى الشخص اللى ياخد مكانها يكون مش ااقل منها فى تعاملها مع باقى المشرفين  ولا مع الاطفال بالعكس يكون اكتر
_ طبعا ...
_وانا مش شايف حد مناسب لبوزيشن دا غيرك دا لو انتى توافقى اكيد ..؟
 اتفاجئت "سميه": انا
_ انا مش هكلمك ع علاقتك الكويسه مع الكل من اول المساعدين والمشرفين حتى البواب والدادات  والاهم الاطفال ,, لكن طبعا لو مش موافقه اكيد مفيهاش زعل ...
سكتت "سميه" من المفاجاءه الغير متوقعه مش عارفه ترد كمل كلامه "جلال" :
_ واضح انك اتفاجئتى  خدى وقتك وتفكرى واعرفى انك وقت ما توافقى مكانك هنا جاهز وغرفتك الخاصه جاهزه وكل حاجه جاهزه
 اتفاجئت "سميه": غرفتى ..؟
_ اها ماهو انتى هتقيمى هنا معاهم لانك المهم تكونى معاهم طول الوقت دى مسؤؤليه كبيره حد منهم تعب او حصل حاجه انتى اللى هتتصرفى ولا ايه ؟
_ اها ...
 _خدى وقتك وفكرى براحتك وانا فى انتظار ردك وياريت قبل ما اسافر كمان اسبوع  لانى هغيب شهريين ونص ولو مردتيش عليا هعرف انك مش موافقه وصدقينى مش زعل ولا حاجه وتتفضلى فى اى وقت عادى ...
 قام "جلال" واتحرك و"سميه" الفكره فرحتها لكن  شغلتها اكتر فكره الحضانه هتسيبها لمين ..!
رجعت البيت تفكر واتكلمت مع" نضال" :
_ انتى السما مفتوحه ليكى يابنتى طيب ادعيلى بمليون دولار
_ مبهزرش يا "نضال"
_ ولا انا .. يعنى انتى اتمنيتى انك تعيشى معاهم واهو استجاب
_ مش عارفه اعمل ايه ؟
_ طبيعى جدااا موافقه اوكيه,, مش موافقه انا اسفه وعلى فكره "جلال" من الاشخاص البسطاء جدا مش مكلعكع يعنى..!
_ انا عارفه بس
_ بس ايه ..انتى عاوزه ايه ؟
اترسمت ملامح حزن ع وش "سميه":عاوزه اكون معاهم لكن الحضانه مقدرش اسيبها
  سكتت "نضال" وبصلها  وابتسمت : بعى الحضانه واقسمى الفلوس بينى وبينك
_ ايه ؟
ابتسمت "نضال": انا عارفه سبب ترددك دا هو انا صح ,,
_نضال انا
قاطعتها"نضال":  لان الحضانه دى لوملكك  لوحدك كنتى قولتيله اوكيه وبعتيها امبارح وكنتى هناك انهارده ,, لانك ببساطه عاوزه تكونى هناك معاهم والبوزيشن جميل والاحلى انه مكان ومع ناس بتحبيهم بمعنى هتعملى حاجه هتخليكى سعيده دايما  انا مشوفتكيش سعيده كده قبل كده ,, وانتى متردده علشانى خايفه ازعل لانى معتبره الحضانه دى الحاجه اللى ربطانا ببعض وان انا رفضت ابيعها قبل ما اسافر علشانك فبالتالى انتى مش عاوزه تبعيها علشانى صح ..
 سكتت "سميه": نضال ..
_ سميه يا حبيببتى انا الحاجه الوحيده المهمه عندى سعادتك انا سيبت الحضانه دى علشان كنت شايفاكى سعيده بشغلك بيها ووجودك وسط الاطفال وكنت رافضه احرمك من السعاده دى لكن دلواقتى سعادتك بقت موجوده فى مكان تانى فطبيعى انا هتجهه لمكان سعادتك وهشجعك عليها ..سعادتك انتى المهمه عندى ابتسامتك اللى رجعت وروحك اللى اترضت ليكى ديه هعوز ايه تانى .. انا قولتهالك زمان ودلاقتى انتى مش لوحدك وانا معاكى فى اى قرار تاخديه حتى لو هتنقلى لموزنبيق ,, تصدقى تنفع اغنيه بيق بيق
 ضحكت "سميه" ودموع نازله من عينيها : نضال
ابتسمت "نضال": ايوه هى الابتسامه دى ازاى انا اقف قدامها واحرمك منها يلا اتكلى ع الله وبيعيها من 6 شهور اللى فاتت انتى هنا بتعملى ايه مش المفروض تكونى فى الدار يلا قومى
 دموع "سميه" نازله : انا لو ليا اخت ..
 دموع" نضال" نازله : انا اللى لو ليا اخت مكنتش هحبها كده وهتبقى حاجه مهمه كده  ,, يلا اقفلى الحضانه واتكلمى مع السمسار يجبلك سعر كويس وجهزى نفسك وروحى الدار .. روحى للمكان اللى تكونى سعيده فيه متتردديش ابدا ,,, بس متفتكريش انك هتروحى هتتعتقى منى يوميا اعرف ايه اللى حصل ,,
_ بحبك يا نضال
_ انا بحبك اكتر يا سمسومتى  ...

