الثلاثاء، 8 أغسطس 2017

تؤام روح (8)

(8) 
بعد ما "محمود" و "كرم" خلصوا كلامهم سوا رجعوا ع بيوتهم سوا وصل "محمود" كرم" لغايه شقته ودخل شقته بيبص ع "سوسن" مش لاقيها دخل غرفه النوم لاقاها قاعده :
_ كنتى فاكرك نمتى يا "سوسن" 
_ ومن امتى بعرف انام وانت مش فى البيت ولا جنبى يا محمود..؟
راحت "سوسن" تساعد "محمود" فى تغيير هدومه :

_ مالك ملامحك وشك متغيره فى حاجه حصلت ولا ايه ؟
سمتت "سوسن" لحطات : عاوزه اتكلم معاك شويا فى حاجه مهمه ..؟
_ خير ان شاء الله
_ عقبال ما تصلى ركعتين الليل هعكون عملت كوبيتين شاى بالنعناع
_ مااشى
توجهه "محمود" وخلص صلاه وعملت "سوسن" الشاى وقعدوا :
_ حبه شاى بالنعناع سنسن حبيببتى الل بتعرف تعملهم
_ الف هنا
_ سامعك فى ايه ..؟
_ "زين" و "كريم" و "مريم" عارف ان دول الل طلعنا بيهم ب دنيتنا دى وهما اهم من نفسنا صح ..؟
استغرب "محمود" : اه طبعا ومش محتاجه تاكيد .. فى حاجه ولا ايه ..؟
_انهارده وانت بتتكلم مع "كرم" سمعتكم وسمعت قرايه الفاتحه الل ولا فكرتوا تسالونا ولا تسالو اصحاب الشان عليها .. ايه الل عملته دا يا "محمود" ..؟
تغيرت ملامح " محمود": بصى يا "سوسن" انا مش هقولك الولاد مكانتهم عندى ايه ولا كرم وسناء وانتى عارفه .. لكن الايام سريعه ومحدش ضامن عمره يعنى احنا معاهم انهارده وكنا امبارح مش متاكدين هنكون معاهم بكره ومغلطتش انا لما حبيت اظبط الصوره ..
_ ازاى كده ظبطتها ومين غيرك انت و "كرم" موافق اصلا الل اتفقتوا عليه دا حياه اشخاص مش ستاير عاوز تغيرها ف المطعم ولا تجيب شيف تانى ... دول "كريم" و "مريم"
بنبره حاده: ماهو علشان "كريم" و"مريم" انا فكرت كده ومن اول ما اتولدو فكرت فى كده ,, انا مش هسمح ل "كريم" يغلط تانى ويتجوز زى ماعمل ومش هرتاح وانا شايف فى عين صاحبى الوحيد فى عينيه قلق وخوف ع بينته الوحيده الل من طيبتها ممكن اى حد يستغلها ,, الل جوازه دى ضمان راحه للكل والحمد الله الاتنين مفيش اى سوء تفاهم بينهم متفاهمين
_ من زمان.. ع كده لو مكنش زين رضعته كنت هتحول عليه ..؟
_ فعلا كنت هجوز "زين" ل "مريم" لولا موضوع الرضاعه دا .. القرار دا فى مصلحه الجميع وهو انا قلت يتجوزو بكره دى خطوبه بسيطه كده واحنا هنتكلم مع الاولاد لسه دا اتفاق بينى وبين "كرم" اتفاقنا فى الوقت المناسب هنفاتحهم فيه
بملامح غير مريحه: لكن يا محمود
_ مفيش لكن .. انا داخل انام شكرا ع الشاى ...!
قام محمود ودخل نام وقعدت "سوسن" بتردد: الل كنا خايفين منه يحصل حصل يا "سناء" ...!
فى الشقه الاخرى كانت "سناء" فى انتظار "كرم" وتحدثت معه :
_ ازاى يا "كرم" تحكم ع بنتك الوحيده كده ,, دا اسمه تناقض الل بتعمله معاها ؟
_ ازاى ..؟
_ يعنى تديها حريتها فى كل القرارات وتيجى عند اهم قرار وتسرقه منها ازاى ,, "مريم" ليها الحريه والحق فى اختيار شريك حياتها زى ماانت اختارت وانا اختارت ومحمود وسوسن اختاروا ,, مينفعش تحرموا ولاد من اهم حقوقهم وترسموا حياتهم انت و"محمود" خرجتوا من بيت اهلكم علشان كان عاوزين يسرقوا حق الحريه بلاش تكرر الل حصل زمان دلواقتى
_ انا يا سناء مش عاوز اسرق حقها لكن انا عاوز اضمن مستقبلها
_ مستقبلها دا فى علم الغيب وهى الل تخططله بلاش نغلط غلطه نندم عليها بعدين .. لو كريم بيعامل "مريم" كويس فدا علشان هو فى مكانه اخوها زى "زين" هى مشفتش غيرهم طول عمرها سيبها تعيش حياتها وتاخد قراراتها واحنا جنبها احسن ما يجى اليوم وتبقى بعيده ..
_ يعنى انتى شايفه ايه ..؟
_ شايفه انك تلغى موضوع الفاتحه دى ولا اكنها حصلت مع محمود و تسيبوا الولاد يقررو حياتهم بنفسهم احنا عاهدنا نفسنا مش هنكرر الل حصل زمان
صمت "كرم" للحظات: انا هتكلم مع "محمود" بكره تانى هو يمكن انا اتسرعت من خوفى ع "مريم" خدت قرار متسرع
_ متخافش ع "مريم" لان معاها احنا كلنا ..
_ اسف يا "سناء"
_متتاسفش انت اتكلمت من احساس الابوه اتجاه بنتك وبصيت ع قدام ونسيت تاخد العظه من الماضى .. حصل خير متزعلش وكويس ان الموضوع اتفتح فى يومها قبل ما يوصل ل الاولاد ..