 قفلت "سميه" مع "نضال" وهى فى قمه السعاده فكره انها هتكون مع الاطفال غير حياتها  قامت اتوضت وصلت وبدموع شكرت ربنا ع اللى حصلها وان "نضال" فى حياتها ...  كان اليوم اخر يوم فى الاسبوع وكان "جلال" حس انها رفضت وهو قاعد ماسك موبيله وبيفكر موبيله رن وكان رقم "سميه" وكان قلقان :
_ ايوه
 بنبره سعاده : مستر" جلال" انا جاهزه من الصبح هكون فى الدار
ابتسم "جلال": وانا هكون هناك اسلم عليكم قبل ما اسافر
_ تصبح على خير
_ تصبحى على خير ..
 قفلت سميه وهى فى منتهى السعاده وجلال ابتسم ابتسامه سعاده ...!


   تانى يوم صحيت "سميه" من النوم فى قمه النشاط وكانت مجهزه شنطتها قفلت الشقه ونزلت حطت الشنطه فى العربيه وقبل ما تتجه للدار اتجهت لمكتب السمسار وطلبت منه عرض الحضانه للبيع واتفقت معاه واتجهت للدار وكان هناك "جلال" فى انتظارها :
_ صباح الخير
_ صباح الخير
 _ اهلا بيكى فى بيتك
 ب ابتسامه : اهلا بيكم فى حياتى
_ انا كده اقدر اسافر وانا مطمن
_ لا اطمن ان شاء الله كل حاجه هتكون كويسه
_ اتمنى تكونى ظبطتى امورك ولا فى حاجه انا اقدر اساعدك فيها
_ لا حاجات بسيطه كده كده هتاخد يومين تلاته منى علشان هقفل الحضانه وهعرضها للبيع ..
_  لو محتاجه اى مساعده انا ممكن اتصل بالمحامى الشركه يخلصلك كل حاجه ؟
_ ابتسمت "سميه": ميرسى ليك لكن انا بحب اعمل حاجتى بنفسى
_ اللى يريحك اكيد لكن فى اى وقت  تكونى محتاجه حاجه متترديش انتى كده  فرد من البيت هنا يعنى مسؤليتى
 ابتسمت "سميه":  ان شاء الله
دخلت "سميه" المبنى ورحبوا بيها المشرفيين التانين حتى الدادات كانوا فرحانين بوجودها معاهم والاطفال فرحوا اكتر ولاحظ "جلال" فرحه الكل ب "سميه" ,, خرج واتحرك بعربيته واتجه للمطار وهو مطمن ..!

فى خلال اسبوع كانت "سميه" بتخرج ساعتين لمكان الحضانه تعرف الكل انها هتبيعها واغلبهم زعلوا لانهم حبوها ووعدتهم لو هتفتحها تانى هتعرفهم ,, وقابلت كذا زبون عرض سعر للحضانه حتى وافقت هى و"نضال" على سعر معين واتفقوا ان فلوس الحضانه تتحط فى بنك ب اسمهم تحت ظروف ان احتاجوها مره تانيه تكون موجوده والربح يتقسم بينهم ...!

استقرت سميه فى الدار مع الاطفال والحياه الجديده اللى بدائتها  وبدءت فتره  او مرحله جديده من حياتها وكانت سعيده بيها جدااا وحالتها النفسيه كانت فى منتهى الاستقرار هى محستوش قبل كده ,, وكانت يوميا بتتكلم مع "جلال" يطمن على اخبار الدار وكانت بطمنه وكان بيكلم المشرفيين التانين وكانوا بيطمنوه ان سميه ممتازه فى شغلها ومهتميه بكل حاجه فى الدار ... !

فى مره و"سميه" قاعده فى الحديقه بعد ما الاطفال ناموا كانت "داده كريمه" حضرت ليها مج نسكافيه وحطته قدامها على الترابيزه :
_ النسكافيه ل احلى مس "سميه"
_ ميرسى يا احلى داده
_ انتى كده مش هتنامى ؟
_ لا متقلقيش انا بشربه من هنا وانام خلاص مبيعملش نتيجه معايا وهنا من وقت ما جيت بقيت احط دماغى انام على طول الحمد الله
_ من التعب اكيد
_ لا من الامان والراحه وسطكم
_فكرتينى ب مستر "جلال" يرجع بالسلامه كتير كان بيجى ينام هنا وكان زيك كده بيحط دماغه على المخده بينام على طول
_ هو له اوضه هنا ؟
_ لا بينام مع الاطفال فى غرفتهم زيك اوقات لما بتنامى معاهم  كده رفض يتعمله اوضه وقال انه بيرتاح وهو فى حضنهم
_ واضح انه بيحبهم اوى
_ ماهما الذكرى الوحيده الفاضله من الغاليين
 انتبهت "سميه": من الغاليين مين دول ؟
_ مدام "هدى" و "حسن"
 افتكرت "سميه" انها سمعت الاسم قبل كده منه : مين دول ؟
_ دى مرات مستر "جلال" وابنهم الله يرحمهم
 اتفاجئت "سميه": اتوفو الاتنين ؟؟
 بملامح حزينه : فى حادثه  هما كانوا فى الساحل راجعين ع القاهره وهو كان راجع من السفر حبيبى رجع ع خبر الحادثه راح ليهم كانوا خلاص الامانه اترددت ل ربها
_ من امتى دا ؟
_ من 6 سنين
_  والدار اتبنت امتى تعرفى  ؟
_انا هنا من اول ما اتفتحت  يعنى من 8 سنين مدام" هدى" كانت هى المسؤله عن كل حاجه هنا كانت ست زى العسل وطيبه والكل بيحبها متتخيرش عنك كده يا مس "سميه" ,, بعد ما اتوفت هى وابنها ,,مستر "جلال" عهد نفسه بتحمل مسؤليه الدار بعدها كتخليد لذكرها وانها حاجه بتحبها فبيعملها ليها ..!
_ 6 سنين .. جميل اوى الوفاء لشخص متوفى وميتنساش
_ مستر "جلال" ولا لحظه نسيها وفى عيد ميلادها هى و "حسن" بيشترى هدايا ل الاطفال دا  غير حفله الذكرى السنويه للدار واعياد ميلاد الاطفال غير اللى بيعمله بره الدار ربنا يكرمه ويزيده من فضله
_ يارب
_ استاذنك انا بقى لانى مش شايفه قدامى
_ اتفضلى يا داده انا شويا وهدخل انام ..
 اتعجبت "سميه" ان هيئه وتصرفات "جلال" متوحيش انه موجوع بفراق اغلى الناس عنده وبيضحك وبيبتسم ,,حست ان فى
 الدنيا اوجاع كتير من ظاهره  زيها واكتر ..! 

فى يوم قبل ما يرجع "جلال" كان فى "دبى" وعزمته "نضال" على الغدا :
_ يعنى  لازم اتحايل عليك تيجى تتغدى معانا بدل ما تتغدى فى المطعم لوحدك مش بنت خالتك انا ولا ايه ؟
_ مش عاوز اتعبك يا "نضال"
_ ياعم اتعبنى انا ما صدقت انك هنا " اشرف" مزنوق فى الشغل ومش هعرف انزل مصر قريب ,,ما صدقت انك جيت
_ طيب ما تنزلى لوحدك
_ واسيبه لوحده ابداااا
ضحك"جلال": ماشى ياعم
_ قولى بقى يا ابو الجلالجيل ,," سميه" عامله ايه فى الدار وكده احكيلى داانت من ريحه الحبايب ؟
 ب ابتسامه: سميه دى مفاجاءه ...!
_ طبعا مش صاحبتى هتطلع لمين ليا اكيد
 ضحك "جلال" : بطلى كدب انتى لاسعه ..
_ حتى انت ..متشكره .. بس ليه قولت كده عليها ؟
ب ابتسامه: بجد مكنتش اتخيل انى هقابل انسانه زيها بالطيبه والحب والاخلاص المتنهاى دا ,, حبها ل اطفال الدار واهتمامها بتفاصيلهم واحتياجتهم ,,بجد حاجه مدهشه انا  مطمن عليهم معاها جدااا .. حتى المشرفيين التانين سعداء جدا بوجودها معاهم ...
 ابتسمت "نضال":  لقت سعادتها اللى كانت ضايعه منها سنين ..!
 اتفاجئ "جلال": تقصدى ايه ؟
حكت" نضال" ل "جلال" ظروف "سميه" كلها  من اول طفولتها وبعد باباها عنها وارتباطها ب "احمد"  وجوازها واللى حصل فى فتره جوازها وموضوع الخلفه وطلاقها واللى اتعرضتله بعد طلاقها لوقت ظهور الدار :
_ بس كده من وقت ما ظهر حوار الدار دا وهى اتبدلت بقت انسانه كلها سعاده ونشاط حست انها ليها قيمه فى الدنيا  وسبب وجودها فى الحياه ع رايها وان فى سبب لوجودها وهو الاطفال اللى ملهمش ام ولا اب وانها وهبت نفسها تكون امهم وابوهم وعيلتهم ومش هتتخلى عنهم علشان ميحسوش الاحساس اللى عاشته الوحده  ,, انا بجد لو كنت اعرف كده كنت عرفتها عليك من زماان لكن كنت فاكره ان الحضانه هى سعادتها لكن كانت عباره عن مهرب مؤقت وسعادتها كانت فى الدار ...
 اتفاجى "جلال": مش باين عليها خالص من وقت ما شوفتها اى حاجه اللى يشوفها يقول عليها قويه وبتضحك
_ هى دى" سميه" الظاهر مختلف عن الباطن مبتحبش تبان ضعيفه بتحتفظ بضعفها لنفسها وتعالج نفسها بنفسها ,,اللى عاشته علمها انها تعتمد على نفسها ومتستندش على حد قويه لدرجه انها متحتجش ل اى حد  لان اللى مر عليها كان صعب وهى عاشته لوحدها ,,
سكت "جلال" وكملت "نضال" ب ابتسامه : بجد مبسوطه انها معاك انت بالذات يا "جلال" وان القدر جمعكم وقابلتها وقدمتلها سعاده كانت محتاجاها ودى حاجه مطمنانى جدااا عليها  ولما تعرفها اكتر هتعرف انها اطيب مخلوقه تقابلها ...
ابتسم جلال  وكملوا اكل ....!