فى اليوم الثانى تحدث "محمود" مع "كرم" حاول كرم يقنع "محمود" ول اصرار "محمود" ع ارتباط "مريم" و "كريم" اقتراح ع "كرم" تأجل الفكره لغايه ما "مريم" تخلص جامعتها والكلام يكون بينهم لوقتها لان لو حصل وارتبطت ب "كريم" هتسافر معاه ع القاهره لكن وقتها كان اقتراح انها مش هتكون "خطوبه" هتكون " زواج" لم يعطى "كرم" موافقته وأجلها لوقتها واحترم "محمود" رايه ..!

ابتدى العام الدراسى لسنه الثالثه بدون جديد وانتهت واتت السنه الرابعه ل "مريم" و "زين " ,,كانت "مريم "مشغوله فى دراستها والاهتمام ب الاطفال لتعليمهم القراءه والكتابه و"زين" مشارك لها فى كل ما تفعله لكن اوقات يهرب منها ويخرج مع اصحابه ويرجع يصالحها ببيتزا كالعاده ...!

فى يوم "مريم" و"زين" راجعين من الجامعه مع بعض ع البيت قبل ما يدخلو العماره وفقت "مريم" متفاجئه :
_اخ ..نسيت
_ نسيتى ايه ؟
غيرت نبره صوتها لدلع شويا : اعدى ع السوبر ماركت اجيب شويا حاجات كده انقنق فيهم الحاجات الل فى المرسم بح خلصت
نظر لها زين: بح خلصت .. تعرفى يا "ميما" ايه معنى كلمه "درفيل"..؟
_ لا
_ دا كائن يعيش فى الاسكندريه يتناول ف الحلويات والشيبسيات والبيتزيات وهو خليط من الدولفين والفيل وناقصله زلومه واغلب وقته بيقعد فوق فى السطح فى غرفه منعزله عن البشر علشان منيقضش عليهم
خبطته "مريم" : تقصدى انا يا جزمه ..؟
_ لا خالص انا اقصد الدرفيل ,, متروحى تتنيلى السوبر ماركت ع اخر الشارع حسستينى انك نسيتى كاس العالم يا شيخه
بنبره تعب : مش قادره ارجع بجد انت روح هاتلى ع ذوقك الل هو ذوقى وانا راضيه ورايا حاجات كتير مطلوبه منى ف الكليه وبحب اعمل رست انقنق بدل ما اكلمك واخليك تيجى وتجبلى....
_ خلاص خلاص .. وبتقولى بتنقنقى دا افتراس مش نقنقه ..
مسكت دراعه : هتروح ولا اعضك ها ..ها
ابتعد سريعا "زين" وملامح الخوف ع وجهه : يا مجنونه .. رايح .. رايح اهو
ب ابتسامه: متتاخرش يا بيبى
ذهب "زين" الى السوبر ماركت وجلست " مريم" فى مدخل العماره وهى قاعده شافت تاكسى وقف قدام العماره ركزت نظرها كويس شافت بنوته تبلغ من العمر 27 عاما محجبه قمحيه البشره ذات عيون بنيه غامق جسمها ك الموديلات عارضات الازياء وممسك بيد سيده كبيره فى العمر ...فا اتفاجئت "مريم" وقامت واقفه : معقوله ... ملك ..؟
اتجهت لباب العماره ووقفت والفرحه ع وجهها : دى "ملك " بجد ...
وبصوت عالى : ملووووكه
نظرت لها " ملك" والابتسامه ع وجهها : ميما ..
ذهبت مسرعا "مريم" اتجاه "ملك" وارتمت فى احضانها : ملوووكه وحشتينى وحشتينى
بنبره سعاده : انتى كمان يا "ميما:.. عامله ايه واخبارك ؟
_ الحمد الله ..
نظرت "مريم" الى السيده الكبيره : سورى يا طنط مسلمتش عليكى حضرتك عامله ايه ؟
ابتسمت السيده المسنه: الحمد الله يا حبيببتى انتى عامله ايه انتى وماما وبابا ومحمود وسوسن والواد الشقى زين
ابتسمت"مريم" الحمد الله كلنا بخير دا هيفرحوا كلهم انكم جيتوا
و"زين" وهو راجع اتجاه العماره شايل شنطه"النقنقه" بيتكلم مع نفسه : تقعد تنقنق وانا ادفع ,, بربى فيل صغير انا
ف القى بنظره عند باب العماره وجد " مريم" واقفه مع اشخاص ف اقترب وكان يشبهه عليهم وبصوت عالى : معقوووله "ملك"
نظرت له "ملك" ب ابتسامه: زيزو ازيك..؟
بفرحه وابتسامه : الحمد الله ..ازيك انتى ازيك يا طنط نورتوا الاسكندريه بجد
ابتسمت السيده المسنه: منوره ب اهلها يا حبيبى
"ملك" مبتسمه: ايه التغييرات الل حصلت فى الشارع ايه كميه الاشجار والنظافه دى ومكنش فى حديقه ع اول الشارع حصل امتى كل دا ..؟
ضحك "زين": اعرفك . "مريم كرم" مرشحه تكون وزيره البيئه القادمه انتخبوها ولكم جزيل الشكر
خبطته "مريم" : غلس ..