 كلا من "سميه" و"جلال" بعد ما عرفوا قصه بعض والظروف اللى مرو بيها قرروا يساعدوا بعض من غير ما يحسسوا بعض ع اساس ميحسش بوجعك غير اللى جرب الوجع ومرارته زيك ولان اى نظره ولا تصرف شفقه هيتم رفضه تماما ,, ففى يوم رجع "جلال" من السفر وكانت" سميه" عارفه رغم انه مقالش انه هيزور الدار لكن اتفقت مع السواق انه يعرفها وفى خلال ساعتين كانت "سميه" حضرت حفله ترحيب صغيره بوجود الاطفال ..دخل "جلال" المكان وكان فاضى  وخرج على الحديقه كانت ضلمه فبيحاول يتصل ب حد فى المكان فجاءه النور نور والاطفال ظهرو " بابا جلال " المفاجاءه فرحت "جلال" وهما بيترموا فى حضنه وظهرت "سميه" وهى مبتسمه : حمد الله على سلامتك يا مستر
_ الله يسلمك .. بس انتم عرفتوا منين وازاى حضرتوا كل دا ؟
 شاورو على" سميه": ماما "سميه" هى اللى قالتلنا نعملك مفاجاءه هنتعشى كلنا
 بص "جلال" ل "سميه" فبصت "سميه" اتجاه التانى وابتسمت : يلا ناكل
 الاطفال : يلاااا
 مسكوا ايد "جلال"  وقربوا للبوفيه واخدوا الاكل وقعدوا فى الحديقه وقعدوا ياكلوا ويظهروا ويضحكوا ... بعد ما خلصوا اكل طلعتهم مع المشرفيين والدادات لغرف نومهم وناموا ونزلت كان "جلال" قاعد فى الحديقه وع وشه ابتسامه ... قربت منه "سميه" وهى مبتسمه ومدت ايديها ب الجاكت بتاعه كان فى طفل لبسه :
_ الجاكت
_ اها ... ميرسى ليكى يا "سميه" على الحفله دى
 _انا قولت انك راجع تعبان ومجهد وهما كانوا دايما يسالو عنك فقولت افرحكم انتم الاتنين
ضحكك "جلال": وفرحتينا احنا الاتنين
_"نضال" قالتلى انك  شوفتها هى عامله ايه والاولاد و"اشرف"
_ كلهم بخير كانت هتنزل لكن "اشرف" مشغول فمش هتقدر
_ ماهى قالتلى
_ واتخنقت معايا بسببك ؟
 اتخضت : ليه ؟
_ علشان لما جهزتلك الزياره تسافريلها مرضتيش تروحى وقولتيلها مش هينفع تغيبى عن الدار شهر
ضحكت"سميه": دماغها دماغ اطفال
_ بتحبك اووى
_ وانا بحبها اكتر انا مليش اصحاب فى الدنيا غيرها ,, وصداقتنا صداقه صدفه  يعنى من غير ترتيب حصلت
_ قد ايه بحسدكم انكم اصحاب انا معنديش اى اصحاب
_ خالص .. مفيش خالص رغم انك اجتماعى و ..
..
انا بتكلم عن الاصحاب الحقيقيين .. اصحاب اللى بيكونوا وقت الازمه معاك وكانها ازمتهم ماسكين فى ايدك متحسش انك لوحدك يساندوك ويشجعوك .. لو فى مشكله يحسوا بك من نظرتك من غير ما تتكلم ولو اتكلمت وحاولت تخبى يعرفوا على طول ويسبقوك بالحلول ويساعدوك على حلها ..يكونوا مرايتك ,,الوجع يهونوه عليك .. افعالهم اكتر بكتير من كلامهم وموجودين حواليك دايما سواء محتاجهم او لا حتى لو غبت مبيعتبوش لا لانهم عارفين اكيد فى سبب او انك محتاج فتره تكون لوحدك  ,, دى الصداقه الحقيقيه مش صداقه الفترات ولا المصالح..!