_ انتى يا "مريم" الل عملتى دا كله ..؟
بنبره اعتراض : مين دى لا طبعا انا وهى وشباب واطفال الشارع فى مره نزلت تجيب حاجه لاقت زباله مرميه معجبهاش المنظر اقترحت عليا الفكره او معنى اصح غصبتنى ع الفكره بالاقهار وولفينا ع كل شقه اخدنا منها 10 جنى وفى الله يباركلهم كانوا بيدونا اكتر ف رجعنا تظبيط الشارع بقى عندنا الخضره والمايه ومستنين بقى الوجه الحسن علشان نقول توتا توتا
_ رخم من يومك.. بس ايه رايك يا ملك بجد مش الشارع اختلف
_ جدااا ولاحظت كام شارع بقوا كده بجد مفيش احلى من النضافه والخضرا
_ ماهى "مريم" فيروسها انتشر فى الشوارع المجاوره وعملت نظام كل شهر تاخد 10 جنى تنظيف الشارع والل هيرمى الزباله بعيد عن بوكس الكبير دا هيدفع غرامه شوفتى ,, من انهارده مفيش حكومه مريم الحكومه
ضحكوا الجميع " ملك: والله شاطوره يا ميما ,,
ابتسمت "مريم" : يلا نطلع ونكمل فوق رغينا
حملا الحقائب وذهبا الى شقه "ملك" وهى كانت بالدور اسفل شقه "مريم" و"زين" ودخلا الشقه :
مريم بتبص حواليها : ايه دا الشقه مكركبه اوى ومليانه تراب "ملك" خلى طنط تطلع شقتنا ماما فوق لغايه ما نخلصها وتتهوى علشان متتعبش من التراب
تتحدث السيده المسنه: ياحبيببتى بلاش ازعاج ليكم
تدخل "زين: لا ازعاج ولا حاجه تلاقى "سناء" جايبه روتانا كلاسيك وبتتفرج ع عبد الحليم وبتفتكر ايام الذكريات والحب الجميل و"سوسن " قاعده تتنهد جنبها اطلعى يا طنط شوفيلك مشهدين تفتكرى بيهم عمو المرحوم
ضحكت "ملك" ووالدتها وخبطته "مريم": يا خفيف .. يلا يا طنط اطعى مع "زين" وعقابا لخفه دمه هينزل يجبلنا طلبات واعملوا حسابكم الغدا عندنا انهارده
اخد زين السيده المسنه وذهبا الى الاعلى ونظرت "مريم" الى " ملك" : هيا بنا
- هيا بنا

بعد قليل احضر "زين" لهم ادوات لتنظيف المنزل ومشى وسابهم ع حريتهم .. بعد ساعات تعبت "مريم فوجهت الكلام ل "ملك: بقولك ايه يا ملك نرتاح شويا ل احسن انا فصلت باور كده مفضلش غير الصاله والمطبخ والحمام الاوض اتنفضت من التراب ..
_ معلش تعبتك يا "ميما" معايا
_ عيب تقولى كده .بس غريبه انتم جايين غير كل سنه وبقالكم سنتين منزلتيش اسكندريه عادى ولا فى حاجه ..؟
تنهد "ملك": لا احنا المرادى مقيمين مش قاعدين
انتبهت "مريم" ل " كلام" ملك" : هتستقروا هنا يعنى مش هترجعوا القاهره ..؟
_ اها .. احنا بيعنا شقه القاهره علشان صحه ماما تعبت ومحتاجه تغير جو وهى بتكون مبسوطه فى الاسكندريه فقررنا نرجع نعيش هنا تانى وبصراحه وحشتنى قعدتكم كلكم
ابتسمت " مريم": احلى خبر سمعته بجد كنت مفتقداكى اوى الواد" زين" الرخم كان بيرخم عليا ع طول ومكنش فى حد يقفله لا انتى و "كريم" غرقان فى القاهره وسفرياته
تغيرت ملامح "ملك": ربنا يخليكم لبعض
ابتسمت "ملك" ابتساه باهته ولاحظت " مريم : مالك يا ملك فى حاجه ولا ايه ؟
نظرت لها "ملك" محاوله اخفاء ملامحها وابتسمت: سلامتك يا حبيببتى ...
اصرت : مريم ": لا انتى متغيره زى الل مكتومه فيكى ايه ؟ حصلت حاجه تانى بينك وبين اشرف ..؟
اتنهدت "ملك" تنهيده وجع : ع طول بيحصل دا العادى,, بس بجد عجبتنى التغييرات الل حصلت ف الشارع
_ بصى بصراحه اولا انا فعلا كان مضايقنى منظر الزباله ف الشارع والمنظر العام ولما فكرت لاقيت الشارع مليان شباب واطفال يعنى فى ناس ممكن تساعد لما اقترحت الفكره لاقيت تشجيع ونفذت وعملت يوم فى الاسبوع لنظافه الشارع والكل بيشارك ,, هما الناس كانوا محتاجين زقه وانا زقتهم وبصراحه "زين" زق زق لغايه ما نفسه اتقطع
_ وثانيا بقى ..؟
_ ثانيا انا رسمت خطه بينى وبين نفسى الم "زين" عن السرمحه واشغله فى حاجات مفيده علشان ميبقاش عنده وقت فراغ يتسرمح فيه ولا انا احس بملل لما يسيبنى عاوزاه تحت عينى ع طول والحمد الله الخطه بقالها سنتين شغاله كويس جداا
_ لولا الكل عارف انكم اخوات كنت قلت انك بتحبيه ..؟
_ فشرررر انا ارتبط بالكائن الزيزو دا لا خالص بس فى نفس الوقت ميرتبطش بواحده تانيه
_ هيترهبن ماهو انتى هيجى يوم وترتبطى ..؟
سكتت "مريم" للحظات: هى فكره بعيده لانى ملقتش الل يخطفنى ولغايه ما الاقيه مش هسيب "زيزو" لاى واحده غير لما اقتنع بيها انا .. المهم سيبك انتى ويلا بينا نكمل علشان ماما تنزل ترتاح
بضحك "ملك": فعلا كنتم وحنى والضحك معاكم مختلف .. يلا نكمل بقى الشقه علشان ماما تنزل ترتاح
_ يلا بينا ..!
وصعدا الى شقه " مريم" وتناولا الغذا ونزلا الى شقتهم اعطت "ملك" والدتها الدواء وجلست بجانبها ع السرير : محتاجه حاجه تانى يا ماما ..؟
امسكت والدتها يديها وضمتهم فى يديها : تسلميلى يا حبيببتى ربنا يخليكى ليا
ابتسمت ملك: ربنا يخليكى انتى الل ليا يا حبيببتى
نظرت لها والدتها : ممكن اطلب منك طلب يا ملك ..؟
"ملك" سريعا: طلب ايه انتى تؤمرينى ياست الكل .. عاوزه ايه ؟
_ عاوزاكى متزعليش من اخوكى ..؟
تغيرت ملامح "ملك " وصمتت واستكملت والدتها الحوار : صدقينى "اشرف" مش وحش هى الدنيا لاهتهم بس وغيرتهم لكن جواهم طيب ,,
سريعا محاوله تغلب ع غضبها : دنيا ايه الى تلهيه عن امه واخته الوحيده يا ماما ,,ازاى تكونى بتعملى العمليه واكلمه اقوله انا لوحدى ميفكرش يجى واتكل عليا وسابنى ملخومه ,,ازاى تحصل مشكله ف العماره ف القاهره مع صاحب العماره واطلبه واقوله تعالى اتكلم معاه وحسسوا اننا مش لوحدنا ومعانا راجل بيكبر دماغه وبيجيلنا بعدها بفتره عادى ياكل ويشرب ويمشى دا مفكرش يدخل عليكى بكيس فاكهه ولا فكر يسالنا بنصرف ازاى من بعد بابا ما اتوفى ,, مزعلش ازاى بس ..؟
_ احنا يا حبيببتى مش محتاجين حاجه من حد ربنا كافينا وذياده
_ ايوه الحمد الله .. لكن فى حاجه اسمها واجب واجب عليه يراعينا حتى لو احنا مش محتاجين ,, مش يسال دقيقتين فى الموبيل وشكرا وزيارته هو وولاده ومراته كل فين وفين هو انتى مش ليكى حق تشوفى ولاده داا انتى بتتحيلى عليه يجبهم علشان تشوفيهم انا خلاص اعتبرته مش موجود بما انى قايمه بدور راجل فى كل حاجه وهو ديكور ...
_ متقوليش كده يا ملك ..
_ لا يا ماما هقول وفى اكتر .. عدم اهتمامه ب امه واخته الوحيده دا غلط. مش الاهتمام دقيقتين فى الموبيل وزياره علشان ياكل وبعد الاكل بيمشوا داانا عقبال ما بغسل المواعين بيكونوا مشيوا يا ماما ..المفروض انه الراجل بعد بابا ومن وقت ما بابا مات فعلا الحياه اتغيرت اوووى ل الاسوء ...
صممت والدتها .. استكملت "ملك" : ماما انتى حاسه انك ربيتى اشرف صح ولا كويس ؟
صممت الام واستكملت ملك: هقولك انا .. انتى ربتيه كويس لكن مربتهوش صح الفرق بين الاتنين واسع ..
التربيه الكويسه هى انك تعلمى اولادك ميشتموش يحترموا الكبير مؤدبين الناس تحلف بيهم من الل شايفنهم الاساسيات التربيه لكن التربيه الصح انك تعلمى ولادك المسئوليه ويكونوا قدها ميكونوش انانيين يهتموا ب اهلهم ويكونوا من اولوياتهم .. يكونوا السند والضهر والحمايه ل اهل بيته ولكل حد محتاجه وميستناش مقابل وان غياب الام او الاب فى البيت يكونوا سدادين فى مكانهم علشان باقى اهل البيت ميحسوش بفراغ وميكونش مجرد صوره ,,
علشان كده بتفشل اغلب الجوازات عارفه ليه علشان الاهل بيدوروا ع ابن الناس المتربى كويس مش المتربى صح ...
ادمعت عين والدتها ولاحظتها "ملك" فشعرت بوجع لانها احزنت والدتها ف مسكت يدايها وقبلتهما : انا اسفه يا ماما متزعليش منى مش قصدى ازعلك واعتبرى انا مقولتش حاجه
_ ازاى اعتبر انك مقولتيش حاجه وانتى كل كلامك صح وفعلا انا الل غلطانه ومعرفتش اربى صح ,, بس النصيب كده وفى الاول والاخر دا اخوكى
_ يا ماما انا مش بكرهه انا مش عاجبنى تصرفاته اتجاهننا دا معاه اولاد ياعالم المستقبل فيه ايه الل بيعمل حاجه دلواقتى بيحصدها بعدين مهما طال ..واكيد انا مش هحب اشوف ولاده مع بعض كده اكيد بتمناله انهم وقت ما يحتجوه يلاقوه فعلا ,,الل ملوش خير ف اهله ملوش خير ف اى حاجه ف الدنيا
سكتت والدتها وكملت كلامها : الاحتياج يا امى أحساس مميت خصوصاً لما يكون الشخص الل محتاجله جنبك ومش حاسس بيك ودا اخويا للاسف مش حد غريب ..
_ متزعليش بس انتى وربنا ما يحوجك لحد
_ انا مش عاوزه حاجه ولا حد غيرك يا ست الكل انتى كفايه عليا ودا اهم حاجه فى حياتى
_ ربنا يفرح قلبك يا بنتى
_ نامى بقى ياحبيببتى وارتاحى انتى ومتزعليش منى
وضعت قبله ع راس وايدى والدتها واغلقت النور واغلقت عليها الباب وذهبت الى غرفتها فتحت النافذه واغمضت عنيها وتنهدت وقالت : انت الى عالم بحالى يارب

كانت "ملك" مبتسبش والدتها وحدها ابدا دائما جالسه معها وكانت " مريم " دائما معاها لما بتكون فاضيه ,,ابتدت امتحانات الترم الاول وانشغل كلا من "مريم" و "زين" فى الامتحانات وجاءت مناسبه راس السنه .. وكعادتهم كانوا يحتفلون بيها ف المطعم فاصرت "مريم" ع أحضار "ملك" ووالدتها ..وابتدت الحفله فى المطعم وسط الموسيقى والاكلات البحريه الرائعه الشهيه وكان "زين" قام بدعوه اصدقائه و"مريم" ايضا .. واثناء الاحتفال انطفء الانوار وتفاجئ الجميع ونظرا حولهم من جميع الاتجاهات وفاجاءه سمعوا صوت قادم من اتجاه الدى جى " HAPPY NEW YEAR " وانشغل الاضواء وكان "كريم " ... تفاجئ الموجودين بحضوره فذهب كلا من "زين" و "مريم" اتجاهه مسرعيين : كيموووو
ابتهج كريم : وحشتونى يا جزم
قام "زين" بخبطه فى رجله : يعنى قعدنا اسبوع نتحايل عليك ونكلمك دولى وتكلفنا وتقولنا مش هتقدر ترجع
فى هذه اللحظه استكمالا لكلام "زين" قامت "مريم" بركل " قدم "كريم" الاخرى : ونقولك علشان خاطرنا مينفعش متكونش معانا فى يوم دا وتقولنا لا
توجع "كريم" وتالم من الركلات : يخربيتكم هتكسحونى كده
ضحكت "مريم": احسن تستاهل المهم الهدايا فين اوعى تكون نسيت ها ها
غمز "زين" ل "مريم" : استنى بس يا "ميما" هدايانا موجوده خلينا نستمتع ب "كريم" وهو بيستقبل هديته
تعجب "كريم" : هديتى .. هديه ايه ..؟
غمز "زين " ل كريم" : هديتك هناااك ع الترابيزه الل ع الشمال جنب الشباك ولابسه جاكت بنى و..