_ امممم .. فهمتك ... بس دا ميمنعش ان ممكن تلاقى صداقه كده مش مهم امتى المهم انك فى يوم هتقابلها
 بدون تفكير : يعنى ممكن نكون اصدقاء انا وانتى ..؟
اتفاجئت "سميه" وضحكت : مره واحده كده ..
_ على الاقل بينا اهتمامات مشتركه واهم حاجه الدار وانا واثق فيكى
_ ميرسى ليك على الثقه دى بس انت متعرفنيش علشان نكون اصدقاء  اقصد بالمعرفه العميقه انا فيا عيوب ممكن متستحملهاش وممكن تندم انك طلبت صداقتى
 مقالش ليها انه عرف كل حاجه عنها من "نضال": انا مكتفى باللى عرفته عنك منك للوقت الحالى ومش مهتم اعرف اللى فات  والايام الجايه هنعرف بعض اكتر وقتها هنحكم ع صداقتنا تنفع ولا فشلنا  ,,, وبعدين هو انا مش قد المقام تحبى استاذن "نضال" ؟
ضحكت"سميه": لا مش لدرجه .. عموما اهلا بك اكيد
قام "جلال" وقف : فى شنطه كبيره "نضال" بعتها ليكى معايا قولت ل "على" يوصلهالك ل اوضتك .. تصبحى ع خير
_ تصبح على خير

 مشى "جلال" وع وشه ابتسامه و طلعت "سميه"  غرفتها وفتحت شنطه نضال وابتدت تتفرج على هدايا "نضال" ليها ... !