اثناء حديث "زين" نظر "كريم" فى اتجاه الطاوله المتواجده بجانب الشباك وفاجاءه تغيرت ملامحه الضاحكه الى ملامح دهشه ومفاجاءه وصدمه ورددت بصوت هامس : ملك
اقترب منه "زين" : ماهى دى المفاجاءه الل قلتلك عليها تعالى وانت عمال تتقل
اقتربت "مريم": "ملك" رجعت تستقر فى الاسكندريه ومش راجعه القاهره تانى
تفاجئ "كريم" : تستقر ..
امسك "زين" يدى "مريم" وغمزلها : يلا بينا يا ميما اصحابنا مستنينا
استمر "كريم" بالنظر اتجاه " ملك " وكانت "ملك" تنظر اليه نظره عتاب والالم ...
تحرك خطوات اتجاهها ولكن قابله " محمود" وقام بتحيته وتحدثا وبعد قليل ذهب الى طاوله "ملك : مساء الخير ..ازيك يا طنط..؟
نظرت اليه والده "ملك" ب ابتسامه: كريم.. ازيك يا حبيبى عامل ايه ..؟
ابتسم كريم: الحمد الله يا طنط بخير وحضرتك ..؟
ابتسمت والده "ملك" بخير الحمد الله .. مراتك عامله ايه ؟
رد مسرعا : اعتقد انها كويسه
ضحكت " والده ملك": تعتقد .. ودا ازاى وهى فين مش معاك ولا ايه ؟
ضحك: لو عاوزه تشوفيها سافريلها فرنسا هى قاعده هناك
_ ليه كده ياابنى مش قاعده معاك
ابتسم "كريم": لان ببساطه احنا اطلقنا
تفاجئت والده "ملك: ليه كده يا كريم ؟
اتنهد "كريم" وبص ع "ملك ": النصيب يا طنط ماهو القرار الغلط مبيستمرش كتير بينتهى بسرعه وانا كنت متسرع وقتها
رتبت ع يديه : ان شاء الله ربنا هيكرمك بالاحسن انت تستاهل كل خير
_ ان شاء الله
نظر "كريم" الى "ملك" ووجدها صامته لا تتحدث ملامح وجهها جامده خاليه من اى تعبير غير انها متجاهله وجوده وجهه لها الكلام : عامله ايه يا ملك ؟
نظرت له نظره حاده : الحمد الله
_ اخبارك ايه اشتغلتى ولا لسه ..؟
ردت بحده: لا لسه
نظر الى والده "ملك" : فاكره يا طنط لما قلتلها تعالى تشتغل ف الشركه معايا اول ما عملتها ومردتش
ردت سريعا ملك: وانا قولتلك شكرا
تفاجئ "كريم" من رد وملامحها الحاده: انا مقصدش حاجه انا ...
نظرت "ملك" لوالدتها متجاهله "كريم" : يلا يا ماما نرجع البيت علشان تاخدى العلاج وترتاحى
والدتها نظرت ل كريم " : هشوفك تانى يا كريم
حاول "كريم" رسم ابتسامه : ان شاء الله انا قاعد يومين هنا
وخرجت ملك ووالدتها بعد سلمت ع الجميع وكان " كريم" يراقب انصرافهم من امام نظره حتى وقفوا تاكسى واتحرك .. استمر فى مكانه صامت حتى جاء اليه "زين" مرتبا ع كتفه : روحت فين اكيمو ..؟
بنظره شارده وبنبره حزينه: انا مش عارف ارجع تانى ..؟
لاحظ "زين" اللهجه : مالك ..انا مكنتش اعرف ان مقابلتك ل "ملك" هتضايقك كده ..؟
تنهد "كريم" ونظر الى "زين". انا الل مكنتش متوقع بعد السنين دى مقابلتى هتضايق ملك كده ..؟
اتنهد "زين" وملامح حزن ع وجهه : ماهو الل عملته معاها مش سهل اى واحده تنساه بسهوله . بس اقولك الوقت ك فيل يداوى ؟
ضجك "كريم" ضحكه سخريه : الوقت .. الوقت بيموتنا مش بيشفينا .. الانتظار مميت انت بتكون مش عارف هتشفى جروحك ولا هتتوجع اكتر ,الوقت خنجر بيحفر فى حياتنا وعمرنا واحنا مستسلمين متوهمين بالعلاج وصدفه واحده صدفه واحده الجرح بيفتح تانى واعمق ..
_فى جروح مع الوقت بتداوى لمجرد الذكرى مبتأثرش فيه عادى يعنى ...؟
_ فى جرح انت السبب فيه ودا الجرح الوحيد اللى الوقت مش علاجه لان مهما مرت سنين وبينت انك عادى وخلاص و نسيت كلمه واحده تفتح الجرح فى ثوانى ..من الاخر بتكون عايش روح مجروحه مبيحسش بيها غير صاحبها وملهاش علاج غير لما تعالج الجرح من بدايته لكن الوقت مش هيشفيه ..الوقت وقتها هيكون مجرد عذر علشان تستجمع فيه شجاعتك علشان تواجهه جرحك وتعالجه بنفسك زى ما كنت السبب فيه بنفسك ...!
_ يعنى
_ يعنى "ملك" مش مطلوب منها حاجه انا الل مطلوب منى اتوجع واتالم ع كل لحظه وجعتها فيها وانا مش عارف ,,, حقها بيرجعها من لحظه ما سبتها ..
_ لدرجه دى انت موجوع يا "كريم" ..؟
اتنهد "كريم": انك توجع الشخص الوحيد الل قلبك قفل عليه مبتوجعوش لوحده بيبقى وجعك ضعفه ,,
شرد "زين" فى كلام وشكل "كريم" ونظراته الحزينه ومدى الوجع الل حسه من فراق "ملك" وردد فى سره : كده استحاله "كريم" يفكر فى "مريم " لا دلواقتى ولا حتى بعد ما تخلص كليتها
استجمع نفسه وبنبره ضحك:
_ مالك قلبتها فلسفه وعلم جروح كده ليه يا عم .. روق كده
سمع "زين" والده ينده عليه: تعالى الناس بتنده علينا ربك هيدبرها

انتهت الحفله وذهب الجميع الى منازلهم تاركين امنياتهم ببدايه العام الجديد
معرفش "كريم" ينام حتى طلوع الفجر فتح دولابه وارتدى طقم الرياضه ونزل يتمشى ع الكورنيش علشان يخف القلق والارق الل عنده وهو خارج من الشاره بص ع الكورنيش الاتجاه التانى شاف "ملك" وقفه قدام البحر من غير تفكير عدى سكه العربيات وتوجهه اتجاهها لكن وقف مقدرش يقرب ,, بعد لحظات تحركت "ملك" بخطوات بطيئه ع الكورنيش وكان خلفها "كريم" بيتحرك ع نفس بطئها وقفت وبصت ع البحر واتنهدت فى اللحظه دى استجمع "كريم" شجاعته وقرب منها
نظر لها للحظات : زى ماانتى متغيرتيش ..؟
تفاجئت "ملك" : كريم ..؟
ضحك "كريم" : سورى لو خضيتك لكن انا شوفتك لوحدك قلقت حد يضايقك و..
نظرت له "ملك" نظره حاده وصممت وتحركت من مكانها راجعه ع البيت
تفاجئ كريم من صمتها وانصرافها : انا مقصدش ازعجك لكن فعلا قلقت حد يضايقك و ..
نظرت له بنظره حده : من امتى وانت قلقان عليا كده لو حد هيضايقنى ولو حد ضايقنى ميخصكش بعد اذنك ...؟
اطلقت "ملك" الكلام كرصاص فى وجهه "كريم" وتركته ذاهبه مسرعه الى المنزل ووقف "كريم" ينظر اليها من بعيد ..!

حاول "كريم" مرارا وتكرار ان يتحدث مع "ملك" ولكنها كانت دائما تقابله بالصد..
سافر "كريم" للعمل خارج مصر وفى اثناء هذه الفتره تقدم عريس ل "ملك " فى يوم صعدا كلا من "ملك" و " مريم" الى سطح العماره وقعدوا امام المرسم :
_ انتى موافقه ع العريس دا يا ملك ..؟
_ مش عارفه ..بس احتمال اه
_ هو ايه الل احتمال اه هو انا بقولك تاكلى كوسه ولا باميه .. دا جواز ..جواز
تنهدت "ملك": مش فارقه معايا بجد ...؟
_ طنط قالت ل ماما ان العريس دكتور وحاجه كبيره كده ومحترم وحاجات كويسه فيه وانتى شوفتيه اكتر من مره ف المطعم عندنا وهما من عيله محترمه بصراحه يعنى عريس لقطه ..؟
ضحكت "ملك": ماشاء الله
_ ايه ضحكك؟
_ اصلك وانتى متحمسه كده فكرتينى بواحد بيعرض شقته ع البحر للبيع وقال كل المميزات لدرجه تحسى انها مفيش زيها ومقالكيش ع ولا عيب معان كل حاجه فى الدنيا جماد او حيوان او انسان ليه جانب كويس وله جانب عيوب ,, اانتم بتمدحوا فى شخص انتم نفسكم معاشرتهوش علشان تحكموا عليه انتوا حكمتوا ع الل سمعتوه وسامعينه فبلاش لهجه الثقه دى لان فى جوازات بتفشل بسبب الاعتماد ع راى الاخرين ...!
_ يعنى انتى رافضاه ولا هتوافقى ..؟
_ مش عارفه
سريعا وبدون تفكير : هو انتى لسه بتحبى "كريم "..؟
تفاجئت "ملك" بسؤال "مريم" المفاجئ : ايه الل بتقوليه دا
_ مقصدش حاجه انا بسالك علشان ...
قاطعتها "ملك" لا علشان ولا بتاع ..كريم صفحه واتقفلت من سنين والسبب انى متجوزتش هى ماما مش هينفع اسيبها لوحدها,, انا مش هيفرق معايا اتجوز مين لكن الل فارق معايا ماما هتعمل ايه واستحاله اسيبها لوحدها
_ طيب فرصه العريس دا ساكن ف اخر الشارع يعنى هتكونى مع مامتك
_ ماهو دا السبب الل مخلينى لسه مقررتش وهشوف "اشرف " هيطفشوا المرادى زى كل مره ولا هيسيبوه ..؟
استعجبت "مريم" من لا مبالااه "ملك" : هو انتى عاوزه تتجوزى ولا لا يا ملك ؟
_ عادى ..
_هو ايه الل عادى .. متتكلمى معايا عدل علشان افهم
_ الجواز عندى عادى .. مش ضروره عندى حصل محصلش مش هتفرق
_انتى هتتجوزى واجب بقى ..
_اومال الجواز ايه ؟
بنبره ثقه "مريم": لا الجواز حاجه كده ملهاش وصف انك تعيشى مع انسان فى بيت واحد تتشاركوا الاكل والنوم والنفس ف المكان الجواز مشاركه بين اتنين .. ودا بيبقى طبيعى مش واجب ..