 تانى يوم صحيت "سميه" وهى نازله تبص ع الاطفال شافتها داده "كريمه" وقالتلها ان "جلال" عاوزها فى الحديقه  اتجهت للحديقه وكان بيزرع ورود قربت مننه :
_ تحب اساعدك ؟
 _سميه .. صباح الخير
_ صباح الخير ..
_تحبى تساعدينى بجد ..
  بحماس وابتسامه: ياريت ..
 قام وشاور ب ايده ع ورده لونها ازرق : ممكن تهتمى ب دى
 بصت "سميه" وعجبتها الورده اوى وابتسمت ولاحظ "جلال" فرحتها ركزت شافت ورقه مكتوب قربت من الورده ومسكتها شافت اسمها مكتوب وتحته نوتس صغيره "ابتسمى" المفاجاءه كانت "سميه" مش مصدقاها :ايه دا ..؟
_ وردتك ,, حافظى عليها زى الاطفال مش انتى بقيتى واحده من الدار هنا زى ماهما بيهتموا بوردتهم اهتمى بوردتك ولا اطلب من حد تانى
_ لالالا  هحافظ عليها وهراعيها اكيد .. ميرسى ليك
_ يو ويلكم
 كان "جلال" بيعمل حاجات ساعدته "سميه" وقعدت معاه فى الحديقه باصين للورود و"سميه" مبتسمه لوردتها ,,:
_مستر "جلال" ممكن سؤال ؟
_اتفضلى اكيد
_ ايه حكايه الورود دى فكره حلوه ان كل واحد يهتم بوردته بس ايه الفكره الاساسيه ليها ..
 ابتسم "جلال" :  لان كل ورده تشبيهه مجازى عن حياه كل واحد اسمه مكتوب عليها
_ مش فاهمه ؟
_هقولك .. الورده علشان تفضل بهيئتها المبهجه دى وريحتها الجميله وثابته فى مكانها وتعيش اطول فتره ممكن   محتاجه ايه ؟
_ اهتمام ورعايه اكيد
_ ينفع تستمتعى بشكلها ويكون ريحتها مش حلوه او عليها حشرات او اوراقها واقعه ميته يعنى  ؟
_ لا مش هقربلها ...
_ هى دى حياه كل واحد فينا ,, الورده بتمثلنا احنا لو عاوزه حياتك للاحسن وافضل اهتمى بيها وحافظى عليها وقويها متخليهاش تستسلم ل اى دخيل يفسد رونقها وعطرها وثباتها هتعيش لمده طويله  لكن اهملتيها ومحافظتيش عليها هتتدبل واوراقها هتقع وهتموت ,, ببساطه لما تبصى للورده هتشوفى حياتك شكلها ايه ودا يرجع ل انتى عملتى لحياتك ايه ,,   لان حياتنا من مسؤليتنا احنا واحنا اللى بنحركها ...
_ بس الورود عمرهم قصير يعنى ممكن يموتوا وتختفى من الوجود
_  كلنا هنموت المهم هنعيش لكن السؤال ازاى الورده هتعيش اطول مده ممكن ,,؟
_ ازاى ...؟
مسك وردتين  من صندوق بجواره واحده سليمه والتانيه دايبه واوراقها واقعه وحطهم قدامها ع ترابيزه  : انتى ايه رايك فى دول  اهى اللى ممكن تجذبك اكتر ..؟
_السليمه اكيد ..
بص "جلال" للوردتين  : نفترض انك اتعرضتى ل ازمه قويه مميته فى حياتك  وقتها هيكون رد فعلك اتجاهها كالتالى ,, لو وقتها اتنازلتى عن احلامك ورغباتك وحقك فى الحياه تعيشى وكلام اللى حواليكى احبطك وضعفتى و استسلمتى للكره او الغل او الغيره والحقد والانانيه والفشل  واليأس والحزن والوجع والهم  وبتتمنى وقتها  تنهى حياتك وان الموت الحل الوحيد مع الوقت هتكون حياتك كده (مسك الورده الميته  وقرب منها تشمها بعدت عنها من ريحتها وشافت فيها حشره اشمئزت منها   )  وقتها هيكون قلبك وروحك  زى الريحه السيئه دى لا تطاق ,, مستسلمتيش ليهم وحاربتى وقاومتى ومضعفتيش هتكون كده (مسك الورده السليمه وقربها منها تشمها وريحتها مقبوله وجميله وملمسها قوى  )  هتكون الازمه اكتسبتى منها قوه وقوتك و مرتاحه نفسيا لان قلبك وروحك مليان بالرضا والامل وان الازمه هتمر ودى مش اخر الدنيا ,,لو استسلمتى لازمتك وقولتى مش هقدر واليأس والضعف  هو محور حياتك  مليتى بيهم روحك وعقلك وقلبك مره ع مره هتخسرى حاجه منك هتخسرى عمرك وروحك  لغايه ما توصلى لمرحله الموت المعنوى  (شاور ليها ع الورده الميته ) هتموتى روحك وجسدك هيكون عباره عن فراغ  ,,  وكل دا مش اختيارات اجباريه دى اختياراتنا احنا وقت الازمه هنعيش وهنكمل حياتنا ازاى ,, 
ف انتى عاوزه حياتك تكون ازاى (شاورلها على الوردتين ) اختارى ,, الورده ماهى الا مرايه بنشوف احنا عملنا ايه فى حياتنا هى دى ببساطه  قصه الورده هى دى حياتى وحياتك وحياه الاطفال  ,,! 
استكمل "جلال" كلامه: الاطفال هنا ظروفهم مختلفه هيكبروا وهيعرفوا ان اهلهم اتخلوا عنهم وان ملهمش حد ودا هيسيبب شرخ جواهم ومهما كان هيحسوا بغربه وانا مش هسمحلهم يعيشوا لحظات الوجع دى وشخصيتهم تكون مكسوره  وازمتهم يمروا منها اقوياء ميضعفوش ..ف بعلمهم ازاى يحموا نفسهم ويهتموا بتفاصيلهم لان  الورده دى اللى عليها اسم كل واحد دى حياتهم لو اهتموا بيها كويس هيقدروا يواجهوا اى حاجه لكن لو اهملوها هما اللى هيتاذوا محدش تانى هيتاذى اختيار حياتهم ب ايديهم  ...!
_ طيب فرضا فى ورده ماتت من سبب ما اكيد صاحبها هيحس انها خلاص مفيش حياه انت كده بتديهم امل مؤقت ,,
_  اممم معاكى لكن الاراده هنا بتظهر  ممكن بليل  تشوفى الورده ميته تصحى من النوم الصبح  تلاقى مكانها نفس الورده لكن مبهجه او ورده تانيه احلى مكانها  ودا يفرق لو استسلمتى مكان الورده هيكون فاضى لكن لو مستسلمتيش الامل هيجددلك حياتك  تزرعى ورده تانيه وتكملى ,, مهما تقعى هترجعى تقفى تانى وان الدنيا مبتخلصش طول ما فينا نفس وعايشين ,,الدنيا بتخلص لما بنتلف بالكفن ...!
ابتسمت "سميه" وحست بشحنه ايجابيه وصدق فى كلامه بصت للورد وللورده بتاعتها وبصتله:
_ طيب فين وردتك ؟
شاورها اخر الصف : هناك اهى اومال انا باجى هنا كل يوم ليه علشان اشوف انا ماشى صح ولا استسلمت
 ضحكت "سميه": سورى ,,
 كملوا قهوتهم وخرج "جلال" وقعدت "سميه" مع الاطفال وبليل قعدت باصه لوردتها وحست ب امل جواها ..!

مرت ايام واهتمت "سميه" بوردتها وكانت فرحانه كل ما بتشوفها سليمه وريحتها حلوه تنتعش وتكمل يومها ولاحظت فى يوم ان فى ورده ماتت تانى يوم "جلال" حط ورده بدالها علشان الطفله متزعلش ...فى  يوم و"سميه" خارجه من الدار  قالت للمشرفين انها فى مشوار ساعتين وراجعه وهى خارجه
_ على فين على الصبح كده ؟
_ مشوار بسيط كده وراجعه
_ مشوار شخصى
_يعنى ...
  اتحركت "سميه" اتجاه عربيتها ونزل "جلال" وباصص عليها لوقت ما تتحرك لكن عربيه "سميه" مشتغلتش وحاولت كذا مره ومرضتش تتحرك .. قرب منها "جلال" :
_ فى مشكله ولا ايه ؟
فتحت الزجاج العربيه : مش عارفه في ايه ؟
_ طيب انزلى كده ؟
نزلت من العربيه وحاول يشغلها "جلال" مشتغلتش واتصل بالميكانيكى :
_ انا اتصلتلك بالميكانيكى بعد الضهر بيخلص شغل وهيجى
 _  بعد الضهر لا انا عاوزه اكون هنا قبل الضهر لا انا هاخد تاكسى
_ طيب انا ممكن اوصلك ؟
_ لالالا شكرا ,,دى مشكلتى وانا هحلها ..
_ على فكره دى توصيله بريئه اعتبرينى تاكسى ..؟
 ابتسمت "سميه": لالا شكرا
 وقفت" سميه" علشان توقف تاكسى وقتها ولا تاكسى مر من قدامها وو"جلال" واقف وشايف عندها انها رافضه تركب معاه العربيه يوصلها ومش عارف مشوار ايه المهم دا ..
قرب منها : "سميه" بلاش عند اعتبرينى تاكسى هوصلك وهرجعك
 بعد تردد والحاح من "جلال" وافقت "سميه": على فين يا مدام
ابتسمت "سميه": ع المقابر
 اتفاجئ "جلال": انتى رايحه تزورى حد
_ ايوه ماما انهارده الذكرى السنويه ..
_ اهااا ...
 اتحرك بالعربيه ووصلوا لمكان وفضل قاعد فى العربيه "جلال" ونزلت "سميه" شويا ولاحظ انها اتاخرت نزل من العربيه وشاف اطفال طلع فلوس وزعهم عليهم وقرب من مكان "سميه" سمعها بتتكلم مع قبر والدتها  :
_ بس دا اللى حصلى الفتره الاخيره بجد يا "ماما" انا سعيده جدااا وانا مع الاطفال دول احتياجهم ليا مخلينى احتاجهم اكتر فى حياتى معنى انهم ملهمش حد غيرى وانا مليش غيرهم مسيطر عليا  ومعاهم انا عرفت رسالتى فى الدنيا ايه انا كنت محتاره ومش عارف كل اللى حصلى فى حياتى ليه دا عقاب على ايه وايه ذنبى انى اعيش الوجع السنين دى لوحدى ,,طلع ان صبرى اخره هديه ومكافاءه كبيره من ربنا مجهزها ليا 25 طفل بيقولولى ماما وبيقولوها من قلبهم وانا اتحرمت من طفل واحد يقولى يا ماما ... انا دلواقتى اقدر اقولك مش عاوزه حاجه من الدنيا لانهم الدنيا عندى ...
كلام "سميه" اثر فى "جلال" وحس ب اقد ايه هى انسانه كويسه ...!