نظرت ليها "ملك" ب ابتسامه وعيونها فيها دموع محبوسه : الارتباط انك تختارى شخص مش يشاركك الاكل والشرب والنوم ع قد ماهو يكون قادر عن غيره يشارك محنتك ومشاكلك ووجعك يكون الايد الوحيده الل بتطبطب عليكى ,, الحضن الوحيد الل بيدوب فيه اى وجع تحسيه ,, السند والضهر والحمايه الل يحسسك ان الدنيا مهما حصل فيها ماسك ايدك ومش هيسيبك ,, الل هيحس بيكى اكتر من غيره ,,الارتباط او الزواج الصح كلام الرومانسى بيتحول لفعل وقت الازمات مش الاوقات السعيده بس ,, ارتباط اى اتنين ببعض بيكون ارتباط روحين مع بعض يكون الروح المكمله لروحك بتندمج مع بعض وتبقى روح واحده فى جسمين ,,
_ طيب شوفى كده مش يمكن تحسى بحاجه اتجاهه؟
_فى احساس بيتولد جوه الانسان مع الوقت بيخلى الالوان كلها لون واحد ومش هينبهر لما يشوف اى لون ف بالتالى وقت الاختيار مش هيحتار هيمد ايده وزى ما تطلع معاه هيقبلها ,, الاحساس دا اسمه موت الروح ,, روحك بتحتضر ومع الوقت بتموت بتفقد الاحساس والتمييز وقتها مبيفرقش معاكى اى حاجه حصلت زى محصلتش ,,
_ والروح دى مبيتردش فيها الحياه تانى ..؟
_ ممكن بس مش سهله تحصل لان الروح دى مع الوقت بتكون تعبت واتقطعت فتافيت خلاص فمين الل هيقدر يجمعها تانى بتبقى صعبه جدااا عليه والاغلب محدش بيحس بيها
سكتت مريم : مش فاهمه انتى فى دماغك ايه ..؟
اتنهدت "ملك": يعنى انا اتجوزت او لا مش هتفرق كتير انا سيباها كده
فى هذا الاثناء رن موبيل" ملك" وكانت والدتها : انا نازله اشوف اخرت المباحثات ايه ..؟
_خير ان شاء الله
توجهت "ملك" الى السلم وذهبت الى شقتها وذهبت مريم الى المرسم الخاص بها واتصلت ب "زين" لشراء البيتزا لها مررده : زيزو .. ميما جعانه اوى اوى

فتحت "ملك" باب الشقه وسمعت اصوات عاليه من اخوها الاكبر "اشرف "
توجهت سريعا الى مصدر الصوت : فى ايه صوتكم عالى كده ليه ؟
بلهجه حاده: انتى موافقه ع العريس دا
نظرت ملك ل اخيها نظره استعجاب : انا الحمد الله كويسه وبخير وانت ..؟
تعجب من طريقه ردها : انتى هتهزرى ..؟
ردت بلهجه هاديه: لا انت الل بتهزر المفروض تقولى ازيك عامله ايه اخبارك يا اختى
احنا من وقت ما جينا مشفناش بعض غير مره واحده ..
احرج "اشرف" بكلام ملك : سورى ..
ابتسمت" ملك" وجلست بجالنب والدتها : لا ولا يهمك انت اخبارك ايه انت والعيال ..؟
_الحمد الله بخير
_ الحمد الله .. تشرب ايه ولا اجهز غدا ولا انت مستعجل
استعجب من هدؤها فى الكلام : هو الموضوع مش مهم عندك ولا ايه ؟
_ موضوع ايه العريس لو ليا نصيب فيه هيحصل غير كده مليش يد فى حاجه
_ انا مش موافق
نظرت له "ملك": ليه ؟
_ دا هياخدك وتعيشى بره مصر دا قاعد مؤقت فى الاسكندريه
تفاجئت "ملك " بالكلام ونظرت لوالدتها : هيسافر ..؟
صممتت والدتها واستكمل "اشرف"الحديث : انتى موافقه تسافرى بره ب وامك هنعمل فيها ايه ؟
تفاجا كلا من "ملك" و " والدتها" من لهجه الامبالااه والجحود فى صوت "اشرف
بعصبيه: نعمل فى امك ايه .. انت منتبهه لكلامك بتقول ايه ؟
_ بقول ايه يعنى ..؟
بنبره عصبيه : ال قدامك دى امك مش شوال بطاطس مش لاقيين مكان نخزنه فيه ع فكره وانا اختك من لحمك ودمك وشايله نفس اسم الاب ع فكره ايه المعامله دى ... بدل ما تفرح ليا وتشجعنى ع الموافقه وتقول هشيل امى ف عنيا تقول نعمل فيها ايه .. انت ايه يااخى ..؟
لاحظ اشرف عصبيه ملك : انتى بتتكلمى معايا ازاى كده ..؟
_ اتكلم زى ماانا عاوزه ..انت ملكش اى حق عليا انت اصلا مش موجود ف حياتى سبتنا بعد وفاه بابا والغرب كان بيهتموا بينا انت اخ ازاى انت فاهم الاخوه ازاى ..مش هقولك اهتم بيا لكن اهتم ب امك امك انت معندكش كذا ام راعى ربنا فينا يااخى
نظر بغضب ل والدته: دلعك وتربيتك العوجه فيها خلاها تعمل ايه,, انا مليش علاقه باى جواز ليها تتنيل او لا ومتكلمنيش تانى علشانها ...