خلصت وخرجت وكان هو فى العربيه وقعدت وع وشها ابتسامه :
_ اسفه انى اتاخرت
_ لا ولا يهمك يلا
_ ايوه يلا
_ حاضر يا مدام
 ابتسمت "سميه":
_ ممكن اسالك سؤال ؟
_ اتفضل
_ انتى ليه مردتيش تقوليلى انك رايحه مقابر وصممتى تروحى لوحدك ..؟
_ لانى ببساطه بروح لوحدى ولان المشوار دا خاصه بيا لوحدى ليه احمل حد تانى هم مشوار مش يخصه ..
_انتى مش عايشه لوحدك فى الدنيا
 ابتسمت "سميه": واقعيا انا لوحدى ف انا قررت اعيش لوحدى وااقلم نفسى على حياتى الوحدانيه واحتاج لنفسى ..
 _ ولو حد مد ايده ليكى هترفضى
_ مفيش حد هيمد ايده غير لما يكون عاوز حاجه وانا للاسف مبقاش عندى حاجه اقدمها لحد غير شويا سنين فاضيه .. فبالتالى اعيشهم لنفسى افضل ..
سكت "جلال":  خبطات الحياه بتوصلنا لمرحله ان احنا لوحدنا بيبقى الوضع اريح مش اننا نكون وسط ناس ميحسوش بينا لان مفيش حد فيهم  جرب وجعنا
_ حاجه زى كده بالظبط
_ بالظبط ...

اتحرك بالعربيه ووصلوا الدار وابتدا يومهم وهو رجع الشركه .... مر شهريين وفى يوم اتصل "جلال" ب "سميه" وطلب منها تروح معاه مشوار الصبح ع اساس انه يخص الدار  ووافقت مر عليها فى الدار واخدها واتجهوا للمقابر تانيه اتفجئت "سميه" وطلب منها تنزل معاه ونزل ودخلو مكان وقروا الفاتحه :
_ "هدى ".."حسن" اعرفكم ب "سميه" اطيب انسانه شفتها بعدكم وهى اللى ماسكه الدار بعدك يا "هدى" والاطفال بيحبوها جدااا ...
 اتفجئت "سميه" ومكنتش عارفه تقول ايه من المفاجاءه وقف "جلال" 10 دقائق ساكت وبعدها قرا الفاتحه وخرجوا ركبوا العربيه  وفى الطريق كانت "سميه" ساكته ومكنتش متوقعه تروح مشوار زى دا ...
 ابتسم "جلال" : مخضوضه ؟
_  سؤال بس مش فاهمها انت ليه اخدتنى معاك ؟
_ علشان انتى اكتر انسانه هتفهمى احساسى وقتها  وبعدين انا مش اول مره اتكلم معاهم عليكى انا حكيت كتير عليكى معاهم من يوم الحفله لا استنى من قبلها لما رجعت من "دبى" و"نضال" حكتلى عنك  وقولت يشوفوكى وانتى تشوفيهم (ضحك) مش معنى الواقعى مجازا يعنى .. وانهارده  ذكرى سنويتهم  ..
_ بجد ...
_ ايوه
فى لحظه جت فكره  ل "سميه" حبت تفرح كلا من الاطفال و "جلال" :
_طيب ممكن  الفيزا بتاعتك
_ ليه ؟
_  هاتها بس
اخدت الفيزا :  ننزل على وسط البلد فى مشوار صغير
_ اوكيه بس فين ؟
_ اتحرك وانا هعرفك لما نوصل
 اتحركوا ونزلوا وسط البلد ودخلت "سميه" محل الالعاب بالجمله واشترت العاب ل الاطفال وكان مستغرب من تصرفها وركبوا العربيه ووصلوا للدار ونزلت وطلبت من البواب يخرج اللالعاب وحاوطوها الاطفال  وهى بتوزع عليهم الهدايا :
_ الهدايا دى من ماما "هدى" و"حسن" قولو ميرسى لبابا جلال انه وصلهلكم
 ابتسم "جلال" ان الفكره دى مجتش على باله  انه يقدم هدايا ل الاطفال فى ذكرى سنويه "هدى" وابنه  كان مكتفى ب اعياد ميلادهم بس  وفرح بتصرف "سميه" مع الاطفال وفرحتهم بالالعاب ...!
_________________________
يتبع 

هناك 5 تعليقات:

  1. اقل حاجة اقولها هيييييييييييييييح 😹❤

    ردحذف
  2. تحفة يا يارا استمري ويارب بنجاح وعقبال الكتاب
    قصصك بتديني طاقة ايجابية عالية اوي

    ردحذف
  3. حلوووه جداا😍😍😍 وجلال لطيييف اوووى ^^

    ردحذف