خرج غاضبه متوجها الى باب الشقه واغلقه بعتف خلفه ووقفت فى ذهول من تصرفه ملك ونظرت الى والدتها وظهر عليها ملامح التعب توجهت اليها سريعا : ماما متفكريش ف كلامه ها .. تعالى ادخلى ارتاحى وانا هعملك كوبايه عصير تروقك
نظرت لها والدتها مبتسمه وقامت معها وذهبت احضرت كوب العصير واعطته ل والدتها
وامسكت والدتها يديها : وافقى ع العريس يا ملك وافقى يابنتى وريحى قلبى خليه ياخدك من الهم والحزن الل انتى فيه ,,خليه ياخدك بعيد احسن
ابتسمت ملك: هو انا لدرجه دى تعباكى ولا ايه
رتبت ع يديها والدتها : وافقى وريحينى يا بنتى
_ انتى عاوزانى اسيبك واسافر ,, اسيبك لمين ومين هيخلى باله منك اذا انتى شايفه ابنك بيعمل ايه ومراته مش هتوافق تقعدى معاها ,, اسافر واسيبك تلفى ع بيوت قرايبنا كل بيت شويا لا طبعا
_ اهو دا الل عملت حسابه هترفضى من قبل ما تفكرى علشانى ,, بصى يا "ملك" انتى العمر بيجرى منك ومش حاسه وانا حاسه بالذنب اتجاهك فعلشان كده انا موافقه اقعد فى دار مسنين ع الاقل فيها راعيه وهتبقى مطمنه عليا و,,
قاعتها ملك : نعم.. دار مسنين ,, هو انتى جايبانا فى الدنيا علشان ع اخر العمر نحطك فى دار المسنين ايه الكلام دا .. لو ع الجواز انا مش عاوزه اتجوز بجد ,, ماما متحرمنيش من الحاجه الوحيده الل حساها حلوه ف الدنيا وهى انتى متحرمنيش منك انتى كمان
_ لكن العريس ابن حلال وكويس ومش هيتعوض
_ مين قالك انه مش هيتعوض .. العريسان بتروح وبتيجى وبتتعوض بالاحسن او الاوحش لكن الام مبتتعوضش مهما قابلنا ف حياتنا وانا استحاله اتنازل عنك مقابل شخص غريب معرفهوش يا اما الاقى شخص بشروطى وظروفى قابلها يا بلاش .. والجواز نصيب ورزق وله وقته وانا مش هستعجل ,,
_ اصل ..
_ لا اصل ولا صوره خايفه عليا ل اعنس يبقى دا قدرى زى ما كان قدرى انك تجيبنى واحس بحسره ع كل الرجاله الل فى حياتى حيطه هشه سندت عليها وقعت ادغدغت وعايشه بفتافيت روح
سكتت والدتها .. نظرت لها "ملك" باابتسامه: متفكريش تانى ع لسانى وسبينى انا عارفه حياتى ماشيه ازاى يلا ارتاحى ومتتعبيش نفسك من التفكير
اخذت من يد والدتها كوب العصير ووضعت قبله ع يد وراس والدتها وتطئنت عليها واغلقت الانوار والباب وخرجت جلست ع الاريكه مغمضه عنيها مردده بصوت خافت : يارب

مر يومان واعتذرت ملك للعريس ورفضت بطريقه مهذبه .. !
ابتدت امتحانات الترم الاول وانتهت ومرت اجازه منتصف العام وابتدا العام الدراسى الثانى ,,
فى يوم و"مريم" قاعده فى سيكشن صديقتها دخلت عليها وهى بتجرى ف اتفجئت بيها :
_ فى حد بيجرى وراكى ولا ايه ..؟
_ ميما فى خبر ب مليون جنيه
_ لا بجد هاتى مليون وخلى الباقى ليكى
لاحظت صديقتها عدم اهتمامها : "ايهاب مختار" فى الكليه
اتفاجئت "مريم" بتقولى ايه ...؟
_ "ايهاب مختار" جى الكليه 3 شهور وهيدرسلنا كمان و ,,
لسه هتكمل كلام بسرعه جريت "مريم" تتاكد بنفسها شافت ملصق متعلق مكتوب فيه انه فعلا هيدرس لسنه رابعه وموجوده صورته ابتسمت "مريم" ومكنتش مصدقه نفسها لاحظت مكتوب تحت الاعلان انه هيجتمع بالطلاب فى المدرج الكبير الساعه 3 ,, بصت ع الساعه كانت 1 وبسرعه اتجهت الى المدرج وفضلت واقفه قدامه لغايه ما يفتح ودخلت قعدت وكان فاضل نص ساعه ويظهر "ايهاب مختار" ,, الدقائق وقتها كانت سنين ل "مريم" فضلت بص اتجاه الباب وفى الساعه حتى وصلت الساعه ل 3 وبصت اتجاه الباب اتفتح ودخل "ايهاب فهمى" شاب يبلغ من العمر 32 سنه طوله 177 قمحى البشره وعيونه بنى غامق شعره قصير لديه غمازه فى خده لما بييضحك لابس بدله ونظاره وب ابتسامه امسك الميكرفون : مساء الخير
_ مساء الخير يافنان
_ ماشاء الله ع العدد .. اعرفكم بنفسى " ايهاب مختار" احدى ابناء كليه فنون جميله جامعه الاسكندريه وليا الشرف انى ارجع ادرس فيها لطلاب لمده 3 شهور واتمنى تكون سنه خفيفه ليا وليكم ...
و"ايهاب" بيتكلم مريم اترسمت ع وشها ابتسامه مش مصدقه انه قدامها فعلا خلص كلامه وانصرف و"مريم" قاعده سرحانه وع وشها ابتسامه صاحبتها لاحظت كده خبطتها : انتى روحتى فين يلا ..؟
_ ها ... يلا ..
وهما ماشين : بجد مكنتش اتوقع دا يحصل .؟
_ ولا انا كمان
_ بس مكنتش اتخيل كمان انه حاجه جامده الصور ع النت مكبراه اوى دا طلع حاجه معديه
بكل ثقه اتكلمت "مريم": يابنتى دا عمره 32 سنه بس لكن فعلا الحقيقه احلى من الصور
بتتنهد "مريم": طبعا يا "ميما" انتى مش مصدقه امنيتك اتحققت اهى
_ انا فعلا مبسوطه اوى اوى اوووى وجوده هيفرق فى حياتى كتير وحياتنا كلنا يابنتى
_ يارب دايما اشوفك مبسوطه
"مريم" ب ابتسامه : هى الايام الجايه باين انها ايام الانبساط
_ طيب يلا يا عم الانبساط المحاضره هتضيع مننا
______________________________________________________
يتبع
لايك ورايكم 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق